ديترويت – تعاني ديترويت الكثير من المشاكل الأمنية المزمنة، وفي مقدمتها ظاهرة سرقة وخطف السيارات التي شكلت عبر السنوات الماضية هماً ثقيلاً على سكان وزوار المدينة في ظل عجز واضح للشرطة، حتى أن بعض السائقين يتفادون الى اليوم التوقف في محطات الوقود في أحياء المدينة، ويحسب البعض ألف حساب قبل التوجة الى «مدينة السيارات»، حيث يحرصون على التأكد من أن خزان الوقود ممتلئ قبل دخول حدود المدينة كي لا يضطروا الى المخاطرة والخروج من سياراتهم لملئه لاسيما في ساعات المساء والليل، حيث هناك خشية حقيقية من التعرض للسطو المسلح وخطف السيارة.
وفي إطار جهود بسط الأمن ومكافحة ظاهرة سرقة السيارات في ديترويت، أطلقت مؤخراً عدة مبادرات من شرطة المدينة بعضها بالتعاون مع عدد من محطات الوقود التي اتخذت خطوات في هذا الشأن لحماية الزبائن، في حين شكلت الشرطة وحدة خاصة لملاحقة المشبوهين، كما ستبدأ الشرطة بنشر صور المدانين بقضايا من هذا النوع مع الأحكام الصادرة بحقهم على لوحات إعلانية.
المشكلة بحسب شرطة ديترويت، تكمن في أن التحسينات الأمنية التي أدخلت على أنظمة تشغيل السيارات بهدف منع سرقتها، زادت الأمور تعقيداً، فمثلاً خاصية تشغيل المحرك بدون مفاتيح، تجعل من الصعب أو المستحيل سرقة السيارات المتوقفة، لكن ذلك بدل أن يكبح المجرمين جعلهم يلجأون الى استهداف السيارات وأصحابها فيها، وفقاً لجوناثان بارنيل من فرقة مكافحة سرقة السيارات في ديترويت. مشيراً الى أن الطلب على الإطارات والعجلات المسروقة يساهم في زيادة هذه السرقات، حيث غالباً ما يتم العثور على السيارات مهجورة في أحياء المدينة وقد نهبت معظم قطعها.
ونقلت صحيفة «ديترويت فري برس» عن موسى بزي وهو صاحب محطة وقود «موبيل» تقع في منطقة خطرة شرق المدينة، قوله «نحن بحاجة للإمساك بالجناة حتى يكونوا عبرة لغيرهم»، مع الإشارة الى أن محطة بزي انضمت الى برنامج «المنارة» (لايتهاوس) الذي يجعل من محطات الوقود في أحياء المدينة ملاجئ آمنة لمن يشعرون بأنهم في خطر. وفي إطار جهوده لمكافحة الجريمة، يبقي بزي محطته مشعلة بالأضواء طوال الليل كما يحرص على وجود عاملين الى أربعة عمال في المحطة في كافة الأوقات.
وكونها منضوية في برنامج «لايتهاوس»، تزين محطة بزي إشارات ضوئية تطلق ومضات باللون الأخضر الشاحب وهي فكرة مستوحاة من منارات السفن، للدلالة على أن المحطة مشاركة في برنامج مشترك مع الشرطة.
ومن أجل أن تشارك أي محطة في هذا البرنامج يشترط أن تركب فيها كاميرات متطورة للمراقبة، وأن تتمتع بالإضاءة الجيدة وأن تبقى مفتوحة 24ساعة يومياً. كما يجب أن يكون عمال المحطة مستعدون لمساعدة سائقي السيارات وتوفير المكالمات الهاتفية الطارئة.
وقال الناطق باسم شرطة ديترويت، السارجنت مايكل وودي، «هناك لائحة للانتظار» عندنا الكثير من محطات الوقود التي تريد المشاركة في برنامج «المنارة» وقال «إنك تحصل على حماية أكثر بوجود ملصق المنارة الكبير معلقاً على زجاج واجهة المحطة، مما يعطي رسالة واضحة للمجرمين بأن المحطة مزودة بالأدوات والمعدات اللازمة لمساعدة الشرطة في التحقيق بالجرائم».
وتشير الى أن عدد السيارات التي تعرضت للخطف وصل إلى 720 خلال العام الماضي، في مقابل 850 في العام 2011، و1231 في العام 2008، وقد يرجع هذا الإنخفاض في جزء منه إلى تراجع عدد سكان المدينة. وبحلول 19 أيار (مايو) الماضي وصل عدد السيارات المخطوفة في ديترويت خلال العام الحالي، إلى 191 سيارة.
وفي سياق الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، أعلنت مكاتب الإدعاء ومكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) وشرطة ديترويت مؤخراً عن حملة توعية تتضمن الإعلان عن تشديد العقوبات الفدرالية بحق مرتكبي جرائم خطف السيارات، والتي قد تصل عقوبتها إلى الإعدام في حال قتل أحد في مثل هذه الجرائم، كما أعلنت شرطة ديترويت عن شراكة مع «جنرال موتورز» للإستفادة من خدمة «أونستار» لتعقب السيارات المسروقة فور الإبلاغ عن سرقتها إضافة الى تعزيز المكافأت المخصصة للمبلغين عن حوادث من هذا النوع.
Leave a Reply