القاهرة – بدأ المصريون في الخارج يوم الخميس الماضي بالادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي وزعيم «التيار الشعبي»، السياسي اليساري حمدين صباحي.
وشهدت عملية التصويت اقبالا غير مسبوق من الناخبين لاسيما من الجالية المصرية في السعودية ودول الخليج الأخرى الداعمة للإطاحة بالرئيس المخلوع محمد مرسي ومعه «الإخوان المسلمين».
ويمتد التصويت في الخارج لمدة أربعة أيام تنتهي في 18 أيار (مايو) وتقام الإنتخابات في 141 مركز للإقتراع في مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية التي أقرتها لجنة انتخابات الرئاسة في 124 دولة بمختلف أنحاء العالم بينها الولايات المتحدة التي تحتضن إضافة الى السفارة في واشنطن، خمس مقار قنصلية في شيكاغو وهيوستن ولوس أنجلوس ونيويورك وسان فرانسيسكو.
وتختلف انتخابات الرئاسة 2014 عن سابقتها في 2012 في أن الناخب يمكنه الذهاب مباشرة إلى مقر اللجنة في السفارة أو القنصلية للادلاء بصوته من خلال بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر دون الحاجة لتسجيل مسبق وهو ما يتيح للموجودين خارج مصر بشكل عارض أو المقيمين بشكل غير قانوني أن يشاركوا في التصويت.
وألغت لجنة انتخابات الرئاسة التصويت في كل من ليبيا وسوريا والصومال وأفريقيا الوسطى بسبب الأوضاع الأمنية هناك، مع العلم أن الإنتخابات ستجرى داخل البلاد يومي 26 و27 الجاري.
وكان كلا المرشحين قد وجه نداء إلى المصريين المقيمين في الخارج لحثهم على المشاركة في الانتخابات، وقال السيسي في رسالة عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» مصر في الوقت الراهن تعيش ظروفا غير مسبوقة وتطلب من أبنائها في الخارج ألا يتركوا بلدهم في ظل تلك الظروف.. ويجب أن ينزلوا ويشاركوا في الانتخابات الرئاسية بقوة والادلاء بأصواتهم للمرشح الذي يختارونه.
وخاطب صباحي المصريين في الخارج عبر تسجيل مصوّر، قال فيه «أدعوكم إلى أن تصوتوا وتقولوا رأيكم… بأصواتكم وعزيمتكم سنبني مصر».
وأكد صباحي في رسالة مصوّرة المصريين عزمه على إنشاء وزارة للمصريين المقيمين خارج البلاد، ومراكز قانونية في السفارات لحماية حقهم وكرامتهم. كما دعاهم إلى الاستثمار في مصر وسط حوافز جادة لتأمين هذا الاستثمار.
وفي حملته الانتخابية عبر وسائل الاعلام وعد السيسي أن يحلّ أبرز المشاكل التي يعانيها المصريون خلال عامين، مؤكداً أنه سيرضخ لطلب الجماهير إذا خرجت في تظاهرات تطالبه بالاستقالة، ورفض التعليق على الأحكام القضائية التي صدرت أخيراً بحق أنصار جماعة الأخوان المسلمين.
وحسب المراقبين، يبدو أن السيسي يختار إطلالاته الاعلامية بعناية فائقة، فالمحطة الأولى كانت مصرية داخلية وجّه من خلالها رسائل في الإطار الداخلي البحت، في إطلالته الثانية عبر قناة «سكاي نيوز عربية» تعرض للملفات العربية والعلاقة المصرية الإسرائيلية. أما الخميس الماضي، فكان موعد الإطلالة الدولية عبر وكالة «رويترز»، إذ يدرك المشير أن الرسائل عبر وكالة عالمية لها صدى أهم في العالم الغربي، لذا اختار بعناية عناوين ملفاته. رسائل في اتجاهات عدة، خارجية وداخلية، تعرض لها المشير. الرسالة الأهم «استجداؤه» واشنطن للعودة عن وقف المساعدات العسكرية بحجة محاربة «الإرهاب»، أما في سوريا فدعا إلى حل سلمي للأزمة.
وأشار السيسي، رداً على سؤال حول جماعة الإخوان المسلمين، إلى أن الأخيرة فقدت تعاطف «معظم المصريين» معها، موضحاً أن «العنف غير المبرر تجاه المصريين» أفقد الجماعة أي شكل من أشكال التعاطف وألغى أي فرص للمصالحة مع المجتمع المصري.
وفي السياق، دعا الشيخ يوسف القرضاوي في أول ظهور له في الدوحة منذ نحو شهرين، المصريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية. وأكد أن السيسي إستولى على الحكم بالظلم والطغيان، واعتبر القرضاوي أن إسرائيل هي من تدعم المشير.
Leave a Reply