نيويورك – بعد انتقادات حادة وسجال طويل حول إقامة متحف في موقع برجي مركز التجارة العالمي وحول محتوى هذا المبنى، افتتح الرئيس باراك أوباما الخميس الماضي متحف «11 سبتمبر» في نيويورك واصفاً إياه بـ«المكان المقدس للشفاء والأمل». وأكد الرئيس الأميركي أنه بافتتاح هذا المتحف «نخلد ما فقدناه جميعاً»، مشيرًا إلى أن «الأمة تكرّم الآن وللأبد كل المفقودين». وأضاف أوباما «لا شيء يمكن أن يحبطنا أو يغيّر من جوهرنا نحن الأميركيين». وحضر الحفل إضافة إلى الرئيس الأميركي، عائلات الضحايا وفرق الإنقاذ التي شاركت في البحث عن المفقودين خلال الحادث.
جانب من أهالي ضحايا «11 أيلول» في وقفة احتجاجية على نقل رفات الضحايا الذين لم يتم التعرف عليهم إلى مرقد أسفل المتحف. (رويترز) |
ويسعى المتحف، الذي يعرفه المشرفون عليه بأنه صرح يمثل وحدة الشعب الأميركي وصموده، إلى تقديم وقائع أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 التي غيرت منحى التاريخ. ويتعرف زائر المتحف، الذي سيفتح أبوابه أمام العموم في 21 أيار (مايو) الجاري، كذلك على الظروف والأسباب التي قادت إلى تلك الاعتداءات وكيف غيرت هذه الأخيرة وجه العالم. ويقع المتحف المؤلف من سبعة طوابق تحت الأرض بين حوضي النصب التذكاري الذي افتتح في 11 أيلول 2011 في موقع الاعتداءات في جنوب مانهاتن وقد زاره منذ ذلك الحين أكثر من 12 مليون شخص.
تجدر الإشارة إلى أن بناء المتحف كلف ما مجموعه 700 مليون دولار وسيتطلب الإشراف على إدارته 60 مليون دولار سنوياً، أي 15 مرة ضعف تكلفة إدارة متحف أحداث أوكلاهوما وأكثر مما يستلزمه الإشراف على مقبرة أرلينغتون الوطنية. وحسب المشرفين على متحف أحداث 11 سبتمبر، ستخصص 10 ملايين دولار سنويا للحاجيات الأمنية فقط.
وسيعرض المتحف آلاف الأغراض الشخصية التي تعود للضحايا وتسجيلات صوتية وأشرطة فيديو بالإضافة إلى جزء من الأدراج التي سلكها مئات الناجين وعمودين من الفولاذ متبقيين من البرجين اللذين انهارا.
ويكرم المتحف ذكرى حوالي 3000 شخص لقوا حتفهم في الهجمات وضحايا الاعتداء الذي تعرض له مركز التجارة العالمي سنة 1993.
وفي الوقت الذي رحب فيه بعض أقارب ضحايا اعتداءات «11 أيلول» بفكرة إقامة المتحف، ندد عدد من عائلات الضحايا بثمن تذكرة دخول المتحف الذي اعتبروه غير لائق (24 دولاراً).
Leave a Reply