بقلم: صخر نصر
أكثر ما شدني للتسوق يوم الاربعاء في ديربورن منذ قدومي الى أمريكا حيث بدأت بالعيش كمقيم وكان لابد من الاعتماد على نفسي في التسوق وخاصة الحاجات الأساسية للمنزل من خضار وفاكهة ولحوم.. هو ذلك التدافع والتزاحم في أسواق الخضار الرئيسة في المدينة وهي لا يتعدى عددها أصابع اليدين على الأكثر وهي المحلات التي اشتهرت بخفض الأسعار بهذا اليوم بنسب عالية قد تصل أحيانا إلى أكثر من خمسين بالمئة وربما تتعدى هذا الرقم في حالات خاصة عند شرائك كمية بالحجم العائلي (الصندوق) وهذا ما يرغب الناس بالشراء في هذا اليوم بالذات في حين تخف الحركة نسبيا في أيام الأسبوع الأخرى.
إذن الأسعار تخفض بشكل كبير مما يدعو للتساؤل: هل يخسر التجار في هذا اليوم أم أنهم يخفضون أرباحهم ؟ بالطبع لاأحد يعمل ليخسر، ومنطق الربح والخسارة أمر من بديهيات أي عمل تجاري، ولكن هناك ربح معقول وآخر فاحش، فالأول يؤدي إلى الديمومة وكسب الزبون، والثاني يهدف إلى الربح السريع والإنتقال إلى مرحلة أخرى، وهنا لا أريد أن أدعي أنني محلل اقتصادي، ولكن من موقعي كمراقب لحركة السوق والأسعار ولإحتكاكي بمعظم الناس الذين يفضلون التسوق يوم الاربعاء دون غيره توصلت إلى نتيجة هامة هي أن أسعار يوم الأربعاء هي الأسعار الحقيقية أما أسعار بقية أيام الأسبوع هي التي تحمل القيمة الزائدة للسلعة وهي التي يسعى إليها غير القادرين على التسوق يوم الأربعاء، وبالتالي يدفعون ثمنا مضاعفا وربما أكثر من ضعف.
ثمة من يقول أن الخضار والفاكهة التي تباع الأربعاء أقل جودة من خضار بقية أيام الأسبوع بدليل أن تخزينها لعدة أيام أمر في غاية الصعوبة، وإن بعضها وإن لم يكن معظمها من الصنف الثاني أوالثالث، في حين يؤكد البعض أن اللصّاقات التي تعرّف بالمنتج والمادة «الاستكر» الصغيرة التي تلصق على حبات البندورة او التفاح او الفواكه الأخرى هي غالبا ما تلصق على منطقة العطب في الثمرة وربما لتخفيها عن عين المستهلك وهذا نوع من الغش ربما لا يكون مقصودا من البائع لكنه كذلك من الذي وضعها.
لاشك أن سوق الأربعاء هو عامل جذب للمشترين سواء أكانوا من الجالية أم من غير الجالية العربية، وهذا مؤشر جيد لاسيما أولئك الذين يحضرون من مدن أخرى للتسوق في ديربورن والأكل في مطاعمها العربية وهذا عامل منشط إضافي للأسواق والحالة الاقتصادية فيها مما يرفع من مكانتها وينعكس إيجاباً على أسواقها وأرباحها وفرص العمل فيها.
إن ما نرجوه كمستهلكين وأن يستمر التنافس الشريف بين الفعاليات التجارية، لا على مستوى الخضار والفواكه فقط بل تمتد إلى اللحوم والأسماك وأن يكون يوماً خاصاً بها كل أسبوع لتزاداد المدينة العربية «ديربورن» ازدهاراً ويزداد عدد متسوقيها وروادها من سكان المدن الأخرى.
Leave a Reply