ديربورن – سامر حجازي
مع إقتراب فصل الصيف الذي ينتظره كبار وصغار ميشيغن، للتمتع بالنشاطات الخارجية التي يمكن أن يزاولوها في أحيائهم، يدعو مسؤولون في بلدية ديربورن أهالي المدينة إلى الإنضمام والمشاركة بفعالية في روابط الأحياء التي يمكن من خلالها التطرق لأية مشاكل قد تواجه السكان إضافة الى التواصل مع البلدية لمناقشة القوانين والمستجدات بما يسهم في حماية القيمة العقارية للمنازل والحفاظ على جمالية الأحياء ونظافتها.
رئيسة المجلس البلدي، سوزان دباجة، دعت عبر «صدى الوطن» العائلات العربية الأميركية الى مزيد من الإنخراط في روابط الأحياء، وكذلك أشار نائب رئيس دائرة الخدمات السكانية في البلدية، جون كاسكاردو، إلى أن روابط الأحياء أصبحت تعتبر وسيلة متقدمة وإطاراً حيوياً للسكان من أجل بث آرائهم وردود فعلهم وأيضاً لمعرفة أحدث المراسيم والقوانين البلدية.
وتضم ديربورن حالياً ٣٧ رابطة تتوزع في كافة أنحاء المدينة، لكن هناك ١٨ منها فقط، ناشطة حالياً.
وتتشكل الرابطة من سكان الحي نفسه وهي تعمل بشكل مستقل تماماً، ومن الروابط التي لا تزال ناشطة في شرق ديربورن، أحياء «هملوك» و«أوكمان غروف» و«سبرينغويلز» بالإضافة إلى أحياء «ديربورن هيلز» و«سنووودز» و«غولففيو أوكس» في غرب المدينة.
ويرى المسؤولون البلديون إن تفعيل روابط الأحياء يصب في صالح تعزيز التواصل مع السكان، وحول ذلك يؤكد كاسكاردو أن روابط الأحياء تمنح البلدية الفرصة لمناقشة وشرح المراسيم والتعديلات البلدية بشكل مباشر مع الأهالي.
وتعقد هذه الروابط إجتماعاتها شهرياً أو كل نصف شهر من أجل معالجة القضايا العالقة التي تحدث في منطقتها ومن القضايا المطروحة دائماً على بساط بحث الجمعيات السكنية مسألة البيوت المؤجرة التي لا يقوم سكانها بإجراء الصيانة اللازمة لها بما يستوفي الشروط العقارية المرعية الإجراء من قبل البلدية، ما يتسبب بتدهور مظهر الحي.
وأشارت دباجة لـ«صدى الوطن» الى أن معدل استئجار المنازل في ديربورن شهد ارتفاعاً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، ما جعل من هذه القضية قاسماً مشتركاً بين كل الأحياء، مؤكدة أنها تلقت، منذ تسلمها مسؤوليتها في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، الكثير من الشكاوى حول عدم اهتمام المستأجرين ببيوتهم من خلال روابط الأحياء.
وقالت دباجة «القلق الذي ينتاب السكان ناجم عن أن بعض المستأجرين بشكل عام لا يكترثون للمظهر الخارجي للبيت بنفس الطريقة التي يهتم بها مالكو المنازل، وذلك لأنهم يعيشون في المنزل بشكل مؤقت، ربما لعدة أشهر إضافية، ثم يخلون المكان».
وفي اجتماع شهر نيسان (أبريل) الماضي حلت دباجة متحدثة وضيف شرف بإجتماع «إتحاد روابط الأحياء في ديربورن» وهو إجتماع يشمل رؤساء الروابط يعقد في كل شهر للبحث في القضايا ذات الإهتمام المشترك. وقد برزت مسألة أخرى خلال ذلك الإجتماع حيث ناقش الحاضرون سبل تعزيز انخراط العرب الأميركيين في هذه الروابط، لاسيما أنهم يشكلون حوالي نصف سكان المدينة، إلا أن عدداً قليلاً منهم يشارك في نشاطات روابط الأحياء، خصوصاً في مناطق الثقل العربي في الجزء الشرقي من ديربورن.وأشارت دباجة إلى «أن العرب الأميركيين يشكلون الأغلبية العددية في معظم الأحياء السكنية ولكن من المخيب للآمال عدم مشاركتهم ولو بنسبة قريبة»، وأعربت دباجة عن أملها بأن تصل هذه الرسالة الى السكان «لأن حضورهم مطلوب وأنا أشجع كل واحد منهم على المشاركة، ولو في إجتماع واحد على الأقل، حيث بإمكانه طرح أفكاره ومشاريعه وهواجسه».
