ديترويت – محمد رموني
يبدو أن طموحات شرطة ديترويت بالحد من معدلات الجريمة في المدينة بحاجة الى جهود مضاعفة خلال الأشهر القادمة، لاسيما بعد موجة الجرائم العنفية التي اجتاحت المدينة في الأسبوعين الماضيين وأدت الى مقتل ١٣ شخصاً وإصابة العشرات في أكثر من مئة حادثة إطلاق نار متفرقة في أنحاء المدينة.
الشرطة عزت الإرتفاع الكبير في معدلات الجريمة مع حلول فصل الصيف، الى ما وصفته بـ«العنف الأسري» الى جانب الصراعات بين عصابات المدينة.
وقد سجلت شرطة ديترويت في الفترة الممتدة بين ٢٤ أيار (مايو) الماضي، ولغاية الخميس الخامس من حزيران (يونيو) الجاري، وقوع ١٣ جريمة.
وبحسب بيانات الدائرة، وقعت في هذه الفترة ١٩ حادثة إطلاق نار و65 حالة اعتداء متعلقة بنزاعات عائلية.
وقد بدأت سلسلة الجرائم هذه يوم ٢٤ أيار حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين اثنين من أشرس عصابات غرب المدينة، والتى أدت الى مقتل وإصابة خمسة أشخاص بينهم طفلة (١١ عاماً). وقد دارت الإشتباكات بين أعضاء عصابة «مرتبطون بالمال» (ريلايتد ثرو موني) من جهة وعصابة «لا تثق بأحد» (تراست نو وان) من جهة أخرى، وذلك في وضح النهار على شارع ستراثمور في غرب ديترويت.
وبينما انشغل الضباط بالتحقيق في معركة ستراثمور، وقع حادث اطلاق نار واعتداء بالطعن في احد الشوارع المجاورة. ووصف مساعد قائد الشرطة ستيف دولانت ذلك اليوم بالدموي، وتعتقد الشرطة أنه إضافةً الى ضلوع عصابة «تراست نو وان» في حادث ستراثمور فإنها كانت على الأقل مسؤولة عن ست حوادث إطلاق نار أخرى في الآونة الأخيرة.
وبالرغم من تراجع معدل الجرائم بنسبة 9 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلا ان موجة جرائم العنف الأخيرة اثارت قلق الدائرة، حيث قال نائب قائد شرطة المدينة، ستيف دولانت، في اجتماع دوري لكبار المسؤولين في الدائرة، عقد الأربعاء الماضي، إن حوادث اطلاق النار والاعتداءات العنيفة بدأت بالارتفاع مجدداً.
وأكدت الشرطة أن أحد أبرز المشاكل التي تواجهها الشرطة في تحقيقاتها الهادفة الى تحديد الجناة وجلبهم للعدالة، هي عدم تعاون الضحايا وذويهم مع المحققين.
وأشار دولانت الى أن ٢٨ من ضحايا الجرائم العنفية قالوا للمحققين إنهم لا يعرفون ما حدث وكيف أصيبوا وأكدوا للشرطة أن كل ما يعرفونه أنهم سمعوا دوي طلقات نارية قبل أن يكتشفوا أنهم أصيبوا بها جراء الألم الذي شعروا به.
ومن المعروف أن الكثير من الضحايا يخشون الإبلاغ عن مطلقي النار خوفاً من انتقامهم لاحقاً.
وأكدت الشرطة أن ١٠ جرحى أيضاً أصيبوا بعيارات نارية أثناء تنفيذهم عمليات سطو أو سرقة. وقال دولانت «هذا محبط.. فأنت تسأل: من اطلق عليك النار؟ ويأتي الجواب: لا نعرف»، مشيراً الى أن 43 من ضحايا اطلاق النار كانوا تحت المراقبة (بروبايشن) و١٤ منهم مفرج عنهم بشروط.
ومن جانبه، قال قائد الشرطة، جيمس كريغ، إن المجرمين وأصحاب السوابق عندما يصابون بعيارات نارية فإنه من غير المرجح ألا يبلغوا الشرطة بما حدث لهم حقاً.
وفقا لبيانات الدائرة فإن جرائم القتل منذ بداية العام وحتى مطلع شهر حزيران الحالي انخفضت من ١٣٤ الى ١٠٢ مقارنة بنفس الفترة من العام ٢٠١٢، أما الاعتداءات الجنسية فقد انخفضت من 366 الى 338، وعمليات السرقة من 2076 الى 1519، أما الجرائم العنفية عموماً فقد تراجعت من 5937 الى 5394.
موت مجاني
لقي رجل من ديترويت مصرعه الأسبوع الماضي
بعد إصابته بعيار ناري طائش أثناء مروره على شارع فينكل (الميل الخامس) في غرب المدينة. وفي التفاصيل، قام صاحب محل بإطلاق النار على رجل دخل متجره بعد أن اشتبه بأنه ينوي السطو عليه، وبدل أن يصيب المشبوه أصاب رجلاً آخر تصادف وجوده عند الرصيف ما أدى الى مقتله. وقال متحدث باسم الشرطة ان المشبوه كان داخل المحل وقام بحركات تدل على نيته سرقة المكان، فما كان من صاحب المتجر إلا أن سحب بندقيته المرخصة وأطلق عياراً نارياً واحداً أخطأ المشبوه وأصاب رجلاً كان واقفاً عند الرصيف. وقد تم إستدعاء المطافئ لتنظيف حافة الرصيف من الدماء وإزالة آثار الحادث، ولم تتمكن الشرطة من الإستدلال على الرجل المشبوه.
Leave a Reply