ليفونيا – علي حرب
تحولت مباراة كرة قدم للبالغين في «مايلز بارك» يوم الأحد الماضي فجأة الى مأساة جلبت الأحزان الى عائلة في مدينة «ويستلاند» وسلطت الأضواء في أميركا على رجل من ديربورن هو الآن وراء القضبان. فقد اعلنت وفاة جون بونيفيك (44 عاماً) وهو حكم المباراة يوم الثلاثاء مطلع الشهر الحالي، بعد يومين من تلقيه لكمة من اللاعب باسل عبد الأمير سعد (36 عاماً) في النصف الثاني من المباراة بعد محاولة الحكم إقصاءه من اللعبة. وبحسب شهود عيان فإن سعد وجه لكمة إلى رأس بونيفيك اسقطته أرضاً واستمر بتوجيه اللكمات إليه حتى افقده الوعي على أرض الملعب، وقد حاول بعض الحضور انقاذه لحين وصول المسعفين، في الأثناء لاذ سعد بالفرار قبل وصول الشرطة، ثم ما لبث ان سلم نفسه لشرطة ليفونيا يوم الاثنين بعد اصدار مذكرة توقيف بحقه، ومثل في نفس اليوم في محكمة المقاطعة حيث وجهت له اتهامات بالإعتداء بقصد إحداث ضرر جسدي كبير دون مستوى القتل المتعمد وفرضت عليه كفالة 500 الف دولار.
الضحية جون بونيفيك مع عائلته |
وقد انتشر الخبر في وسائل الاعلام المحلية والوطنية وشكل موجات من الصدمة في اوساط المجتمع الأميركي، حيث أن بونيفيك متزوج ولديه طفلان 9 و 13 عاما، ووصفه اصدقاؤه وافراد عائلته بأنه كان رجل أسرة عطوفاً ومشجعاً للعبة كرة القدم، وكان يعمل مساعداً طبياً في مستشفى الأطفال – قسم غسيل الكلى – في مستشفى «سي أس ماوت» في آناربر لمدة عقدين وكان يحكم مباريات كرة قدم في أوقات فراغه. وقال صديق لـ بونيفيك لصحيفة «صدى الوطن» بأنه كان رجلاً ودوداً ومحباً لكرة القدم «الآن فقد حياته وسعد سوف يلقى جزاءه، كل ذلك بسبب مباراة سخيفة».
المتهم باسل عبد الأمير سعد |
سعد هو الآخر أب لطفلين وقال عنه بعض معارفه بأنه لعب كرة القدم في ميشيغن مدة 14 عاماً، ولم يبد يوماً اية توجهات عنفية أثناء اللعب. وقال محامي الدفاع براين بري لـ«صدى الوطن» بأن موكله لم يعترف بالذنب وبرغم ذلك أبدى أسفه وتعازيه لعائلة بونيفيك، وتعهد بري بالدفاع عن سعد بكل ما أوتي من قوة. ولم يكشف بري تفاصيل حول خطة الدفاع لكنه أكد انه في مرحلة جمع الشهادات والمعلومات والتي «ستوضح ان ما جرى يختلف عن ما نشر في وسائل الاعلام». وقال «إنه بحسب بعض اقوال الشهود التي لم تنشر بعد، اعتقد ان بعض الحقائق تم تحريفها» وأضاف «أن سعد بريء حتى تثبت إدانته»، وقال «في مثل هذه المأساة علينا فتح عيوننا والاستماع والانتظار لتتكشف جميع الحقائق».
وبرغم ان هذه الحادثة معزولة إلّا أن وسائل الإعلام حاولت تتبع سلوك سعد أثناء المباراة حتى أن البعض تساءل عمّا اذا كان لاعبو كرة القدم عنيفين بطبيعتهم. تجدر الاشارة إلى أن كرة القدم محتفى بها في انحاء العالم منذ عقود وهي لعبة بولع بها الناس في الشرق الاوسط، الا انها غير مرغوبة في الولايات المتحدة على نطاق واسع. وفي هذا الصيف انتقلت حمى مونديال كرة القدم العالمي في أميركا خاصة بمشاركة العديد من المهاجرين والاجانب في مباريات كأس العالم، وعلى المستوى المحلي امتلأت المقاهي بمشجعي الفرق المشاركة في حين رفعت أعلام الدول التي تمثلها الفرق على سيارات عشاق كرة القدم.وقال نسيب فواز وهو مدير ست نواد لكرة القدم المحلية بأن هذه الحادثة شكلت نكسة لشعبية هذه اللعبة، وأكد ان مباريات كرة القدم في الشرق الأوسط لا تخلو من بعض حوادث الشغب ولكن ليس إلى حد القتل المتعمد، وإنه شخصيا غير متسامح قط مع اي عنف في اوساط لاعبيه. وقال «إنه لأمر محزن أن نرى شاباً عربياً أميركياً يقرر معاقبة حكم بطريقة غير إنسانية» مؤكداً أن العقاب حازم ضد كل من يتصرف بطريقة غير لائقة مع المدربين أو الحكام، وقال إن العنف ليس مسألة سائدة في الشرق الاوسط أن يتم معاقبة الحكام حين تكون قراراتهم ليست مواتية، وقال «هذا درس ينبغي لنا الإستفادة منه وهو أننا يجب أن نذعن لقرارات الحكم ونعتبرها نهائية».
وقد اثارت هذه الحادثة تعليقات عنيفة في وسائل الاعلام من نوع ان لاعبي كرة القدم في الشرق الاوسط يميلون الى العنف والشغب، وان هناك رياضات في اميركا الشمالية تميل الى العنف هي الاخرى مثل الهوكي.
وقال علي جواد وهو من مؤسسي النادي اللبناني الأميركي بأن الغضب سمة عامة في جميع الرياضات، وقال أنا لا أحاول اختلاق الاعذار ولكني اوصي من لا يستطيعون التحكم بالغضب تلافي لعب كرة القدم أو أي رياضة اخرى، واضاف ينبغي وضع برامج من شأنها التدريب على التحكم بالغضب لأن الرياضة في الأصل هدفها التسلية وتجميع الناس مع بعضها بروح رياضية.
وقد بدأ نشطاء في الجالية بتجميع تبرعات حيث خصص النادي اللبناني الأميركي صندوقا لمساعدة عائلة بونيفيك لتمويل مراسم الدفن ومساعدة العائلة في مواصلة حياتها، والهدف جمع أكثر من خمسة آلاف دولار من أبناء الجالية خاصة في شهر رمضان المبارك. في حين اطلق اصدقاء بونيفيك موقعا اليكترونيا لمساعدة العائلة امكن من خلاله جمع 57 الف دولار من 900 من المتبرعين تحت مسمى JohnBieniewiczMemorial.com
يشار الى ان التهم الموجهة لسعد قد يجري تعديلها وذلك بعد وفاة بونيفيك، كما إنه يحمل الإقامة الدائمة وتهمة اجرامية كهذه ربما تؤدي الى ترحيله عن الأراضي الاميركية، وقد حدد تاريخ العاشر من الشهر الحالي موعدا لعقد جلسة استماع في محكمة مقاطعة واين.
Leave a Reply