بقلم: صخر نصر
لم تكد حبيبات الإسفلت تجف في مكانها حتى بعثرتها إطارات السيارات من جديد على شارع هارتويل السكني في شرق ديربورن.
والشارع المذكور لاسيما بين وورن وهيملوك، كما العديد من شوارع المدينة الفرعية، محفر بطريقة فظيعة كما لو أن يداً آثمة خربته، ففيه حفر وتصدعات طولية وعرضانية، ما يجعل من القيادة فيه أشبه برحلة «سفاري» لا تتجاوز سرعة السيارة فيها عشرة أميال في الساعة.
ورغم حالته المأساوية، اقتصرت الصيانة يوم الإثنين الماضي على مرور عربة بلدية محملة بكمية من الزفت، وفيها عاملان، الأول يقود العربة والثاني يحمل رفشا يتناول به الإسفلت ويضعه في الحفر ويمسده قليلاً دون بذل أي مجهود إضافي، مما يجعل بقاء الزفت في مكانه أمراً مستحيلاً.
وعدا عن المنظر السيء للطريق بعد ترقيعه بهذه الطريقة، فإن الزفت سرعان ما ينتشر في المكان بعد التصاقه بإطارات السيارات العابرة، لتعود الحفرة إلى سابق عهدها في غضون دقائق، وكأن الصيانة مجرد هدر لأموال دافعي الضرائب.
ذكرتني عملية صيانة الطرق في ديربورن بأيام النافعة في سوريا خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي، حيث كان العاملون يفرشون الزفت برفوشهم ثم تمر على الطريق «مدحلة» كبيرة مصنّعة في الأربعينات، فيلتصق الزفت بالطريق وينتهي الأمر.
وللأسف اليوم، ونحن بالعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين -في أميركا- نستخدم الطريقة نفسها، لكن من دون «مدحلة»، وربما يكون ذلك من باب توفير أموال الضرائب والمخالفات التي ندفعها، والله أعلم.
Leave a Reply