القاهرة – أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر يوم الثلاثاء الماضي، رسميا فوز عبد الفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية، لأربع سنوات قادمة، مؤكدة حصوله على أكثر من 23 مليون صوت، بنسبة 96,1 بالمئة من الناخبين.
وبتنصيب السيسي يوم الأحد المقبل تدخل مصر عهداً جديداً، حيث من المتوقع أن يلقي الرئيس المنتخب خطاباً يحدد فيه الخطوط العريضة لسياسته خلال السنوات الأربع المقبلة، وقد استبقه بالأمس بخطاب متلفز، توجه فيه بالشكر إلى المصريين كافة، داعياً اياهم الى التكاتف والعمل معاً من اجل بناء مستقبل مصر، فيما خص منافسه حمدين صباحي بـ«تحية خاصة» لتوفيره «فرصة جادة لتحقيق المنافسة الانتخابية».
وتوجه الرئيس المصري المنتخب بالشكر لجميع أبناء الشعب بعد إعلان فوزه رسميا، وخص السيسي القضاة بالتقدير والعرفان وكذلك رجال القوات المسلحة والقوى الأمنية لدورهم في تأمين ما أسماه العملية الديمقراطية. كما وجه السيسي الشكر لمنافسه حمدين صباحي لدوره في تحقيق المنافسة الانتخابية النزيهة، قائلا: «أتطلع إلى استمرار جهدكم وعزمكم في مرحلة البناء المقبلة».
وحسب النتائج الرسمية، حصل صباحي على 757 ألفا و511 صوتاً، بنسبة 3,9 بالمئة.
ويستعدّ السيسي لتسلم مهام منصبه في مراسم رسمية تبدأ صباح يوم الاحد المقبل، بقسم اليمين أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا، وتستكمل باحتفالين في قصري الاتحادية والقبة، بحضور وفود رسمية عربية وأجنبية. وأرسلت وزارة الخارجية عن طريق السفارات الرسمية والقنصليات دعوات إلى الملوك والرؤساء للمشاركة في الحفل المنتظر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي إن «الرئاسة وجّهت دعوات إلى رؤساء وملوك الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، وذلك عبر السفارات المصرية في الخارج والسفارات الأجنبية في مصر لحضور مراسم تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي».
ومن أبرز المدعوين ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ورئيس دولة الامارات خليفة بن زايد آل نهيان والرئيس الايراني حسن روحاني والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فيما تحدثت تقارير صحافية عن استبعاد اربع دول عن مراسم التنصيب، وهي تركيا وقطر وإسرائيل وتونس.
من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء حسام قاويش إن الحكومة ستتقدم باستقالتها للرئيس الجديد عقب أدائه اليمين أمام المحكمة الدستورية.
وفور الإعلان عن فوز السيسي دعا العاهل السعودي لتنظيم «مؤتمر مانحين» لمصر. وقال الملك عبد الله، في برقية تهنئة بعث بها إلى السيسي ونشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، «نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم أن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا… لتتمكن من الخروج من نفق المجهول». وأضاف «ولذلك فإني أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية».
وحذر من أن «من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر… فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات».
ودوت أصوات الألعاب النارية في ميدان التحرير بوسط القاهرة عقب إعلان النتيجة في المؤتمر الصحفي الذي نقله التلفزيون على الهواء مباشرة.
هذا وقد ألقى الرئيس المؤقت عدلي منصور كلمة وداع، الأربعاء الماضي، قبل أيام من تنصيب السيسي الذي نصحه بحسن اختيار معاونيه وحذره من جشع أصحاب المصالح.
وقال منصور في الكلمة التي أذيعت تلفزيونياً واستغرقت 38 دقيقة «أوجه حديثي إليكم اليوم مودعاً بعد أن شرفت برئاسة جمهورية مصر العربية ما يناهز العام». ووجه حديثه للسيسي «أقول له أحسن اختيار معاونيك فهم سندك ومعينوك على ما سيواجهك من مشكلات داخلية صعبة ووضع إقليمي مضطرب وواقع دولي لا يعرف سوى لغة القوة والمصالح».
وأضاف «تقتضي الأمانه أن أحذر من جماعات المصالح التي تود أن تستغل المناخ السياسي الجديد لطمس الحقائق وغسل السمعة وخلق عالم من الاستفادة الجشعة يمكن هذه الفئات من استعادة أيام مضت يود الشعب المصري ألا تعود أبداً».
وبدا التأثر بين وقت وآخر على منصور خلال إلقاء الكلمة وقال لخلفه «أتمنى لك كل التوفيق والنجاح».
Leave a Reply