هايلاند بارك – أكد حاكم ولاية ميشيغن قراره بأن هايلاند بارك تواجه أزمة مالية طارئة قد تكون بحاجة معها الى تعيين مدير طوارئ مالية أسوة بالعديد من المدن الفقيرة التي يشكل الأميركيون السود الأغلبية الساحقة من سكانها في منطقة ديترويت.
وهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها هذه المدينة الصغيرة الواقعة الى الشمال الغربي من مدينة هامترامك داخل مدينة ديترويت، اضطرابات مالية وعجزاً خانقاَ، إذ سبق أن خضعت لمراجعة مالية من قبل فريق مدققين حكوميين من وزارة المالية في العام 1996، كما وضعت تحت اشراف مدير طوارئ مالية طيلة الفترة الممتدة من سنة 2001 الى 2009، وها هي المدينة تعود الى مظلة الطوارئ.
وهايلاند بارك التي يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي ١٢ ألف نسمة ويشكل السود أكثر من ٩٣ بالمئة منهم، كانت فيما مضى مقراً لشركة «كرايسلر» لمدة ٧٠ عاماً ومدينة حيوية تبعد ستة أميال فقط عن وسط ديترويت التي يصلها به شارع وودورد العريق، وذلك قبل أن تهجرها «كرايسلر» وتقفل فورد مصنعها الضخم ويغادرها السكان البيض ابتداءاً من أحداث شغب سنة ١٩٦٧ ووصولاً الى بداية الثمانينات حيث تحولت هايلاند بارك الى مدينة للسود الفقراء رغم موقعها الإستراتيجي في قلب ديترويت.
وفي العام ١٩٩١ بدأت «كرايسلر» إجراءات نقل مقرها الى مدينة أوبرن هيلز (في مقاطعة أوكلاند)، مع العلم أن ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في أميركا تأسست في العام ١٩٢٥ بمدينة هايلاند بارك التي بلغ عدد سكانها أوجه أواسط القرن الماضي ليفوق ٥٢ ألف نسمة قبل أن يبدأ بالتدهور.
وفي مطلع العام الحالي، قرر فريق مراجعة مالية معين من الولاية بأن هايلاند بارك، التي تبلغ مساحتها ٢,٩٧ ميلاً مربعاً، تواجه محنة مالية لكن المسؤولين في المدينة شككوا في القرار، وبعد مراجعة مستفيضة أعلن سنايدر الأسبوع الماضي تأكيده للقرار السابق، وهذا من شأنه وضع المدينة أمام أربعة خيارات لمعالجة العجز المالي، والخيارات هي: إما التوصل الى اتفاق مع الولاية لإدارة الأزمة بالتعاون مع حكومة لانسنغ، أو تعيين مدير طوارئ كامل الصلاحيات، أو الحصول على تقييم محايد، أو إعلان الإفلاس وفق الفصل التاسع.
ومع إعلان سنايدر هذا، تصبح هايلاند بارك المدينة الـ12 في ميشيغن التي تخضع لسلطة مدير الطوارئ، مع العلم أن المنطقة التعليمية فيها خاضعة منذ مدة لسلطة مدير الطوارئ.
الجدير بالذكر أن لحكومة ميشيغن حالياً مدراء طوارئ يتولون الإشراف على بلديات ديترويت وهامترامك وألن بارك وفلنت، فيما تمر ثلاث بلديات بمرحلة انتقالية لاستعادة صلاحياتها، وهذه المدن هي بنتون هاربر وإيكورس وبونتياك، كما تشرف الولاية على بلديتي إنكستر وريفر روج في مقاطعة وين، ولا تزال تجري مراجعة ملفات رويال أوك تاونشيب ولينكولن بارك وهايلاند بارك.
Leave a Reply