ديترويت – أمر قاض فدرالي في ديترويت بمراقبة جهاز كمبيوتر واستخدامات الانترنت الخاصة بالداعية الإسلامي الأميركي أحمد موسى جبريل (43 عاماً) المقيم في مدينة ديربورن، والذي ينظر اليه على أنه أحد أبرز «دعاة الإنترنت» والملهمين للمقاتلين الغربيين المنتمين لتنظيمات متشددة تقاتل في سوريا مثل «النصرة» و«داعش».
وقد صدر القرار بمراقبة جبريل بعد جلسة عقدت يوم الخميس الخامس من حزيران (يونيو) الماضي، اعتُبر خلالها أنه انتهك شروط الإفراج المبكر عنه من حكم بالسجن لفترة طويلة صدر ضده بسبب الاحتيال والتلاعب بهيئة محلفين.
ولم يربط القاضي الفدرالي جيرالد روزين الأمر الكتابي الذي أصدره بعد الجلسة بقراره بشأن نشاط جبريل على الانترنت. لكن مسؤولين فدراليين على علم بالقضية قالوا لوكالة «رويترز» إن الأمر الذي أصدره القاضي سيسمح لسلطات المراقبة بمراقبة نشاطات جبريل للتأكد من أنه لا يحاول تحريض الأميركيين على السفر إلى سوريا للانضمام إلى المقاتلين الأجانب الآخرين. وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث عن المعلومات الحساسة.
وقال مسؤولون آخرون إن السلطات الأميركية تكثف الجهود لتعقب والتحقيق مع الأميركيين الذين يذهبون إلى سوريا للانضمام إلى المسلحين الذين يحاولون إطاحة الرئيس بشار الأسد وأشاروا إلى أن تقديراتهم هي أن عشرات الأميركيين فعلوا ذلك بالفعل، حسب «رويترز».
يشار إلى أن القاضي روزين أمر بعدم سفر جبريل خارج شرق ميشيغن، وأن يرتدي أداة رصد الكترونية. وقال إن جبريل يجب أن يبلغ الشخص المسؤول عن مراقبته بمعلومات عن نظم الكمبيوتر الخاصة به وخوادم الانترنت وكلمات المرور في هذه النظم.
وكانت «صدى الوطن» قد نشرت في شهر أيار (مايو) الماضي نتائج تقرير بريطاني يكشف حجم شعبية الشيخ لدى المقاتليين الغربيين في سوريا.
وفي التفاصيل، أنه بعد أسابيع من إطلاق سراحه من سجن فدرالي في آذار (مارس) ٢٠١٢، لم ينتظر أحمد جبريل، كثيراً حتى يعلن تأييده «للجهاد» في سوريا التي كانت تشهد تصاعداً في أعمال العنف مع تدفق المسلحين الأجانب اليها بحجة قتال النظام السوري.
في أحد مواقفه الإلكترونية بعد أيام من خروجه من السجن بتهمة الإحتيال، قال جبريل: «عندما يتحدث إخوانكم في سوريا اليوم، فعلى الجميع أن يطبقوا أفواههم وينصتوا، لأن هؤلاء أثبتوا أنهم رجال حقيقيون».
وهذا التعليق، كان واحداً من عدة مواقف وتعليقات وفيديوهات بثها «الشيخ» عبر وسائل التواصل الإجتماعي تحض على الجهاد في سوريا، وسرعان ما تحول الشيخ المتهم بالنصب والإحتيال وغسيل الأموال، الى أحد «النجوم العالميين» للجهاد المزعوم في سوريا، حيث أصبح الشيخ «مصدر إلهام» لمئات المقاتلين الغربيين، وفقا لتقرير «مركز دراسة الراديكالية والعنف السياسي» ومقره لندن.
وأشار المركز البريطاني الى أن جبريل، الذي انتقل للعيش في ديربورن بعد خروجه من السجن، سرعان ما أصبح «أباً روحياً» للجهاديين الأجانب، حيث أن معظم أتباعه على شبكة الإنترنت هم من جنسيات غربية وينتمون لمنظمات مسلحة ذات صلة بتنظيم «القاعدة».
