القاهرة – أدى عبدالفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيسا جديدا لمصر وذلك بعد فوزه الكاسح الذي حققه في الانتخابات التي جرت في أيار (مايو) الماضي.
وعقب أداء اليمين الدستورية، صباح الأحد الماضي، توجه السيسي إلى «قصر الاتحادية» في مصر الجديدة. ومع وصول موكبه، أطلقت مدفعية السلام 21 طلقة، قبل ان يؤدي حرس الشرف التحية التي تلاها عزف السلام الوطني. ثم تفقد الرئيس الجديد حرس الشرف، قبل أن يستقبله الرئيس منصور عند سلم القصر.
وتلا ذلك استقبال الرئيس السيسي للملوك ورؤساء الدول والحكومات والبرلمانات المشاركين في مراسم تسليم السلطة.
وفي قاعة الاحتفال، ألقى الرئيس المنتهية رئاسته عدلي منصور كلمة، أعقبتها كلمة للرئيس الجديد، ثم جلس الرئيسان للتوقيع على وثيقة تسليم السلطة التي تعد الأولى من نوعها في التاريخ السياسي المصري.
وبعد هذه المراسم أقام السيسي مأدبة غداء تكريماً للضيوف. ومساءً، شهد قصر القبة الرئاسي احتفالية دعي إليها 1200 شخص يمثلون مختلف أطياف الشعب المصري ومحافظات مصر. وبدأت مراسم هذه الاحتفالية بعزف السلام الوطني، ثم تلاوة آيات من القرآن، وأعقبها خطاب مقتضب ألقاه عدلي منصور، وخطاب إلى الأمة ألقاه السيسي.
وأكد السيسي في خطابه أنه «لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ الى العنف». وقال: «اتطلع الى عهد جديد يقوم على التصالح والتسامح باستثناء من اجرموا في حقه واتخذوا من العنف منهجاً»، مضيفا: «أقولها واضحة جلية، من اراقوا دماء الابرياء وقتلوا المخلصين من ابناء مصر لا مكان لهم في هذه المسيرة». وتعهد السيسي بأن يحترم الدستور، وحرص على ان يضيف «دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني»، كما وعد بتحقيق اهداف الثورة، مشيرا اكثر من مرة الى انه سيعمل على تحقيق «الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية»، في إشارة إلى شعار «ثورة 25 يناير».
وقال السيسي إن «مصر اختارت ان تكون دولة سلام، وأجدد التزامنا بالمعاهدات الدولية وأي تعديل فيها يكون بالتشاور بين اطرافها»، وأضاف أن «مصر الجديدة ستكون منفتحة على الجميع لن تنحصر باتجاه أو توجه، وأنها ستساند الشعب الفلسطيني الشقيق للحصول على حقوقه بدولة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف« واسمحوا لي أن أعرب عن تقدير خاص لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، على مبادرته النبيلة بالدعوة إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر».
وتابع «إنني أتطلع إلى مشاركة أصدقاء مصر كافة في هذا المؤتمر، للإسهام في بناء مصر الجديدة».
وقال السيسي «للمرة الاولى يصافح الرئيس المنتخب الرئيس المنتهية ولايته ويوقع وثيقة تسلم السلطة. وأضاف: رئاسة مصر شرف عظيم ومسؤولية كبيرة». واعتبر السيسي أن مصر قلب العروبة النابض تنبذ العنف والارهاب وهي رائدة التحرر والاستقلال في افريقيا، وقال: «سنؤسس لمصر المستقبل دولة قوية عادلة ومزدهرة تنعم بالرخاء وتؤمن بالعلم والعمل، كما لفت إلى أن مصر ستعاود لعب دورها الفاعل اقليمياً ودولياً موضحاً أن مصر الجديدة ستساهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وأمتها العربية».
ورأى الرئيس المصري المنتخب انه إذا كان النيل يمثل لإثيوبيا مشروعاً اقتصادياً فهو يمثل لمصر شريان حياة.
ودعا السيسي شباب مصر الى الاستمرار في العمل من أجل وطنهم، معاهداً المرأة المصرية ببذل الجهد لتحصل على تمثيل عادل في السلطات، مؤكداً أن لا صوت سيعلو فوق مصلحة الوطن، وانه لن يسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وسيادتها، مضيفاً: «لمصر قيادة واحدة فقط». وأكد أن دور الأزهر الشريف والكنيسة القبطية لا بد أن يكون مدخلاً لمشاركة ايجابية تساهم في بناء الوطن.
بدأ الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي، أمس، عهده الرئاسي بترتيب الملفات الداخلية والخارجية.
وعلى المستوى الداخلي، أعاد تكليف رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب تشكيل الحكومة الجديدة، فيما اطلع على حقيقة الموقف المالي للدولة المصرية من رئيس المصرف المركزي هشام رامز. أما على المستوى الخارجي، فقد عقد السيسي جلسة محادثات مع وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدهانوم حيث ناقشا أزمة «سد النهضة» الذي يهدد المصادر المائية للمصريين، وأخرى مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي، فيما تلقى رسالة تهنئة ودعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعاه إلى زيارة موسكو.
Leave a Reply