غنى السبلاني
حل شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والعِباد والتقوى، وتكاد لا تفارقني صورة تقرير أعدته احدى المحطات العربية خلال رمضان الماضي، استطلعت خلاله آراء الشباب حول ما يميز الشهر الكريم (بغض النظر عن الصيام طبعا)، المؤلم أن أحداً لم يذكر أن القرآن الكريم نزل في هذا الشهر الكريم فيما كانت الأجوبة حدث ولا حرج.
واليوم بعد عام كامل هل أصبحت الصورة أحسن؟ بالطبع لا.
فلا شيء تغيّر، غير المزيد من البرامج والمسلسلات الهابطة والمخزية التي حولت الشاشات العربية الى سوق دِعائية تستغل شهر رمضان المبارك لكسب عدد اكبر من المشاهدين بهدف رفع إيراداتها المالية.
والأسوأ من هذا استعمالهم لكلمات يلصقونها وينسبونها للشهر الكريم على سبيل المثال : «سباق رمضاني، مسلسلات رمضانية، سهرات رمضانية، الفنانة الفلانية في رمضان».
أما هذا العام فقد انضمت مباريات كأس العالم لكرة القدم الى قافلة المسلسلات بحيث لم يعد هناك فسحة ولو قليلة على شاشاتنا لبرامج ثقافية حقيقية نحن بأمس الحاجة اليها في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلدان العربية.
ولاشك أن الشباب العربي اليوم مستهدف اكثر من أي وقت مضى، في هويته الدينية والثقافية، فقد بات شبابنا، الذي تعرض لحملات غسل الدماغ وتغييب الوعي من الشرق والغرب، أمام خيارين، إما التعصب والتشدد الديني أو الإبتعاد كل البعد عن الأخلاق والقيم والدين.
وبما أن الاعلام يعتبر اليوم أحد أكثر الوسائل تأثيراً بالوعي العام فقد تحول الى مطية تتحكم بها الأموال والمصالح لبث أحدث أنواع السموم الإجتماعية وغسل فِكر الشباب وحشوه بالأفكار الشاذة التكفيرية منها أو الشهوانية فيتم تحويلهم الى عَبيد صغار يتسمرون أمام شاشة صغيرة وشاشات أصغر وأصغر بين أيديهم، تستخدمهم أكثر مما يستخدمونها، وتقلص بصرهم وبصيرتهم اكثر فاكثر حتى لا يروا أبعد من أنوفهم. فالناس نوعان إما عَبِيد وإما عِباد.
Leave a Reply