برلين – تسجل لغة الأرقام تراجعاً واضحاً بمعدلات الذكاء في الدول الصناعية، إذ كشفت إحصائيات حديثة أن معدلات الذكاء بين الألمان على سبيل المثال، كانت أعلى قبل 20 عاماً مما هي عليه اليوم، وفقاً لبيانات «الجمعية الدولية للتدريبات الذهنية».
ورصد رئيس اللجنة زيغفريد ليرل تراجعاً في بعض أشكال الذكاء، ومنها ما أسماه «الذكاء الفطري»، الذي يمكّن الإنسان من إبداء ردود فعل سريعة على المواقف التي يواجهها، والقدرة على حلها من دون الاستناد لخبرات سابقة.
وقال ليرل في مقابلة أجرتها معه مجلة «فوكوس» الألمانية إن «الضغط النفسي ومتطلبات الحياة اليومية تقلل الذكاء، فمن يضع نفسه تحت الضغوط العصبية يستنفد قدراته الروحية بحلول سن الأربعين».
ولكن ما هي النشاطات الواجب اتباعها لتحفيز الذكاء في ظل السرعة والضغط الذي يشهده العالم حالياً؟ بعض ما يمكن فعله «قد يكون بسيطاً جداً»، يجيب الخبير الألماني، مشدداً على ضرورة القيام براحة قصيرة بعد التركيز في العمل لمدة 70 إلى 100 دقيقة، موضحاً أن «هذه الراحة ليس من الضروري أن تكون طويلة، إذ تكفي دقائق بسيطة يحاول فيها الإنسان الانفصال تماماً عن الواقع اليومي، وحتى تجنب فتح أي نوع من الأحاديث مع الزملاء في العمل».
ولا يشكل الضغط العصبي العامل الوحيد القاتل للذكاء، بل تعتبر وتيرة العمل الواحدة من العوامل المقللة لنسبة الذكاء عند الكثيرين، خاصة إذا تلتها ساعات طويلة من الخمول الجسدي أو الجلوس «السلبي» أمام شاشة التلفزيون. وفي هذا الإطار، أوضح ليرل أن «الأشخاص الذين يقضون عطلاتهم السنوية من دون فعل أي شيء مثلاً، يقللون من معدل الذكاء بمقدار 20 نقطة»، مشيراً إلى «أن الكسل وعدم فعل أي شيء قد يبدو فكرة جميلة لمدة يومين أو ثلاثة، ولكنه إذا استمر أبعد من ذلـك يبدأ تدريجياً بهدم الذكاء».
Leave a Reply