وذكر تقرير المركز الصادر الشهر الماضي، أن جبريل كان بمثابة «المشجع» و«الأب» للمقاتلين الغربيين «المتأثرين بالإسلام»، مع الإشارة الى أن المركز عمل خلال العام الماضي على رصد «الجهاديين الغربيين» ودورهم على الأرض في سوريا بالتعاون مع خمس جامعات أميركية.
وتضمن تقرير المركز الذي جاء بعنوان «الطيور الخضر: قياس أهمية وتأثير شبكات المسلحين الأجانب في سوريا»، قائمة بمعلومات وأسماء ١٩٠ مسلحاً غربياً من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وكان عدد من هؤلاء يتابعون ارشادات جبريل الدينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهر التقرير البريطاني أن جبريل هو الأكثر شعبية لدى الجهاديين الغربيين موضع الدراسة، إذ يتابعه 21 بالمئة منهم عبر «فيسبوك»، و60 بالمئة عبر «تويتر»، ليكون بذلك الأكثر متابعة في أوساط المقاتلين والذين ينتمون بمعظمهم الى «داعش» و«جبهة النصرة» المرتبطين بتنظيم «القاعدة». واللافت أن 78 بالمئة من الإعجابات التي نالتها صفحة جبريل على «فيسبوك» و86 بالمئة من متابعات «تويتر»، مصدرها التنظيمان الإهاربيان.
ويرى المشرفون على الدراسة أنه ليست هناك من أدلة تشير الى تورط جبريل نفسه بأعمال إرهابية لكن لا شك أنه شكّل على مدى الفترة الماضية مصدراً «للتبرير السياسي والديني» لهؤلاء الإرهابيين.
ولفت المركز إلى أن رصد تدفق أكثر من 11500 مقاتل أجنبي الى سوريا، بينهم 2800 من الدول الغربية منذ اندلاع الأزمة السورية قبل ثلاث سنوات.
نبذة عن جيريل
ولد (43 عاماً) في منطقة ديترويت الكبرى لعائلة فلسطينية ووالده الشيخ موسى جبريل.
نشأ، ودرس في صباه بالمملكة السعودية، حيث اعتنق الفكر الوهابي، وهو يحمل درجة في القانون من إحدى الجامعات في ميشيغن، وله تاريخ طويل من التعصب الديني والدعوة الى استخدام القوة لنشر تعاليم الإسلام إضافة الى إمعانه في التحريض المذهبي.
ففي تعليق أرسله جبريل في العام 1995 الى محطة «سي أن أن» التلفزيونية أشاد الشيخ بتفجير إرهابي استهدف مجمعاً سكنياً في السعودية قتل فيه 4 أميركيين. ولطالما حث جبريل طلابه على «نشر الإسلام بالسيف والجهاد»، إضافة الى تشجيع أتباعه على كراهية أتباع المذهب الشيعي و«عدم الإختلاط بغير المسلمين».
وكان جبريل منع من القاء خطبه في اثنين من المساجد في ديترويت الكبرى بسبب آرائه المتطرفة وفق مقال نشر في العام 2006 واورده تقرير مركز «الراديكالية والعنف السياسي» اللندني. وفي 2005 أدين جبريل ووالده بـ42 تهمة تتعلق بالاحتيال البريدي والاحتيال على البنوك وغسل الاموال بقيمة 400 الف دولار، كما اتهم الاثنان بتعمد تخريب عدد من المنازل المملوكة والمؤجرة بهدف الاحتيال على شركات التامين وبمحاولة تقديم الرشوة لعضو في هيئة المحلفين وعداها بدفع تكاليف زفافها إن أبدت رأيا لصالحهما في القضية.
وقد حكم على جبريل بالسجن ست سنوات ونصف في سجن «تيري هوت» الفدرالي بولاية إنديانا المعروف باسم «غوانتانامو الشمال» نظرا للعدد الكبير من النزلاء المسلمين فيه والذين يواجه العديد منهم تهماً متعلقة بالإرهاب.
Leave a Reply