ديربورن – ناتاشا دادو
أدلى آلاف العراقيين في منطقة ديترويت بأصواتهم في الإنتخابات البرلمانية العراقية على مدى يومي الأحد والإثنين الماضيين، في مركزين للإقتراع بمدينتي وورن وديربورن.
وأوضحت مصادر إنتخابية لـ«صدى الوطن» أن قلم الإقتراع الأول في ديربورن صوت فيه ٣٤٣٧ شخصاً، أما في وورن فقد أدلى ٢١٣٨ ناخباً بأصواتهم. وتعتبر نسبة الإقبال هذه متدنية مقارنة بكثافة العراقيين في ميشيغن حيث يفوق تعدادهم حوالي ٢٠٠ ألف نسمة، مع الإشارة الى أن عدداً مماثلاً من الناخبين العراقيين شارك في الإنتخابات التشريعية الماضية، ولكن كان لافتاً هذه المرة أن شروط التثبت من الهوية أدت إلى حرمان الكثير من العراقيين المتحمسين للإنتخاب، من الإدلاء بأصواتهم.
عائلة عراقية بعد إدلاء الوالدين بصوتيهما في مركز ديربورن. |
إذ طلب من كل ناخب أن يبرز بطاقتي هوية عراقية وأميركية غير منتهيتَي الصلاحية، وقد فشل الكثيرون في تقديم الوثائق المطلوبة، خاصة وأنه لم يتم قبول النسخ غير الأصلية.
وذكر مدير مركز الإنتخاب في قاعة «غرينفيلد مانور» بمدينة ديربورن، أن العديد من الأفراد جاؤوا للتصويت لكن لم يسمح لهم بذلك لأن معظم أوراقهم الثبوتية العراقية تركوها في بلدهم ويحوزون نسخاً مصوّرة عنها فقط».
نبيل رومايا رئيس «الإتحاد الديمقراطي العراقي»، قال إن عدداً ضخماً من المقترعين تعرضوا لنفس المنع من التصويت في مركز وورن بسبب مشكلة الأوراق الثبوتية وأضاف «إن الإقتراع الذي جرى عام ٢٠٠٥ كان الإقبال عليه أكبر بكثير لكن في إنتخابات ٢٠١٠ بدأت تبرز مشكلة متطلبات الهوية»، وأعرب رومايا عن أمله في أن تعالج هذه المشكلة في الدورات المقبلة.
واعتبر رومايا أن شرط إظهار النسخ الأصلية وغير منتهية الصلاحية للأوراق الثبوتية، أمر غير مقبول، خاصة وأن القسم الأكبر من الجالية العراقية يعيشون في منطقة ديترويت منذ زمن طويل ما يعني إنتهاء صلاحية وثائقهم الثبوتية.
وأردف أنه يوم الأحد الماضي تم منع الكثيرين من ممارسة حقهم الإنتخابي في مركز وورن مما أحبط عزيمة الآخرين وأوقفهم عن الإدلاء بأصواتهم في اليوم التالي».
أحد العراقيين من سكان فارمنغتون هيلز، هاجر إلى الولايات المتحدة قبل ٣٠ عاماً، وقد أظهر للمسؤولين في مركز التصويت جواز سفره الأميركي الذي يشير الى أصوله العراقية، ورغم ذلك منع من التصويت بما أن أوراقه الثبوتية أميركيةٌ فقط، مع العلم أنه لم يحتج أكثر من ذلك للإنتخاب في الدورة الماضية.
وقال رومايا «الجالية غير راضية.. نحن العراقيون نحب بلدنا ونريد أن نشارك في الإنتخابات وأن نختار من يحكم بلادنا.. ولكن عندما تمنع الناس من التصويت كأنك تسلبهم إعتزازهم بوطنهم».
إبراهيم مالك، السكرتير التنفيذي لمكتب القنصل العام العراقي في ديترويت، قال «إن القنصلية أعلمت الجالية عبر موقعها على الإنترنت ووسائل الإعلام المحلية «بكل المعلومات المطلوبة» للإقتراع. وأضاف «لقد تلقينا سيلاً من الإتصالات والتساؤلات حول العملية الإنتخابية وقمنا بكل ما بوسعنا من أجل الإجابة عن كل التساؤلات».
وحول متطلبات الهوية الشخصية، ذكر العاملون في مركزي الإقتراع أن الإجراءات حول نوعية الوثائق الثبوتية المطلوبة من المقترعين ضرورية لمنع التزوير الإنتخابي وتأمين سلامة العملية الإنتخابية وأن هيئة الإنتخابات العليا المستقلة التي تشرف على الإنتخابات هي التي وضعت هذه الشروط.
أحد الناخبين في مركز ديربورن، محمد اليعقوبي (٢٠ عاماً) وصف شروط الإنتخاب بـ«العادلة»، مشيراً الى أن عدداً صغيراً فقط منعوا من التصويت خلال تواجده لساعات في المركز، وقال «أوافق حتماً على أنه كان يجب شرح الشروط الجديدة.. فالتحضير والتنظيم كان يعتورهما النقص». لكنه استطرد أن الموظفين العاملين في مركز ديربورن كانوا منظمين جداً ومحترمين.
وأشاد اليعقوبي، وهو من سكان مدينة غاردن سيتي، بـ«تعددية» المقترعين الذين يمثلون مختلف المناطق والطوائف العراقية، وأضاف «كانوا كالموزاييك».
ولوحظ إقبال قوي من الشباب العراقي كما قام العديد منهم بالتطوع للمساعدة في العملية الإنتخابية حيث قاموا بإعانة كبار السن «فكل العراقيين يتوقون للتغيير ويرفضون الفتنة المذهبية» حسب اليعقوبي.
سعود الوائلي (٢٥ عاماً) عمل كمتطوع في مركز ديربورن بمهمة مندوب حزبي، حيث أن العديد من الأحزاب السياسية المتنافسة أوفدت مندوبين لها لمتابعة عملية التصويت، وقد تواجد في مركز ديربورن حوالي ٣٠ مندوباً. وقال الوائلي «هذه هي بلادي وأنا سأعود إليها يوماً ما.. لذا أحب أن أراها تعود إلى حياتها الطبيعية، وآمل أن تحدث هذه الإنتخابات التغيير المطلوب».
ومن جانبه، أكد سعد القاني الذي هاجر من العراق في العام ١٩٩٧، على أنه جاء ليدلي بصوته لأنه يريد أن يغير وجه الحكومة في بلاده الأم. وأضاف «التغيير لن يحصل في ساعة بل يستغرق بعض الوقت… ولكن دوماً سيبقى العراق في قلبنا».
Leave a Reply