علي حرب
أعلن رئيس الحزب الجمهوري في ميشيغن (MIGOP) بوبي شوستاك ان التواصل والمشاركة مع الجالية العربية الأميركية هما أولوية للحزب الجمهوري.
وقال شوستاك في مقابلة خاصة مع «صدى الوطن»، «إننا سوف نكون متواجدين في أوساط الجالية العربية بشكل أكبر من أي وقت مضى حتى يتسنَّى للناس أن يتعرفوا علينا بشكلٍ أفضل، لأننا بصراحة، في الماضي كنا مقصرين في عدم التواجد بعمق داخل الجالية هنا في ديربورن».
في الوسط بوبي شوستاك داخل قاعة الإجتماعات في مكاتب «صدى الوطن» على اليمين الصحفي علي حرب وعلى الشمال ناشر ورئيس تحرير الصحيفة أسامة السبلاني |
وأضاف رئيس الحزب الجمهوري أن الحزب سيفتتح قريباً مكتباً إقليمياً في مدينة ديربورن، ويعمل مع أشخاص من الجالية «سوف يساعدون قيادة الحزب في توجيهها إلى حيث يجب أن تكون موجودة ومشارِكة بفعالية»، وقال إنَّ الحزب يعتزم أيضاً عقد محادثات واجتماعات مع قادة الجالية العربية الأميركية لمواجهة التحديات التي تواجه العرب الأميركيين.
وأكد شوستاك «نحن نبغي من التعامل، مع الجالية العربية الأميركية، أن نستثمر جهودنا معاً بهدف التشارك مع بعضنا البعض وتبادل الآراء حول ما هية القضايا التي يجب على المرشحين والمسؤولين المنتخبين أنْ يعرفوا المزيد عنها ومساعدة بعضهم البعض لمعرفة المزيد عن احتياجات الجالية والعمل على خطين متقابلين مثل طريق ذي اتجاهين، حيث يمكننا ان ننخرط معاً في مناقشة مجدية».
وقال شوستاك إنَّ الحزب يقوم بحملات تواصلية مع الجاليات الأخرى في جميع أنحاء ميشيغن «ونحن ماضون بالإنخراط في حوار مع كافة المجتمعات وفي عموم أنحاء الولاية، ونرى فرص إشراك الناخبين في كل منطقة من أولوياتنا»، وأوضح «نحن بصدد فتح مكاتب بين أوساط الجاليات المحلية لنكون أقرب إلى الناخبين، حتى نتمكن معهم من تبادل قيمنا وتعميق القواسم المشتركة بيننا. أهدافنا تتضمن السماح بترتيب لقاء دائم بين المرشحين والجالية من أجل الحصول على المزيد من المشاركة في الفعاليات العامة ومنها الإنتخابات».
إنتُخب شوستاك رئيساً للحزب الجمهوري في ميشيغن في عام 2011، وقبل ذلك، عمل مساعداً في حملات انتخابية لمرشحين بارزين من الحزب. وقبل انخراطه في المعترك السياسي شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة عقارات تملكها عائلته في ليفونيا.
وكرر رئيس الحزب الجمهوري إدانته لـ«عضو لجنة الحزب الوطني الجمهوري» في ميشيغن، ديف أجيما، الذي أطلق تصريحات معادية للمسلمين منذ فترة غير قصيرة. وقال شوستاك في هذا الصدد «إن تصريحات ديف أجيما غير مقبولة، ولقد قلت هذا منذ البداية، والتطاول على أي جالية أو دين هو عملٌ غير مناسب، ونحن لن نتسامح مع هكذا تصرف»، وأوضح أيضاً «لقد طلبنا منه الإستقالة ولكنه رفض القيام بذلك. وكان هذا قراره، وهذا أقصى تدبير ممكن إتخاذه من قبلنا. لأنه إتخذ منصبه من خلال عملية إنتخابية داخل الحزب ونحن لا يمكن أن نلغي عملية إنتخابه، وسوف يعود القرار النهائي في المرحلة المقبلة إلى الناس ليقرروا – على افتراض انه سيترشَّح مرة أخرى – ما إذا كانوا يريدون له أن يستمر في موقعه أم لا. ولكننا قلنا بشكل واضح وضوح الشمس بأنه لا يمثل صوتنا وانه لا يتحدث نيابةً عني ولا يتحدَّث نيابة عن الحزب. كان كلامه غير مقبول، ومؤسف جداً ما فعله».
