ناتاشا دادو
مزيد من الطلاب العرب الأميركيين في ثانويات ديربورن يشدون الرحال سنوياً الى مدن أميركية تبعد مئات الأميال عن منطقة ديترويت من أجل مواصلة تحصيلهم العلمي في أرقى الجامعات الأميركية، وعلى رأسها جامعة «هارفرد» الشهيرة في مدينة بوسطن.
ومنذ العام 2012 تم قبول 8 طلاب من منطقة ديربورن التعليمية في جامعة «هارفرد» وهي واحدة من الجامعات الأكثر انتقائية في العالم بمعدل قبول لا تتعد نسبته 5,9 بالمئة من مجمل الطلاب المتفوقين الذين يتقدمون لطلب الإنتتساب الى الجامعة العريقة التي تأسست في العام ١٦٣٦.
صورة سيلفي تجمع سبعة طلاب عرب من ديربورن، في جامعة «هارفرد». |
من بين هؤلاء مريم جلول، أميركية من أصل لبناني وخريجة ثانوية «فوردسون» (صف 2012) تدرس الآن للسنة الثانية في «هارفرد» حيث تتخصص بعلم الاجتماع والصحة العالمية والسياسات الصحية.
وفي العام 2013 قبلت «هارفرد» اثنين من خريجي ثانوية «فوردسون» هما مروى حرب وعلي الريشوني ويستكملان سنتهما الأولى في هذه الجامعة الخاصة. كما تم قبول مؤيد شعراوي الذي تخرج من ثانوية «ديربورن هاي» عام 2013، في جامعة «هارفرد» إلا أنه آثر الإلتحاق بجامعة «ستانفورد» في ولاية كاليفورنيا.
وفي العام الحالي (٢٠١٤) قبلت «هارفرد» ثلاثاً من طالبات «فوردسون» وهن: سارة مخ، أنغام فواز، ونورا شبير اللواتي سيبدأن الدراسة في الخريف القادم، ومعهم خالد الطويل من ثانوية «أدسل فورد» الذي تم قبوله هو الآخر.
وشاركت جلول الى جانب حرب والريشوني في استقبال الدفعة الجديد من طلاب ديربورن من خلال اللقاءات الترحيبية التي تنظمها جامعة «هارفرد» لاستقبال الطلاب الجدد في السنة الدراسية المقبلة، وقد التقى الطلاب الحاليون بالطلاب الجدد حيث ناقشوا مسألة العيش بعيداً عن مدينتهم ديربورن. وقالت جلول لـ«صدى الوطن» «لقد تحدثنا عن استكشاف كل الميادين الأكاديمية من أجل اكتشاف أين يكمن شغفهم الحقيقي. نصحتهم ببساطة الاستفادة من كل الفرص التي توفرها «هارفرد» ومنها الدراسة في الخارج وحضور المناسبات التي تستضيف الشخصيات السياسية والاجتماعية البارزة، والاستفادة من الأساتذة والتعلم والإستنارة من أكبر عدد من الناس حولهم».
وقالت حرب إنها تعرف جلول والريشوني منذ أيام الدراسة في ثانوية فوردسون، مع انهما لم يكونان قريبين بسبب اختلاف المراحل العمرية، «الا أن علاقتنا أصبحت متينة في الجامعة باعتبارنا أعضاء في جمعية هارفرد الاسلامية»، وقالت إنها شجعت العديد من الطلاب العرب الأميركيين على الالتحاق بهذه الجامعة المرموقة، وأضافت أن الكثير من خريجي مدارس ديربورن العامة مؤهلون للالتحاق بجامعة «هارفرد» إلا انهم يمتنعون عن تقديم طلبات الالتحاق لظنّهم أنه سيتم رفضهم.
وقالت حرب إنها كانت ستذهب هذا الصيف في دورة دراسية الى الصين لكنها قررت اخيرا البقاء هنا لقضاء شهر رمضان المبارك مع الاهل في ديربورن.
وتقول جلول إن انتسابها لـ«هرفارد» غير حياتها تماماً و«أتاح اكتشافات جديدة سواء من الناحية الأكاديمية أو الاجتماعية أو المهنية وزاد ثقتي في نفسي.. أنا أعتبر الجامعة بمثابة «بيتي الثاني» كما ان الناس من حولي هناك هم مصدر للالهام عندي في نواحي عديدة».
وختمت جلول بالقول إن «مغادرتي المنزل وديربورن كانت صعبة في البداية.. ولكن الحرية تجربة تستحق المعاناة.. وأود حث الآخرين على فعل الشيء نفسه».
Leave a Reply