ديربورن – ناتاشا دادو
من المتوقع أن تزداد الأحوال البيئية الخطيرة سوءاً في منطقتي جنوب ديربورن (ديكس) وجنوب غرب ديترويت المحاذية، حيث تتواجد أكثر المصانع تلويثاً للهواء في ولاية ميشيغن، والسبب موافقة الجهات الحكومية في الولاية على منح تصريح يسمح لشركة «سيفرستال-أميركا» لإنتاج الصلب بزيادة الإنبعاثات الملوثة الصادرة من مداخن مصنعها في الطرف الجنوبي من ديربورن (ساوث إند) حيث تتواجد الجالية العربية بكثافة.
فقد أقر مدير وكالة «حماية البيئة» في ميشيغن-قسم «نوعية الهواء» فنسين هيلويغ، التصريح للشركة يوم 12 أيار (مايو) الماضي بعد إستماعه إلى شهادات من مواطنين قلقين ومعارضين لهذه الخطوة.
وكان هيلويغ قد حضر جلسة استماع عامة عقدت في ١٩ آذار (مارس) الماضي تخللتها شهادات من عامة الناس حول التغييرات المقترحة لمعدلات الأدخنة التي تطلقها مصانع الشركة الروسية الأصل.
وقال هيلويغ إنه تلقى ٣٨ تعليقاً مكتوباً خلال فترة الاستماع إلى جانب شهادات شفوية من ٤٤ شخصاً، وأضاف «بعد دراستها جميعاً بعناية فائقة واستناداً إلى السلطة المناطة بي من قبل «وكالة حماية البيئة» فقد قررت الموافقة على تصريح رقم ١٨٢٠٥ س مع تعديلات».
ويسمح التصريح بإصدار عناصر تلوث سامة من مداخن المصانع التابعة للشركة، مثل الرصاص وأول وأوكسيد الكربون ومادة «بي أم ١٠» (الغبار الناعم) بمعدلات مضاعفة مرتين وثلاث وأربع مرات وحتى تصل إلى ما نسبته ٧٢٠٠ بالمئة من المعدلات الحالية.
وفور صدور التصريح بيوم واحد عقد إجتماع بين مندوبي «سيفرستال» وأعضاء في لجنة استشارية تشكلت حديثاً من نشطاء في الجالية والجماعات البيئية ناقش المجتمعون فيه تعاقد وكالة حماية البيئة الأميركية (إي بي أي) مع «سيفرستال» من أجل تطبيق مشاريع بيئوية إضافية.
وكانت «صدى الوطن» قد نشرت الأسبوع الماضي بالقسم الإنكليزي، أن مسؤولين من حماية البيئة في الوكالتين الحكوميتين قد عقدوا منتدى عاماً لبحث قيام مشاريع حماية بيئوية وبحث إمكانية تنفيذ إجراءات ضد شركة «سيفرستال».
عادل مزيب من سكان ديربورن وعضو في اللجنة الإستشارية قال لـ«صدى الوطن» إن الشركة قدمت ثلاث إستراتيجيات مختلفة بهدف الحد من آثار التلوث وقد تكون جزءاً من عملية تنفيذ الإجراءات الجديدة.
فقد اقترحت الشركة أولاً، تركيب المزيد من أنظمة المراقبة الإلكترونية لقياس معدلات التلوث الصادرة عن المصنع مع عرض البيانات المسجلة على الناس بشكل دوري وتوظيف جهة مستقلة للإشراف على ذلك.
ثانياً، إجراء دراسة علمية لمعرفة آثار التلوث على سكان الجوار.
وأخيراً، تركيب نظام متطور لتنقية الهواء في مدرستي سالاينا الواقعتين قريباً من المصنع، بهدف الحد من استنشاق الأطفال للمواد الدقيقة السامة الصادرة عن المصنع.