والمعروف أنه يتم إنتخاب أعضاء اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري كل سنتين في مؤتمر الحزب بالولاية.
وقال شوستاك ان الحزب لا يحدد السياسات الرسمية للجمهوريين المُنتخبين «فالحزب ليس له أي تأثير في الهيئة التشريعية على الإطلاق. نحن لسنا صانعي السياسات. نحن لسنا جماعات الضغط نحن حاملون لرسالة الحزب لإيصالها الى هدفها، والتواصل مع الناس. نحن نستخدم قائمة البريد الإلكتروني ولدينا موقعنا على الانترنت، ومن خلال مكاتبنا المنتشرة في الولاية يتفاعل موظفونا من أجل التواصل مع القاعدة الحزبية ومع المشرِّعين، ولكن نحن لا نملي أية سياسة عليهم أو اتخاذ أي تشريع محدَّد».
في الشهر الماضي، مُني عضو الكونغرس عن ولاية فيرجينيا، اريك كانتور، وهو الرجل الثاني في مجلس النوَّاب الاميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بخسارة فادحة في الانتخابات الأولية داخل الحزب، امام بروفيسور في الاقتصاد مغمور في عالم السياسة اسمه ديفيد برات، الذي دعمه «حزب الشاي» اليميني.
ومنذ صعوده في عام 2010 بدأ «حزب الشاي» وهو حركة سياسية داخل الحزب الجمهوري تدعو إلى خفض الضرائب والإنفاق الحكومي، بتحدي الجمهوريين المنتخبين على المستوى الوطني والمحلي.
ومع ذلك، قال شوستاك ان الجمهوريين التقليديين ونشطاء «حزب الشاي» هم فريق واحد يحمل نفس القيم. واضاف أن «حركة حزب الشاي» تمثل قسماً من الناشطين الذين لديهم قناعة راسخة ببعض القيم المعينة وهذه القيم هي السعي لاقامة حكومة أصغر حجما وأقل فرضاً للضرائب – وهي قضايا المحافظين المالية التي يدعمها جميع الجمهوريين. لقد أنشأوا عدداً من المنظمات التي تطلق على نفسها اسم «حزب الشاي» في جميع أنحاء ميشيغن وفي كل أرجاء أميركا وهذه المنظمات تجهر علناً بمواقفها حول هذه القضايا المالية في واشنطن وميشيغن»
واستطرد «إنَّ أعضاء «حزب الشاي» مع الجمهوريين يهدفون إلى تحقيق نفس الأهداف، وفي نسبة عالية من القضايا التي تُطرح على بساط الحكم فإنَّ المحافظين أو الجمهوريين و«حزب الشاي» – سمِّهم ما شئت- متفقون على نفس الشيء ويقولون نريد حكومة أصغر حجماً ونريد حكومة لا تملي علينا كيف ينبغي إدارة حياتنا، ونحن نريد تدخلاً أقل من الحكومة وفرض ضرائب أقل على الناس، ونظاماً ضرائبياً عادلاً. نحن نريد أن تُصان الحريات والحقوق الفردية لدينا، ونحن نريد أن نُترك وشأننا. فجميع المحافظين، وجميع الجمهوريين وكل «حزب الشاي» موافقون على تلك الأسس، وأعتقد أن معظم المواطنين في هذا البلد يوافقون عليها أيضاً».
وذكر شوستاك «أن دعم المرشحين من قبل «حزب الشاي» في الانتخابات التمهيدية هو جزء من العملية الديمقراطية. في بعض الحالات الخاصة يشطُّ نشطاء «حزب الشاي» عن الالتزام بالسجل الاقتراعي لبعض الأعضاء فيختاروا خوض الانتخابات التمهيدية ضد المسؤول الحالي، هذا خيارهم، وهذه هي الديمقراطية. ان ذلك من حقهم، وهو أمر متوقع». وقال «ستقع عادة منافسة حادة في الانتخابات الأولية إذا ترشح شخص ما ضد حامل الوظيفة ويعتقد أنه يمكنه القيام بعمل أفضل لتمثيل قيم المجتمع، وخاصة في المسائل المالية المحافِظة».
وسيتم تقرير مسار معظم السباقات الانتخابية في مقاطعة «وين» في الانتخابات التمهيدية، لأن المقاطعة تميل بشكل كبير للحزب الديمقراطي والسباق بين المرشحين الديمقراطيين سيحسم في هذه الإنتخابات ولأن المرشحين الديمقراطيين لا يتعرضون لمنافسة جدية من جانب المرشحين الجمهوريين في الانتخابات العامة في نوفمبر القادم.