الطرف الجنوبي من المدينة (ساوث إند)، وبالتحديد في منطقة «ديكس» تبدو المشاركة العربية في حال أفضل، بل إن رابطة حي لابير بارك تمكنت من تنفيذ مبادرة رائدة مؤخراً حيث قام متطوعون عرب من سكان الحي بتنظيم حملة نظافة تضمنت مشاركة أطفال وشباب قاموا بتنظيف منتزه لابير والشوارع المحيطة به تحت رعاية وإشراف الأهالي.
وأعرب كاسكاردو عن أمله باستخدام هذه الحملة كنموذج يحتذى ويطبق في باقي الأحياء السكنية لأن هذه الحملة «كانت الأولى من نوعها في المدينة ونأمل أن تتكرر هذه التجربة في باقي الأحياء»، ولفت كاسكاردو الى أن روابط أبدت رغبتها بتطبيق حملات مماثلة، مشيراً الى جههود تبذل من أجل إشراك تلاميذ المدارس بهذه النشاطات «لأن هذا النوع من العمل الإجتماعي يمنح أولادنا شعوراً بالإعتزاز».
وتتضمن بعض القضايا الأخرى التي تقلق سكان شرق ديربورن، أموراً تتعلق بالمحلات التجارية المجاورة لأحيائهم مثل مسألة التخلص من نفايات المطاعم، إضافة الى تجاهل بعض أصحاب المحلات لمظهر متاجرهم حيث ينمو العشب بشكل عشوائي في محيط العديد منها، وقد طلبت دباجة من جميع السكان الإبلاغ عن المحلات والبيوت المثيرة لهذا النوع من المشاكل.
وبالرغم من قلة مشاركة الأهالي العرب في روابط الأحياء، إلا أن دباجة أثنت على دور الجالية في تجميل ديربورن، وقالت «أنا فخورة بالسكان العرب في شرق المدينة الذين تخطوا القواعد العادية والمقاييس من أجل الحفاظ على منازلهم وقيمتها العقارية خصوصاً أولئك الذين دائماً يقصون الحشيش وينظفون من أمام بيوتهم ويزرعون الورود التي تزيد من جمال المنطقة».
وعبر السنوات الأخيرة، قامت البلدية بخطوات عدة من أجل تحسين الأحياء السكنية عبر برنامج «الإستقرار السكني» الذي يتضمن شراء وهدم وإعادة إعمار وصيانة العديد من المنازل المهجورة وذلك من أجل خلق بيئة آمنة وسليمة وجميلة في الأحياء.
وفي سياق آخر، دعا كاسكاردو أيضاً السكان إلى المشاركة في برامج «مراقبة الأحياء» لمساعدة شرطة ديربورن على مكافحة الجريمة، مشيراً الى تراجع معدل الجرائم في المدينة هذا العام بنسبة ١٥ بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأكد كاسكاردو أن البلدية تسعى إلى إعادة تفعيل جميع روابط الأحياء الـ٣٧، والمطلوب فقط هو إيجاد أشخاص مهتمين بذلك. ويمكن للسكان معرفة المزيد عن برنامج روابط الأحياء البلدي عن طريق الاتصال بهاتف كاسكاردو على الرقم ٣١٣.٨٠١.٢٠١٥ أو التواصل معه عبر البريد الإلكتروني: jcascardo@ci.dearborn.mi.us
كما يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بإتحاد روابط الأحياء السكنية في ديربورن: dfna.org
Leave a Reply