بقلم: مريم شهاب
أرفع القبعة محبة وتقديراً لكل سيدة أو رجل مقيم في ديربورن، يعتني ويهتم بتجميل حديقة بيته بقص العشب بانتظام، وزرع الورود والزهور التي تزين الكثير من الشرفات والحدائق مما يجعل من التجول في أحياء شرق المدينة متعة للناظرين خاصة مع اللمسة الشرقية التي تزيد المشهد جمالاً وسحراً والتي تحرص على جمال المظهر الخارجي للمنزل بقدر الاعتناء به من الداخل، بل وأكثر.
أنا شخصياً وكثيرون غيري، عندما أشاهد وتلفت نظري هذه اللوحات الجميلة الملونة، يجتاحني في ومضة واحدة، شعور عارم، يدلني على أن الإنسان أعدته الطبيعة لأن يحيا في صفاء السريرة ونقاء الوجدان. وبساطة الحياة، وعفوية النظر إلى الأمور بعيداً عن التنظير ومحاولات التفسير والتبرير ويعود إلى أصوله وينهل من ينابيع الحياة العذبة، ويصبح جزءاً من كل الإنسانية.
فجمال البيوت ونظافتها دليل ساطع على التقدم والتحضر الإجتماعي والسلوك الراقي للحد من القبح والتخلف. ودليل آخر على أن الإنسان وبلمسات بسيطة وغير مكلفة قادر على جعل بهاء المكان أكثر جمالاً وتألقاً.
تُرفع القبعة أيضاً لمن يرتادون الحدائق العامة في المدينة سواء للنزهة أو الباربكيو أو ممارسة الرياضة، خاصة أولئك الذين يهتمون بنظافة المكان ويبقون عيونهم على أطفالهم «عشرة على عشرة».
تحية وتعظيم سلام للسيدات والسادة الذين يحافظون على الحديقة العامة نظيفة أولاًَ بعدم إهمالهم لأطفالهم وترك مخلفاتهم على الأرض، وثانياً برفع الأوراق والقناني الفارغة والمهملات الآخرى ورميها في الحاويات المخصصة لذلك.
ربما أكثر من يستحق الإحترام، هم أولئك الذين يحرصون على ألا يرموا مخلفات البزورات والتسالي من أياديهم على مقاعد الحديقة وعلى حشائشها، حيث تراهم يحملونها ويرمونها في الحاوية.
وتحية أيضاً لشبابنا وشاباتنا الذين يقصدون البارك للرياضة والتواصل والتعارف، بدل أن يتلاقوا في مقاهي الأركيلة لممارسة طقّ الحنك وقلة الحياء.
أيضاً نضرب تعظيم سلام لكل أم وأب يحتفلون هذه الأيام بتخرج أبنائهم وبناتهم من المدارس والجامعات. وهذا نجاح وفخر للوالدين جاء نتيجة تعب وسهر وعدم «فلت الحبل» للولد أو البنت.
تحية للأهل الذين يحتفلون بنجاح أولادهم بما هو معقول ومقبول دون أن ينجروا الى أفخاخ وعُقد مثل أن «فلان إبن فلان مش أحسن من إبنّا»، والتي غالباً ما تؤدي الى «فشخرة» و«عنطزة» زائدة تتجلى بإقامة الحفلات الباذخة والزينة المبالغ فيها.
وتحية كل التحية لكل من يتبرع ببعض من ماله للفقراء والمحتاجين لمجرد فعل الخير.
Leave a Reply