بقلم: صخر نصر
إنه موسم الإنتخابات في البلدان العربية، وبتوقيت متقارب لا يفصل بين انتخابات تشريعية وأخرى رئاسية، سوى انتخابات محلية أو بلدية، هكذا جاءت كلها دفعة واحدة وكأنه أصبح للشعوب العربية كلمة بعد اليوم.
الديمقراطية عنوان هذا الحراك الانتخابي العربي، انتخابات رئاسية في الجزائر ورئاسية في اليمن وتشريعية في لبنان ورئاسية في مصر وكذلك في سوريا، وانتخابات تشريعية في تونس وفي العراق وليبيا ولم تبق دولة عربية بدون انتخابات إلا بعض دول الخليج التي -للمفارقة- ينادي حكامها بتطبيق الديمقراطية عند غيرهم.
المهم، الموسم بدأ وأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام الاعلام وبتنا نشاهد على شاشات التلفاز وبشكل شبه يومي الحراك الانتخابي الديمقراطي العربي، وصور المرشحين، وإعلاناتهم وبرامجهم الانتخابية وغيرها من الأمور التي لم نعهدها -كعرب- على هذا النطاق الواسع من قبل.
وعلى قاعدة «ماحدا أحسن من حدا»، قرّرتُ إجراء انتخابات أسرية علّ المؤسسة الزوجية تكون أفضل في حال كان صاحب القرار في البيت منتخباً، طرحت الفكرة فوافق عليها الجميع وبدأنا في الاستشارات وإجراء التحالفات من تحت الطاولة ومن فوقها، وعند التصويت فاز ابني الأصغر وتم إبعادي عن إدارة المنزل.
ومن ذلك العرس الديمقراطي، تفرّد الصغير بالقرارات، فألغى الأخبار في التلفزيون وأعدم البرامج الحوارية، وترك لأمه مسلسلا أو اثنين، وطبعاً برنامج علي الديك، فيما خصص الوقت الباقي لأفلام الرسوم المتحركة و«البلاي ستايشن» للأسف.
ولأنه الحاكم المنتخب في البيت ألغى الطبخ المنزلي واستبدله بالبيتزا والطعام الجاهز السريع الذي يحبه، ولما كان قرار حجم المصروف ليس من صلاحياته حال ذلك دون ازدياد استبداده بنا.
وبعد مضي أقل من أسبوع كان لابد من إلغاء الانتخابات والنتائج التي تمخضت عنها، والعودة الى الوضع السابق، بحركة شبه انقلابية لم تثنها الاحتجاجات اليومية ولا الألقاب التي نُعتتُ بها.
تلك الألقاب ذكرتني بالعبارات التي ظلت ترددها بعض المعارضات العربية يومياً بين جدران الفنادق الأوربية ذوات النجوم الخمس.
على كل حال… عاد الاستقرار الى المنزل وساده الهدوء والسكينة.
Leave a Reply