يسعى لطمأنة الحلفاء الآسيويين فـي جولة تستمر ثمانية أيام
وصل الرئيس باراك أوباما الأربعاء الماضي إلى اليابان، أولى محطاته الخارجية في جولة آسيوية تستمر ثمانية أيام، يسعى خلالها إلى تأكيد التزامات الولايات المتحدة تجاه دول آسيا والمحيط الهادئ، وقد بدأها أوباما بالتعهد لطوكيو بحماية جزر «سنكاكو» المتنازع عليها بين الصين واليابان باعتبارها مشمولة بالمعاهدة الدفاعية الأميركية اليابانية التي تلزم واشنطن بالتحرك في حال تعرضت اليابان لهجوم.
وتشمل جولة أوباما التي تستمر لغاية ٢٨ نيسان (أبريل) إضافة الى اليابان، كلاً من كوريا الجنوبية وماليزيا والفيليبين. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن أوباما يسعى الى تبديد الانطباع بأن الأحداث الجارية في العالم، وخصوصا النزاع في سوريا والصراع بين الشرق والغرب حول أوكرانيا، حولت اهتمام إدارته عن آسيا. وفي محاولة منه لطمأنه طوكيو، أوضح أوباما خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اليابانية أن «المادة الخامسة في المعاهدة الدفاعية تشمل كل الأراضي التابعة لإدارة اليابان بما فيها جزر سنكاكو»، وتابع: «لا نرى أنه يمكن تغيير وضعها من طرف واحد، ومن صلب التحالف أن المعاهدة تغطي جميع الأراضي التابعة لإدارة اليابان»، مضيفاً «هذا ليس موقفا جديداً، إنه موقف ثابت».
وتشهد العلاقات بين الصين، الشريك السياسي والتجاري والمالي الهام للولايات المتحدة، واليابان التي تحميها الولايات المتحدة وتنشر فيها 50 ألف جندي، تدهورا كبيرا منذ سنة ونصف بسبب خلاف جغرافي في بحر الصين الشرقي. وتزداد المخاوف ولا سيما في واشنطن من أن يتحول هذا الخلاف إلى مواجهة في وقت تجوب أعداد من السفن الحربية المياه المحيطة بجزر سنكاكو، التسمية اليابانية لهذا الأرخبيل غير المأهول الذي تطالب به بكين باسم دياويو.
وفيما يراقب قادة كوريا الجنوبية واليابان بعضهم البعض بريبة، يتصاعد الخطر النووي من كوريا الشمالية مع ورود معلومات من كوريا الجنوبية تفيد بأن بيونغ يانغ تعد لتجربة نووية رابعة.
وبشأن كوريا الشمالية، قال الرئيس الأميركي إنه من «الأساسي» أن تلعب الصين دورا في منع بيونغ يانغ من المضي في برنامجها للأسلحة النووية. وأضاف أوباما أن «كوريا الشمالية تقوم بأعمال استفزازية مستمرة في العقود الأخيرة. لقد شكلت لاعبا غير مسؤول على الساحة الدولية في العقود الأخيرة»، وتابع: «أنها البلد الأكثر عزلة في العالم. وهي خاضعة لعقوبات وإدانات دولية أكثر من أي بلد آخر». وبعد لقائه مع إمبراطور اليابان، سيتوجه أوباما الجمعة (مع صدور هذا العدد) إلى كوريا الجنوبية التي تعتبر أيضاً من أبرز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حيث تصاعدت حدة التوتر مجددا في الأيام الأخيرة مع كوريا الشمالية التي تستعد بحسب سيول لتجربة نووية رابعة.
نشر نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، صورة التقطها بنفسه له مع الرئيس باراك أوباما على طريقة الـ«سيلفي»، وهما يضحكان أثناء ركوبهما السيارة الخاصة بالرئاسة الأميركية، وكتب «بايدن» أسفل الصور: «وجدت صديقًا لمشاركة أول صورة «سيلفي» على انستغرام، شكراً على المتابعة». |
يعود لانتقاد موسكو بسبب أوكرانيا
اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الخميس الماضي، روسيا بعدم احترام الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا، في أول تصريح يدلي به بهذا الصدد منذ لقاءات جنيف. |
وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي في طوكيو: «لم نر حتى الآن على الأقل من جانبهم احتراما لروحية اتفاق جنيف أو لحرفيته»، وأضاف الرئيس الأميركي أنه «إذا ما واصلت روسيا مخالفة الاتفاق فسوف تترتب على ذلك عواقب وسوف نفرض عقوبات إضافية»، وتابع «عوضا عن ذلك، ما زلنا نرى مسلحين يسيطرون على مبان ويمارسون مضايقات بحق من يخالفهم الرأي، ويزعزعون استقرار المنطقة، دون أن نرى روسيا تتحرك لردعهم».
وقال أوباما: «في المقابل، رأيتم الحكومة في كييف تتخذ خطوات عملية. تصدر قانون عفو. تطرح مجموعة كاملة من الإصلاحات الدستورية المتفقة مع ما ناقشناه في جنيف». وأوضح أوباما الذي يزور اليابان في المحطة الأولى من جولة آسيوية تشمل أربع دول، أنه كان «متشائما منذ البداية» بشأن التزام موسكو بما سيتم الاتفاق عليه في جنيف.
وقال: «سبق أن فرضنا عقوبات كان لها تأثير على الاقتصاد الروسي. وبقينا متمسكين باحتمال تسوية المسالة بالطرق الدبلوماسية. كنا في غاية الوضوح بأنه لن يكون هناك حل عسكري للمشكلة في أوكرانيا».
يتفقد منطقة منكوبة فـي ولاية واشنطن
في طريقه الى اليابان عرج الرئيس باراك أوباما الأسبوع الماضي، على المنطقة المنكوبة في ولاية واشنطن التي تعرضت لانهيار أرضي الشهر الماضي أدى الى مقتل العشرات، وبعد أن شاهد آثار الإنهيار الأرضي من الطائرة التقى أوباما على مدى أكثر من ساعة مع أقارب الضحايا في كنيسة صغيرة، حيث قدّم الرئيس تعازيه إلى عائلات الضحايا كما أثنى على شجاعة عمال الانقاذ ووعد بتقديم دعم حكومي.
وقال مكتب الطب الشرعي في مقاطعة سنوهوميش إنه تم انتشال 41 جثة من موقع الانهيار الذي دفن أحد الاحياء السكنية في وادي نهر أسفل جبل كاسكايد الشهر الماضي. وانهار جانب التل بعد أن تشبع بمياه الأمطار فوق المجرى الشمالي لنهر ستيلاغواميش في 22 آذار (مارس) فاتحاً الطريق أمام سيل من الأوحال التي ابتلعت قطاعا من طريق سريع في ونحو ثلاثين منزلا على أطراف تلك البلدة الصغيرة.
كما زار أوباما -الذي ارتدى بنطالاً بني اللون وحذاء طويل العنق وسترة من سترات البحرية الزرقاء- مركزاً اجتماعياً ومحطة اطفاء أوسو حيث تحدث مع عمال الطوارىء وآخرين يشاركون في أعمال الإنقاذ والصيانة، قبل سفره إلى آسيا.
Leave a Reply