ديربورن – ناتاشا دادو
يسعى النائب الحالي في كونغرس ميشيغن، هارفي سانتانا، للاحتفاظ بمقعده في مجلس نواب الولاية لفترة ثالثة وأخيرة عن «الدائرة ٩» التي تضم أحياء من شرق ديربورن إضافة الى أجزاء واسعة من غرب ديترويت بما فيها منطقة «وورنديل» ذات الكثافة العربية.
ويخوض النائب ذو الأصول اللاتينية الإنتخابات التمهيدية بمواجهة رئيس مجلس ديربورن التربوي الحالي، المرشح العربي الأميركي حسين بري، الذي قرر دخول السباق متأخراً هذا العام، عله يحقق نتيجة أفضل من المركز الثاني الذي حققه في الإنتخابات التمهيدية الماضية (٢٠١٢) حيث ابتعد بفارق كبير خلف سانتانا الذي حصد حينها ٦٥,٧ بالمئة من الأصوات مقابل ١٧,٢ بالمئة لبري و١٧,١ بالمئة لوليام سكوت فيليبس.
أما في الإنتخابات التمهيدية المقررة يوم الخامس من آب (أغسطس) المقبل، فيترشح لنيل تسمية الحزب الديمقراطي سانتانا وبري فقط، ومن غير المتوقع أن يواجه الفائز منهما منافسة تذكر من جانب مرشح الحزب الجمهوري، جيمس ستيفنز، في الإنتخابات العامة المقررة خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وبالنظر الى نتائج الإنتخابات التمهيدية للعام ٢٠١٢، فإن بري فاز حينها بـ١٢٧٥ صوتاً من أصل ٧٤١٧ شخصاً أدلوا بأصواتهم في تمهيديات الحزب الديمقراطي، ما يعني أن حظوظ المرشح العربي تبقى موجودة لدخول الندوة التشريعية في لانسنغ، سيما وأنه يخوض هذا السباق تحت عنوان حيوي جداً بالنسبة لسكان ديترويت، وهو حماية نظام المدارس العامة في المدينة من تدخلات لانسنغ الفاشلة، حسبما أشار بري في مقالة له نُشرت في العدد الأخير من «صدى الوطن» (القسم الإنكليزي).
وقوة بري في هذا الطرح تستند الى خبرته في رئاسة المجلس التربوي في ديربورن إضافة الى رئاسة مجلس أمناء كلية «هنري فورد»، حيث أشاد بري في مقالته بالتقدم الكبير الذي تحقق في مدارس المدينة العامة والكلية المجتمعية فيها خلال السنوات الأخيرة، سواء لناحية تحسن نتائج الطلاب وكذلك بالنسبة لارتفاع نسب التخرج. ولكنه اتهم الجمهوريين الذين يسيطرون على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، بالتأثير سلباً على أنظمة التعليم المحلية وبالتحديد في ديترويت، من خلال إنشاء هيئة خاصة للإشراف على المدارس الفاشلة في الولاية، باسم «سلطة تطوير التعليم»، والتي تسيطر حالياً على ١٥ مدرسة جميعها في ديترويت.
وأكد بري (٥١ عاماً) في مقالته أن هذه التجربة أثبتت فشلها رغم كل التهليل الجمهوري لها، مشيراً الى أن النتائج العملية على الأرض كانت مخيبة للآمال بالنسبة للحاكم ريك سنايدر والجمهوريين، حيث لم يتحقق أي من الأهداف الموضوعة، إن لناحية توفير الإنضباط داخل الصفوف أو تحسين نتائج الإمتحانات ونسب التخرج.
ويلوم بري النائب سانتانا بشدة لدوره في إقرار قانون «سلطة تطوير التعليم» الذي نال في تصويت أجري في العام ٢٠١١ موافقة ٥٦ نائباً ومعارضة ٥٤. ولولا هذا القانون الذي صوت لصالحه سانتانا ما كانت أنشئت هذه السلطة التي تسيطر حالياً على ١٥ مدرسة في أنحاء ديترويت وتهدد استقلالية المدارس العامة.
وقال بري «كان هذا أحد أهم الأسباب التي دفعتني للترشح، وذلك حتى أواصل في لانسنغ ما أقوم به يومياً في ديربورن، من أجل حماية وتمتين المدارس العامة المحلية»، مشيراً الى أن «ما تم إنجازه في ديربورن يمكن أن يتحقق أيضاً في ديترويت».
ويرى المراقبون أنه حتى لو لم ينجح بري بالفوز في تمهيديات الحزب هذا الصيف، فإن ترشيحه سيكون عنصراً إيجابياً لمسيرته السياسية، كما أنه يعزز حضوره في الإنتخابات النيابية القادمة في حال سعى للفوز بمقعد «الدائرة ٩» في انتخابات ٢٠١٦، حيث أنه لا يحق لسانتانا الترشح مرة رابعة، وفق دستور الولاية.
من جانبه، يظهر هارفي سانتانا (٤٢ عاماً) على مر السنين التزامه الثابت بالدفاع عن الجالية العربية والمسلمة ضد «الكراهية السياسية» في لانسنغ، حيث تصدى خلال عمله التشريعي الى العديد من الأصوات المعادية للعرب والمسلمين، وكان آخرها تلك التي أطلقها النائب الجمهوري دايف أغيما الذي هاجم المثليين والمسلمين في الولاية.
وقال سانتانا لـ«صدى الوطن»، إنه اتصل شخصياً بزميله أغيما فور ورود تعليقاته العنصرية، وذكر أنه أجرى معه «نقاشاً مطولاً» حول «كم هو مضلل بالنسبة لفهمه للمجتمع الأميركي المسلم». وقال النائب الديمقراطي «لقد عرضت عليه اصطحابه بجولة في ديربورن للقاء قيادات عربية أميركية والتعرف بطريقة أفضل على الثقافة العربية.. ولكنه رفض».
كما يحظى سانتانا بشعبية كبيرة في ديترويت ولاسيما بمنطقة وورنديل التي يرأس جمعيتها الأهلية، مع الإشارة الى أنه جندي سابق في البحرية الأميركية.
والجدير بالذكر أن ميشيغن تشهد هذا العام انتخاب كامل أعضاء مجلسي الكونغرس في لانسنغ، ١١٠ نواب و٣٨ سناتوراً.
وإضافة الى بري، يسعى عدد من المرشحين العرب والكلدان الى الفوز بمقاعد في المجلسين، ومن بين هؤلاء النائب الحالية رشيدة طليب التي تترشح لعضوية مجلس شيوخ ميشيغن عن الدائرة الرابعة، فيما يترشح كل من الناشط الديمقراطي رشيد بيضون والجمهوري نقولا حواتمة لدخول مجلس النواب عن الدائرتين «١١» و«٢٥».
Leave a Reply