كريستي أربوتشيلو
خمس صحف أسبوعية تمثل خمس أقليات لها جذور عميقة في منطقة ديترويت، ستقوم على مدى الشهور القادمة بنشر سلسلة من المقالات والمعلومات حول الأزمة المالية التي تعاني منها المدينة وسبل معالجتها. فقد اجتمعت أسبوعيات «ميشيغن سيتيزن» و«جويش نيوز» و«الكورية» و«صدى الوطن» و«لاتينو برس» معاً من أجل الغوص إلى العمق لتجاوز طريقة المعالجة السطحية التي تنتهجها وسائل الإعلام الكبرى في عرضها لأزمة ديترويت، بحيث ستسلط الصحف الخمس الضوء على دور أبناء الجاليات في نهضة المدينة، بهدف فتح حوار بناء حول أهمية المشاركة والتعاون لتحقيق النجاح الإقليمي.
وهذه المبادرة تأتي كجزء من برنامج «التعاون الصحافي في ديترويت» الممول من قبل مؤسسة «نايت فاونديشن» و«المبادرة إلى النهضة الصحافية الإخبارية في ميشيغن» ومؤسسة «فورد فاونديشن». كما أن الصحف الخمس المشاركة في المبادرة منضوية تحت مظلة «نيو ميشيغن ميديا» (أن أم أم) التي أسسها البروفسور في جامعة «وين ستايت» هايغ أوشاغن، بهدف تشجيع صحافة الرأي في مختلف المجتمعات العرقية والأقلوية في ميشيغن.
وحول خطة التعاون الجديدة المخصصة لديترويت، قال أوشاغن إن «هذه الخطوة تشكل تعاوناً فريداً من نوعه بين الصحف التي تمثل الإثنيات والأقليات، فهم يعملون سوياً من أجل قضايا الجاليات المتنوعة التي تشكل منطقة ديترويت الكبرى». وأضاف أوشاغن أن «الأقليات تشكل عنصراً أساسياً في جهود إعادة نهضة المنطقة وإعادة إحيائها، فلطالما كانوا ولا يزالون مصدراً قوياً للنمو الإقتصادي في ميشيغن».
الأفارقة الأميركيون يتحملون العبء الأكبر
بالنسبة إلى الأميركيين الأفارقة الذين يشكلون أغلبية سكان ديترويت يعتبر إعلان إفلاس المدينة شأناً باهظاً لهم. وقالت ناشرة «ميشيغن سيتيزين» كاثرين كيلي إن إفلاس ديترويت، سواء من حيث الحجم أو التأثير غير مسبوق في تاريخ البلديات.. و«الأميركيون الأفارقة سيتحملون العبء الأكبر من هذا الإفلاس». وأضافت كيلي إن مساعدة سكان المدينة المتأثرين تتحقق عبر تحسين خدمات البلدية الضرورية مثل خدمة النقل العام الحيوية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والمراجعة الدقيقة لقرارات مدير الطوارئ كيفين أور.
العرب إستثمروا أموالهم وحياتهم فـي المدينة
ويعيش الجزء الأكبر من الجالية العربية الموجودة في منطقة جنوب شرق ميشيغن والتي يقدر عددها بحوالي ٤٠٠ ألف، في مقاطعة وين، والعديد منهم لديهم إستثمارات وارتباطات في ديترويت، على حد قول ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني.
وأضاف أن العديد من العرب الأميركيين والكلدان الذين يملكون مصالح تجارية في ديترويت اليوم، كانوا قد فتحوا محلاتهم في وقت كان الناس يهجرون المدينة، وتابع السبلاني بالقول «لقد استثمروا في المدينة ليس بأموالهم فحسب بل بأرواحهم أحياناً، مشيراً الى تقرير نشرته «صدى الوطن» في شهر آذار (مارس) الماضي، حول جرائم القتل التي راح ضحيتها مئات رجال الأعمال العرب الأميركيين والكلدان في ديترويت على مدى العقود الأربعة الماضية.
وخلص السبلاني إلى القول إن هذه المصالح التجارية الصغيرة، كمحطات الوقود والمتاجر الصغيرة، بحاجة إلى الدعم خلال فترة الخروج من الإفلاس لا إغراقها بالمراسيم البلدية المعقّدة أو تجاهلها لصالح الشركات الكبيرة.
