بقلم: صخر نصر
أسابيع قليلة وتغلق المدارس أبوابها في عطلة صيفية تمتد ثلاثة أشهر، وتبدأ مرحلة جديدة في حياة كل أسرة، ومشاكل من نوع آخر، فالأطفال الذين تعودوا على الدوام والانضباط في المدارس وفق أوقات دخول وخروج وأكل ونوم محددة، باتوا في حلٍّ من كل ذلك خلال أيام العطلة الصيفية، وبات من الضروري التفكير ملياً بكيفية ملء أوقات فراغهم بما هو مفيد أكثر من اللهو في الشارع أو «الباكيارد» أو في المنتزهات، دون أن ننسى أهمية هذه النشاطات التي تظل أفضل بكثير من أن يجلس أطفالنا أمام ألعابهم الإكترونية طيلة وقت فراغهم.
قد تكون النوادي الشبابية هي من أهم الأماكن التي يمكن للأطفال ارتيادها، ولكن ذلك يتطلب نفقات مادية كبيرة، خاصة إذا كان لدى الأسرة ثلاثة أو أربعة أطفال، هذا عدا عن انشغال أحد الأبوين في ايصالهم إلى النادي وإعادتهم في الأوقات المحددة، والتي غالباً ما تتعارض مع أشغالهما.
لكن ربما جاليتنا بحاجة الى نواد ثقافية وفنية خاصة بالشباب وصغار السن لممارسة هواياتهم في الرسم والموسيقى والغناء والرقص، لأن الجيل العربي الناشىء في منطقة ديترويت هو بأمسّ الحاجة لنشاطات تربطه بتراثه وتاريخه العربي الغني، الى جانب الثقافة الغربية التي ينهلها من المدارس ومن الإختلاط بأقرانهم الأميركيين، وبذلك يستطيع الطفل التمييز بين الثقافتين المختلفتين بدل أن تختلط عليه المفاهيم.
وبالنظر الى الوضع الحالي، هناك حاجة ملحة لإنشاء نواد أو مخيمات صيفية «عربية» على أن تكون بأسعار تشجيعية لتجمع أكبر قدر ممكن من أبنائنا، يتم خلالها تنظيم نشاطات ثقافية ورياضية وفنية هدفها ربط الأطفال بجذورهم التي تجعل منهم عرباً أميركيين.
Leave a Reply