محمد أحمد من سكان منطقة ديكس، منذ مدة طويلة وينشط في مجال حماية الهواء النظيف من التلوث، هو أحد السكان الذين سارعوا الى إقامة دعاوى قانونية ضد شركة الصلب لا زالت قيد الدرس.
وقال أحمد «إن الشركة وعدت مرات عديدة في السابق بالقيام بإجراءات للحد من تلوث الهواء.. لكن لم يحصل شيء». وقد إنضم أحمد مؤخراً إلى مؤسسة بيئية أنشئت حديثاً تسمى «جمعية تحسين البيئة في جنوب ديربورن». وذكر أحمد «لقد علمنا منذ اليوم الأول أن الصفقة تمت حكماً… نحن لا نريد مالاً ولاشيء آخر عدا السيطرة على التلوث. إني أشعر بالأسى عندما أرى شعبي على هذه الحال. هل تعرفون كم عدد الأطفال المصابين في هذه المنطقة بمشاكل صحية رئوية بسبب التلوث؟ والآن ستكون الأمور أسوأ من السابق»!
ومنطقة ديكس ذات الكثافة اليمنية الأميركية، تعتبر النواة الأولى للجالية العربية في منطقة ديترويت، حيث انتقل اليها آلاف المهاجرين العرب للعمل في مصنع «روج» التابع لشركة «فورد» في النصف الأول من القرن الماضي، والذي اشترته قبل سنوات شركة «سيفرستال-أميركا» التي عملت على توسعته منذ العام 2011.
واليوم أصبحت منطقة ديكس، أو «ساوث أند»، أشبه بجزيرة منعزلة في قلب منطقة صناعية تعج بمصادر التلوث الخطيرة، ومن بينها مصفاة النفط التابعة لشركة «ماراثون» في جنوب غرب ديترويت، والتي حصلت أيضاً على تصريح حكومي يسمح بزيادة الإنبعاثات الملوثة.
البعض يشير إلى أن الناس في المنطقة منقسمون بين رافضين لتحميل «سيفرستل» مسؤولية التلوث في المنطقة وآخرين يريدون مقاضاة الشركة.
وكانت صحيفة «فري برس» قد نشرت حديثاً رسائل بريدية الكترونية تشير إلى أن «شركة التنمية الإقتصادية في ميشيغن» التي تعتبر الذراع التجاري لحاكم سنايدر ، قد عملت لشهور خلف الكواليس مع شركة «سيفرستال» التي كانت تمارس الضغط على وكالة حماية البيئة للموافقة على التصريح بزيادة معدلات التلوث الهوائي.
وعلقت عضو مجلس نواب ميشيغن رشيدة طليب على ذلك بالقول «إن الرسائل الإلكترونية قد أفصحت عن أن الوكالة قد أرغمت لإتخاذ عمل لا يضع مصلحة الناس في المقدمة. إن العائلات التي أمثلها تعيش تحت كميات هائلة من التلوث وحيث يصاب طفل واحد من بين كل أربعة أطفال بمرض الربو».
أما النائب جورج ديراني نائب رئيس لجنة الصحة في مجلس نواب ميشيغن فقال «أنا حقاً أتفهم أن الوظائف التي تدفع أجوراً عالية هي أمر بالغ الأهمية لولايتنا لكن من المفروض علينا أن نعمل معاً ومع الشركات التجارية في مدننا لكي نطبق القوانين والإجراءات التي وضعت من أجل حماية مواطنينا ومستقبل هذه الولاية». وقد طُلب من أهالي المنطقة لكي يأخذوا صوراً للدخان المتصاعد من مداخن «سيفرستال» إذا كان لونه أسوداً أو برتقالياً ثم إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى walts.alan@epa.gov وفي حال وجود أسئلة حول تصريح الوكالة يرجى الإتصال بـ آنيت سويتزر على الرقم ٥١٧.٢٨٤.٦٨٠٣ أو إرسال رسالة الى البريد الإلكتروتي switzera@michigan.gov
Leave a Reply