واشنطن – دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة عن صفقة التبادل المثيرة للجدل مع حركة طالبان من أجل الإفراج عن الجندي الأميركي بووي برغدال بعد خمس سنوات في الأسر، قبل أن يقدم اعتذاره لمجلس النواب الأميركي لعدم إطلاعه على الصفقة قبل إنجازها بوساطة قطرية.
برغدال |
ومنذ الإعلان عن الصفقة الجريئة السبت ٣١ أيار (مايو) الماضي، والجمهوريون يوجهون انتقادات حادة إلى الإدارة الديمقراطية التي يتهمونها بمخالفة القانون وبتعريض حياة عسكريين ومدنيين أميركيين للخطر في مناطق نزاع في العالم.
كما كثرت الأسئلة حول ملابسات خطف برغدال في 30 حزيران (يونيو) 2009 بالقرب من قاعدته في أفغانستان إذ اتهمه بعض الجنود بالفرار وطالبوا بمعاقبته.
إلا أن أوباما الذي يقوم بزيارة إلى وارسو حاول اختصار أي جدل حول المسألة.
وصرح أوباما أن «الولايات المتحدة لديها قاعدة مقدسة هي عدم ترك أي مجند أو مجندة. إذا كان هناك أميركي في الأسر فعلينا إعادته. نقطة. نقطة انتهى».
كما أضاف أن واشنطن كانت «قلقة إزاء الوضع الصحي لبرغدال» عندما كان أسيرا ولذلك كان عليها التحرك بشكل عاجل. وقال «لاحظنا فرصة واغتنمناها».
وأعلن المركز الذي نقل إليه برغدال منذ صباح الأحد الماضي في ألمانيا أن صحة السرجنت أفضل «وأنها في تحسن مستمر»، فيما توجه معتقلو طالبان الى الدوحة حيث سجل تحركهم بحرية. وأطلق سراح برغدال الجندي الاميركي الوحيد الذي كان لا يزال أسيراً لدى طالبان، بعد خمس سنوات من الأسر ضمن صفقة تبادل مع خمسة من قياديي طالبان معتقلين في غوانتنامو. وتمت الصفقة بوساطة من قطر واستغرقت مفاوضات طويلة.
ويعترض النواب الجمهوريون في الكونغرس على عدم قيام الادراة بابلاغهم بالصفقة رسمياً قبل 30 يوماً كما ينص على ذلك الدستور.
وبرر الرئيس الاميركي ذلك بالقول «الاجراءات اختصرت لأننا كنا نريد أن نكون متأكدين من عدم تفويت هذه الفرصة».
وقال السناتور ساكسبي تشامبلس، زعيم الجمهوريين في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ان مسؤولا «كبيراً» في البيت الابيض «اعتذر مساء الاثنين لانه لم يطلعنا» على الاتفاق، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز».
وبيرغدال، عضو في وحدة «بلاك فوت» في اللواء الأول من فوج المشاة 501، وقد غادر قاعدته سيرا وترك خلفه بندقيته وخوذته، وأخذ معه بوصلة، وفق بيثي، الذي أضاف «زملاؤه الجنود تحدثوا في وقت لاحق عن رغبته في السير من أفغانستان الى الهند». وتصل عقوبة الفرار من الجيش خلال الحرب الى الاعدام في الولايات المتحدة. ويقول الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي إن برغدال عانى كفاية بعد أسره لخمس سنوات.
وفي خطوة مفاجئة، نشرت حركة طالبان الأفغانية الأربعاء الماضي، على موقعها الإلكتروني، شريط فيديو لعملية الإفراج عن بيرغدال. وفي الفيلم الذي تصل مدته إلى 17 دقيقة ويحمل عنوان «مراسم الإفراج عن الجندي الأميركي»، يظهر بيرغدال، البالغ 28 عاماً، وقد حلق شعر رأسه ولحيته وهو يرتدي زياً أفغانياً تقليدياً ذا لون أبيض ويقف بين عدد من الرجال الذين يضعون عمامات.
وتبدو المجموعة وهي تنتظر قبل أن تحط مروحية وينزل منها ثلاثة رجال بزي مدني ويذهبون للقاء عناصر طالبان وبيرغدال. ويتصافح الأميركيون والمتمردون ثم يرافق ييرغدال بعد تفتيش سريع إلى المروحية التي تقلع وتبتعد عن المكان. ويظهر بعدها تعليق على الفيديو «لا تعد إلى أفغانستان».
وقد وصل عناصر طالبان الخمسة إلى قطر الأحد حيث يقضون عاما كاملا قبل عودتهم إلى أفغانستان.
Leave a Reply