كما قال شوستاك «ومع نسبة عالية من الناشطين الديمقراطيين هنا، فالإحتمال يكون أكبر بانتخاب الديمقراطيين في معظم مناطق مقاطعة «وين»، وبالتأكيد في مدينة ديترويت. لدينا في كل سباق مرشحون في مجلسي النواب والشيوخ وفي الدوائر الانتخابية، ولكن نحن واقعيون بشأن ما ستحمله النتائج. وفي الوقت نفسه نحن داعمون جداً لأولئك الذين يترشحون ونعتقد أنه إذا أتيح لهم أنْ يسمعهم الناخبون فإنهم سوف يتلقون الدعم (منهم)». وأضاف «إن دعم الحزب للمرشح يعتمد على القدرة التنافسية له ضد منافسه الديمقراطي، استناداً إلى أرقام الاقتراع بعد الانتخابات التمهيدية».
وقد عُقد أول مؤتمر للحزب الجمهوري الوطني في مدينة جاكسون بولاية ميشيغن، مع برنامج انتخابي تضمن مكافحة العبودية. وقال رئيس الحزب الجمهوري إن حزبه لم يضلّ سبيلاً ولم يحد عن مبادئه التأسيسية. وأضاف «اننا ندافع عن أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة، ونحن نقف مع تشجيع الأعمال الحرة، والخيارات في مجال التعليم لعائلاتنا والمسؤولية المالية. نحن نتماشى مع معظم، إن لم يكن مع جميع الأميركيين. لكن المسؤولية تقع على عاتق مرشحينا للحصول على أصوات الناخبين في مجتمعاتهم، وفي بعض الحالات فإنه من الصعب القيام بذلك لأن وسائل الإعلام تمنح المزيد من الاهتمام وتعطي فرصة أكبر للمرشحين عن الحزب الديمقراطي».
ورداً على سؤال عما إذا كان الحزب سيغير من سياساته المحافظة إجتماعياً؟ قال «تبقى مواقف المحافظين الاجتماعية تتمثل بمعارضة الإجهاض والزواج المثلي وهذه هي القيم الأساسية للحزب وللعديد من الأميركيين من مختلف الطوائف، وليس فقط «اليمين الديني». لكن الحزب يرحب في صفوفه بالذين يعارضون هذه الآراء». واستطرد «بالنسبة للأميركيين من مختلف الاتجاهات، الجالية العربية أو السوداء أو الهندية فإنها تحمل قيمة عالية وتقدر النفس البشرية، مما يجعل مسألة الزواج بين رجل وامرأة جدية جداً، وانها أمرٌ مرغوب. كثيرٌ من الناس يتفقون معنا أن هذه هي القيم الأساسية التي تعتبر مهمة لبرنامج حزبنا».
وقال إن الآراء تتطور مع مرور الوقت، لكنه غير متأكد من أن موقف الجمهوريين من هذه المسائل بعينها يتغير، موضحاً «عندما ننظر أين يقف الحزب الجمهوري في مجمل نظرته الكلية، فإننا ننحاز الى قيمة الحياة البشرية وإلى الضرائب العادلة. نحن نقف إلى جانب الزواج التقليدي، وبنفس الوقت ندعو لإعطاء الناس حرياتهم الفردية وقدرتهم على إتخاذ القرارات التي تتعلق بحياتهم. هذا لا يجعل الشخص، الذي اختار اتجاهاً مختلفاً، خاطئاً أو سيئاً أو أقل ترحيباً من قِبَلنا، هذا ليس واقع الحال.
وسُئل عن امكانية ترشح الحاكم ريك سنايدر للانتخابات الرئاسية فقال «الحاكم سنايدر يكرس وقته وجهوده الآن كحاكم لولاية ميشيغن. ولقد برهن سنايدر انه حاكم، فذ حيث أنجز في ثلاث سنوات ونصف ما كان يعتقده الناس انه غير ممكن وبسرعة قياسية. وأعتقد أنه يتمتع بقدر كبير من الدعم الشعبي كونه حاكماً للولاية، وجميع طاقاته الآن منصبَّة في حملته الإنتخابية لإعادة انتخابه حاكماً لولاية أخرى، وكذك جهودي كرئيس للحزب منصبة في نفس الهدف. إن الحزب مسرور بالعمل مع سنايدر» واصفاً فترة حكمه «بالاستثنائية».
