بقلم مريم شهاب
كذبة أول نيسان، ظاهرة غربية، أدى إنتشارها حول العالم ومنها البلدان العربية إلى إقبال الشباب على إرتكاب أظرف المقالب وخصوصاً هنا في الغربة لكسر روتين الأيام ورتابة الوقت الضيق للدعابة الطريفة، لكن في بعض الأحيان الكذب والمقالب تؤدي إلى مشاكل وكوارث كما حدث مع شاب عربي اضطر -وبناءً على رغبة أهله- الى الزواج من قريبته، لتعصمه من الوقوع في الغلط والعلاقات غير الشرعية.
وفي أحد الأيام جاءه أصدقاء له لتمضية بعض الوقت في بيته، وكانوا لا يعلمون أنه متزوج.
صادف ذاك اليوم الأول من نيسان، فقال لزوجته: عندما يأتي أصدقائي، أحضري لنا بعض الضيافة وتظاهري بأنك الشغّالة..
وهذا ما حصل أتت الزوجة بالشاي والحلوى و«لزوم القعدة» وقدمته للضيوف، في الأثناء قال صاحب البيت لضيوفه وهو يشير إلى زوجته: ما رأيكم في عاملة المنزل المكسيكية هذه؟ لقد تعاقدت معها على أن تأتي إلى بيتي في الأسبوع عدة ساعات للتنظيف والطبخ والغسيل…
نظر إليها الأصدقاء. كانت ملامحها تميل نحو الإسمرار، وأخذ كل واحد يتكلم مرتاحاً على أساس أنها شغالة مكسيكية ولا تفهم اللغة العربية.
قال أحدهم: لا بأس، بشرتها داكنة، إلا أن سيقانها قصيرة ونحيفة، وصدرها منتفخ أكثر من اللازم، صديقٌ آخر انتقد مشيتها وقصر قامتها، وأشار آخر على الزوج بأن يطلب منها شهادة صحية، وأن يأخذها إلى طبيب مختص للكشف الطبي، خوفاً من أن يكون لديها مرض معدٍ «وأنت ياغافل إلك الله». لأن هذا الصنف من البنات يخوّف، ونصحه صديق آخر بالبحث عن شغالة آخرى، كنوع من «السيفتي».
كل هذه التعليقات كانت على مسمع من المسكينة التي أخذ العرق يتصبب من جبينها، وتهتز الصينية وكؤوس الشاي التي عليها جراء إرتجاف يديها وإصطكاك رجليها. في نفس الوقت لا يستطيع الزوج أن يقول لهم أن التي تتحدثون عنها هي زوجتي.
تركت الزوجة الضيوف مهرولة على عجل إلى غرفتها، وهي تلعن في سرها هذه الكذبة السخيفة التي إقترحها زوجها، وراحت تلوم نفسها وهي تبكي على موافقتها على أن تقوم بذلك الدور الغبي.
لحق بها زوجها معتذراً على ذلك الفصل البارد، وحاول تهدئتها والإعتذار لها عن كل «الكلام البايخ». كانت عاقلة ولم تصرخ وتركها تنتحب بحرقة، لكن بعد ذهاب الأصحاب إنفجرت في وجهه لوضعها في ذلك الموقف المخزي.. كان تبريره أنها كانت كذبة أول نيسان وعلى سبيل المزاح فقطّ؟ّ!
كذبة أخرى..
أراد بعض الديوك العرب المحليين نتف ريش ديك آخر مغرور قدم حديثاً إلى ديربورن. تقمص إثنان منهم صفة رجال الـ«أف بي آي» وفي صباح الأول من نيسان، دقوا عليه الباب، ففتح لهما وهو غاضب وساخط ومنزعج من ذلك «السئيل» الذي أفسد عليه غفوة الصباح.
قال له أحدهما: «نحن معنا أمر من دائرة الهجرة للتحقيق معك. نريد منك أن تحضر جواز سفرك وأن وتأتي معنا حالاً». فما كان من الديك المنزعج إلا أن جذبهما إلى الداخل والشرر يتطاير من عينيه والغضب يطرطش من أذنيه وراح يشتمهما ويشتم الساعة التى أتى بها الى أميركا وقام بضربهما بكل ما أوتي من غضب وحنق، كمن يريد سبباً لخلق مشكل يعيده الى بلده، وقد أتته الفرصة للإنتقام من هذين الرجلين المزعجين اللذين أكلا علقة مرتبة.
Leave a Reply