ديترويت الجديدة قد تجذب الجيل اليهودي الشاب
وبالرغم من أن ٨٠ بالمئة من الجالية اليهودية بمنطقة ديترويت (حوالي ٧٢ ألف نسمة) تعيش في مقاطعة أوكلاند، إلا أن أغلبية اليهود الأميركيين في المنطقة لهم ارتباطات وثيقة مع مدينة ديترويت، حسب تعبير ناشر «جويش نيوز» آرثر هورويتز. وأضاف أنه بالنسبة للعائلات اليهودية التي حققت «الحلم الأميركي» في ديترويت، تحول العديد من أبنائها إلى العمل الخيري كالتبرع لمؤسسات في المدينة مثل جامعة «وين ستايت»، بينما «استثمرت عائلات أخرى وقتها وطاقتها بالتطوع على مستوى القواعد الشعبية». وأضاف هورويتز أنه إذا قيّض بناء مدينة حديثة ونابضة بالحياة فإنها لاشك سوف تجذب الشباب اليهودي اليها، لافتاً الى أن «العديد من اليهود باتوا اليوم يربطون شارع الميل الثامن (حدود ديترويت الشمالية) بالمغني المعروف «أمينيم»، لا بكولمان يونغ (أول رئيس بلدية أسود لديترويت) وهذه إشارة جديدة على أن الزمن قد تغيّر».
الآسيويون الأميركيون يلعبون دوراً هاماً
لسنوات خلت استثمر الآسيويون الأميركيون في مدينة ديترويت والمنطقة، إلا أن اسهاماتهم غالباً ما يتم التغاضي عنها، حسب ناشر اسبوعية «ميشيغن الكورية» تاك يونغ كيم، الذي قال إنه «لم يتم الإعتراف أبداً بأن الآسيويين يلعبون دوراً حيوياً في هذه المنطقة»، وبالرغم من المفاهيم السائدة فإن ٢٠٠ ألف نسمة من الآسيويين يعيشون بمنطقة جنوب شرق ميشيغن ويساهم هؤلاء في تمتين قوة الإقتصاد المحلي من خلال رجال الأعمال الذين يعملون في مجالات مختلفة، ولفت كيم الى أن هناك ١٦ ألف مؤسسة تجارية يملكها آسيويون في الولاية، من بينها مئات المتاجر المتخصصة بخدمات وأدوات التجميل يملكها أميركيون من أصل كوري داخل ديترويت، وقال إن تعزيز العلاقات بين الإثنيات أمر حاسم وهام من أجل نهضة ديترويت وإقتصادها.
اللاتينيون بحاجة إلى التغيير
أما الأميركيين من أصل لاتيني، كباقي الأقليات التي يطلق أبناؤها المصالح التجارية ويسعون الى عيش كريم في منطقة ديترويت، تأثروا بشدة بأزمة المدينة، بحسب ناشر «لاتينو برس» إلياس غوتيريز، الذي أشار الى أن هناك أكثر من ٨٠ ألف لاتيني أميركي يعيشون داخل المدينة و«يعانون من التمييز وإفتقار للخدمات البلدية إضافة الى الإحباط بسبب تاريخ البلدية الحافل بالفساد، على حد قوله.
وأردف «اليوم مازال اللاتينيون يتعرضون للتمييز العنصري والإبتزاز، سواء لأنهم مهاجرون غير شرعيون أو لعدم إجادتهم اللغة الإنكليزية أو بسبب استعدادهم للعمل بأجور زهيدة». وأشار غوتيريز أيضاً الى أن العديد من اللاتينيين تركوا ديترويت واستقروا في مدن مجاورة حيث يعيش في المنطقة حوالي ٢٠٠ ألف لاتيني، لكن يبقى الوجود الأكبر منهم في ديترويت، أما عن اقتراحاته لتحسين وضع المدينة فيدعو غوتيريز الى تخفيضات ضريبية ودعم القروض السكنية والتجارية للراغبين بالعيش والعمل في ديترويت.
Leave a Reply