وعقّب شوستاك بالقول «نسبة البطالة انخفضت ست نقاط مئوية والدخل الشخصي ازداد بنسبة 3،5 في المئة. لدينا نمو سكاني لأول مرة، وتم خلق 350 ألف وظيفة في القطاع الخاص. كذلك تم إصلاح السياسات الضريبية في الدولة والقائمة تطول وتطول. وقد تحققت هذه الإنجازات في السنوات الثلاث ونصف فقط مع هذه الإدارة ومع الهيئة التشريعية التي كانت على استعداد لتحمل المسؤولية».
وتظهر استطلاعات الرأي أن الحاكم سنايدر يتقدم بفارق ضئيل على منافسه عضو الكونغرس الديمقراطي السابق مارك شاور. وأشار شوستاك ان «الاستطلاع الأكثر أهمية هو يوم الانتخابات. لقد كانت هناك سبعة أو ثمانية استطلاعات للرأي في الأشهر الأربعة الأخيرة، وبالمعدل العام يتفوق الحاكم سنايدربفارق 4-6 نقاط. نحن لن نرتاح إلا يوم الانتخابات. الآن نحن في الطليعة بفارق متواضع ونحن نعمل للبناء على ذلك».
واوضح أن تعيين سنايدر مدير طوارئ للإشراف على إدارة الشؤون المالية في المدينة وقضية الإفلاس، يصب في مصلحته. وقال «حقيقة أنه واجه الوضع بشكل مدروس في ديترويت، إنه أمرٌ يصبُّ في صالحه ليس فقط في ضواحي وشمال ميشيغن ولكن في مدينة ديترويت نفسها، وأعتقد أن الناخبين في ديترويت يقدرون أن الحاكم قد ترشح على أساس التعامل الإيجابي مع مدينة ديترويت، ولإعادة تنوير شوارعها وتوفير الخدمات للمواطنين مثل سحب القمامة وتأمين مستقبل زاهر للمدينة. وبعد ثلاث سنوات من ولايته نحن نشاهد أنَّ المدينة تشارف على التخلُّص من الإفلاس وتبدأ بداية وصفحة جديدة. لا أحد كان يتصور قبل أربع سنوات أننا سوف نرى هذا المشهد في ديترويت».
وأشاد شوستاك بالمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ الاميركي، سكريتارية ولاية ميشيغن (سكريتاري أوف ستايت) السابقة تيري لين لاند، التي سوف تواجه عضو الكونغرس الديمقراطي غاري بيترز في شهر نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال «نحن في موقع رائع، وتيري لين لاند هي مرشحة مؤهلة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ. لديها الاسم المعروف وفازت في سباقين متتاليين على مستوى الولاية بمنصب سكريتارية الولاية (سكريتاري أوف ستايت). وكانت أكثر حصداً للأصوات في كل من هذين الانتخابين، حتى أنها بزَّتْ الحاكم السابق جنيفر غرانهولم بالأصوات. إنها قامت بعمل عظيم بإدارة حملتها الإنتخابية في أنحاء الولاية وإيصال برنامجها الإنتخابي إلى الناخبين، بالإضافة الى جمعها قدراً هائلاً من المال، وهو ما تحتاج إليه لتواصل أوسع مع الناخبين». الجمهوريون يسيطرون على حكومة الولاية، ولكن آخر مرة فاز فيها مرشح رئاسي جمهوري كانت في عام 1988، إلا انه منذ ذاك الحين فاز الجمهوريون في الانتخابات مرات عدة على مستوى الولاية بما في ذلك ثلاثة سباقات لمنصب الحاكمية.
وعن ذلك علَّق شوستاك «الجمهوريون قاموا بجهد جيد في السنوات العجاف ونحن قادرون على توصيل رسالتنا وتجنيد قاعدتنا في السنوات الانتخابية غير الرئاسية، وعلينا أن نقوم بعمل أفضل لتحريك القاعدة الحزبية في السنوات الانتخابية الرئاسية، ونبذل قصارى جهدنا أكثر. ميشيغن ليست معروفة بولاية يهيمن فيها الناخبون الجمهوريون، بل هي الولاية التي يهيمن عليها الناخب الديمقراطي، ولكن نحن قادرون على توصيل رسالتنا وإقناع الناس لماذا الحاكم سنايدر هو الخيار الأفضل».
Leave a Reply