ديربورن – ناتاشا دادو
نتيجة الأوضاع الدموية العنيفة التي تعصف ببلاد الرافدين نظم العراقيون الأميركيون تظاهرة أمام بلدية مدينة ديربورن خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، إحتجاجاً على ما يجري في بلدهم من قتل ودمار وإقتتال بعد دخول مقاتلي تنظيم «داعش» إلى مدينتي الموصل وتكريت وإندفاعهم بإتجاه العاصمة بغداد.
وجاءت التظاهرة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تقيمها الجالية العراقية بمختلف أطيافها في منطقة ديترويت تنديداً بالإرهاب الحاصل في العراق.
جانب من التظاهرة أمام بلدية ديربورن. |
وقد أعرب المتظاهرون في ديربورن عن تضامنهم مع ضحايا هجوم «داعش» والذي أدى إلى تهجير مئات الآلاف من بيوتهم. وهتف المتظاهرون من أجل السلام والإستقرار في بلدهم وحملوا اللافتات المنددة بالعنف من بينها لافتة تقول «الجالية العراقية في الولايات المتحدة تدعم الجيش العراقي ضد الإرهاب».
كذلك من المقرر إقامة مهرجان بعنوان «لا لداعش ولا للإرهاب» وذلك يوم السبت عند الساعة السابعة مساءً أمام مبنى «إمام» للمرجعية العراقية الواقع على ٨٣٥ شارع مايسون في غرب ديربورن، حيث يتوقع حضور العديد من النشطاء والقادة في الجالية العراقية من مختلف أنحاء الولايات المتحدة وكندا للمشاركة والتعبير عن توحد الصوت العراقي ضد الإرهاب، خصوصاً ضد «داعش» التي تعتبر أسوأ منظمة إرهابية في العراق والمنطقة إلى درجة أن «القاعدة» تبرأت منها.
وفي ضوء محاولات «داعش» إشعال الفتنة المذهبية خدمة لأهدافها في العراق وسوريا وحتى لبنان، تداعى علماء من السنة والشيعة إلى لقاء موحد من أجل الدعوة إلى السلام ونبذ العنف، وصدر عن «مجلس مجتمع ميشيغن الإسلامي» بيان بعد الإجتماع يقول «إن الجالية الإسلامية تقف معاً متوحدة في تأكيدها على إلتزام السلام وإدانة كل أشكال الفتنة المذهبية والإنقسامات».
وكان العلماء المسلمون قد قاموا بجهد مماثل عام ٢٠٠٧ في عز الفتنة المذهبية التي عصفت بالعراق حيث اجتمعوا وانجزوا «وثيقة شرف» إسلامية تاريخية مؤلفة من ستة بنود في ١٠ أيار (مايو) ٢٠٠٧ وقع عليها ٢٧ عالماً دينياً من ميشيغن تدعو إلى رفض الفتنة والتفرقة وإحترام المذاهب الأخرى.
من جانبها، ضاعفت جمعية «لايف» للتنمية والإغاثة -ومقرها مدينة ساوثفيلد- جهودها من أجل مساعدة العراقيين الذين تهجروا من بيوتهم. مع الإشارة الى أن منظمة «لايف» التي تأسست عام ١٩٩٢ من قبل مجموعة من العرب الأميركيين رداً على المآسي الإنسانية التي نجمت آنذاك عن الحرب العراقية عام ١٩٩١ ومنذ ذاك الحين توسع نشاطها ونطاق عملها لتصبح أكبر منظمة إنسانية عربية أميركية.
والمعروف أن منطقة ديترويت الكبرى تحتوي على أكبر تجمع للعراقيين الأميركيين في الولايات المتحدة، حيث شهدت المنطقة هجرة أكثر من ٣٠ ألف عراقي اليها منذ الغزو الأميركي عام ٢٠٠٣ وما تبعه من تدهور أمني وسياسي في بلادهم.
وتتميز الجالية العراقية في منطقة ديترويت بتنوعها الذي يمثل مختلف شرائح المجتمع العراقي من مسلمين سنة وشيعة ومسيحيين كلدان وآشوريين وغيرهم من الطوائف.
وخلال الأسبوع الماضي عُقد لقاء ضم ٤٠ شخصاً من نشطاء الجالية الكلدانية لبحث تطورات الوضع العراقي حيث تم إستعراض سبل مساعدة المسيحيين في العراق وتوفير الحماية لهم على المدى الطويل منعاً لهجرة ما تبقى منهم، إذ يعتبر العراق الموطن الأصلي للكدان ولهم فيه جذور تاريخية أصيلة لكنهم اليوم يتعرضون للتهجير، حيث لم يبق منهم في العراق إلا بضع مئات الآلاف. وقد طالت «داعش» في حربها الرموز والمقامات الدينية والكنائس والأديرة خلال غزوها الأخير لمدينة الموصل والذي تخلله حرق وتخريب كنائس.
وحضر إجتماع النشطاء الكلدان عضو الكونغرس ساندر ليفين والسناتور دبي ستابينو وعضو مجلس نواب ميشيغن، الكلداني كلينت كيستو وزميله رودي هابس. ووضعت خلال اللقاء خطة للإجتماع مع كبار المسؤولين الأميركيين في واشنطن من أجل حماية مصالح المسيحيين العراقيين. كما تم تشجيع الشباب ليسافروا إلى العاصمة الأميركية للمساعدة في الترويج لرسالة يسلموها باليد إلى أعضاء مجلس النواب والشيوخ. وتسرد الرسالة تاريخ ومحنة المسيحيين في العراق وتطلب من الحكومة الأميركية تأمين الحماية لهم وإعانتهم على تعزيز صمودهم وإمكانياتهم.
Leave a Reply