نيويورك – نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» وثائق سرية تكشف عن قيام وكالة الأمن القومي الأميركية (أن أس أي) بجمع أعداد هائلة يومياً من الصور المرسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل الهاتفية ووسائل الإعلام الاجتماعي، وذلك بهدف التعرف إلى الوجوه.
ووفقاً للصحيفة فإن من بين ملايين الصور التي تقوم وكالة الأمن القومي بجمعها يومياً هنالك حوالى 55 ألف صورة ذات جودة ووضوح تجعلها صالحة لغايات التعرف إلى الوجوه. وأشارت الوثائق السرية، التي حصل عليها المتعاقد السابق مع الوكالة، إداوارد سنودن، ومن ثم قام بتسريبها، بأن بيانات التعرف إلى الوجوه مهمة بالنسبة للوكالة بقدر بيانات الاتصالات الكتابية والصوتية.
وذكرت الصحيفة أن قيام وكالة الأمن القومي بهذه الممارسة تختلف عن باقي الجهات والوكالات الحكومية الأخرى، وذلك لقدرة وكالة الامن على ربط تلك البيانات بنماذج أخرى من الاتصالات السرية مثل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية. وقد حاولت الوكالة الحصول على مدخل لقواعد البيانات الخاصة ببطاقة الهوية للمواطنين في بعض الدول.
ومن جانبه، أكد عميل المخابرات الأميركية السابق إدوارد سنودن في مقابلة مع إحدى شبكات التلفزيون البرازيلية بُثت مساء الأحد أنه تقدم بطلب لجوء رسمي إلى البرازيل.
وصرح سنودن -اللاجئ حالياً في روسيا والذي كان وراء التسريبات بشأن اتساع أنشطة المراقبة الإلكترونية الأميركية- في مقابلة مع قناة «غلوبو» البرازيلية أن حقه في اللجوء في موسكو ينتهي مطلع آب (أغسطس) القادم.
وأشار إلى أنه سيكون سعيداً بقبول حق اللجوء إذا منحته إياه البرازيل قائلاً «أرغب كثيراً في الإقامة هناك»، وسبق أن أعرب سنودن عن رغبته في اللجوء إلى البرازيل في رسالة مفتوحة إلى البرازيليين. وقال سنودن «عندما كنت عالقاً في مطار موسكو (بعد مصادرة جواز سفره الأميركي قبل عشرة أشهر) وجهت طلب لجوء إلى عدد من الدول من بينها البرازيل. كان طلباً رسمياً».
وتابع أن الخارجية البرازيلية لم تعتبر أن الطلب قُدِّم حسب الأصول. وأضاف «بالنسبة لي كان أمراً جديداً، كأنني لم أحترم الإجراءات».
وكرر أنه لم يقدم أي وثائق إلى أي دولة مقابل لجوئه لأن حق اللجوء يمنح لدواع إنسانية، حسب تعبيره. وأضاف أنه عندما صودر جواز سفره كان متوجهاً إلى الإكوادور. وصرح «لم أختر قط الذهاب إلى روسيا، كنت متوجهاً إلى أميركا اللاتينية، إلى الإكوادور، لكن جواز سفري أُلغي وتعذرت عليَّ متابعة الرحلة».
وجمعت حملة أُطلقت على الإنترنت لحث البرازيل على منح سنودن اللجوء، أكثر من مليون تأييد، لكن الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية أوضحت أنها لن تستجيب إلى الطلب لأنه لم يكن رسمياً.
واتُّهم إدوارد سنودن في بلاده بالتجسس وسرقة وثائق تخص الدولة.
وأدت تسريباته التي استندت إلى وثائق مسروقة إلى إحراج الحكومة الأميركية وتوتر علاقاتها مع الدول الحليفة التي أغضبها الكشف عن تسجيل واشنطن الأحاديث الخاصة لقادتها.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد وصف سنودن بالهارب، وتحداه أن يتجرأ بالعودة إلى الولايات المتحدة. وقال كيري لشبكة «أن بي سي» الإخبارية مؤخراً «إذا أراد السيد سنودن العودة إلى الولايات المتحدة فإننا سنحجز له في طائرة اليوم. الرجل المحب لوطنه لا يهرب».
Leave a Reply