قالت دراسة نشرت مؤخراً إن إرث الفساد السياسي يكلف بعض الولايات الأميركية أكثر من مجرد سمعتها، الدراسة من تأليف شيول ليو من جامعة سيتي في هونغ كونغ، وجون ميكسيل من جامعة أنديانا، ونشرت نتائجها في عدد أيار (مايو)، حزيران (يونيو) في مجلة «بابليك أدمنستريشن ريفيو» الدراسة ربطت بين الفساد السياسي والافراط في الإنفاق في 10 ولايات هي الأكثر فسادا في أميركا. أكدت الدراسة بأن النتيجة ترقى الى ما يمكن اعتباره «ضريبة فساد» تقدر بـ1308 دولار للشخص الواحد، إستنادا لتحليل الباحثين لـ25 ألف قضية فساد أدين المتهمون فيها في الفترة من العام 1976 – العام 2008. حددت الدراسة الولايات الـ10 الأكثر فسادا في تلك الفترة وهي كالتالي: مسيسيبي، لويزيانا، تنيسي، الينوي، بنسلفانيا، الاباما، ألاسكا، ساوث داكوتا، كنتاكي، فلوريدا. طرحت الدراسة إفتراضية بأن هذه الولايات لو أنخفض فيها الفساد بين العامين 1997 و2008 الى المعدل المتوسط، لكان الإنفاق العام فيها إنخفض بنسبة 5،2 بالمئة.
في الجانب الآخر قالت الدراسة بأن الولايات الـ10 التالية سجل فيها أدنى معدلات الفساد السياسي في الفترة ذاتها: أوريغون، واشنطن (الولاية) مينسوتا، نبراسكا، أيوا، فيرمونت، يوتا، نيو هامبشاير، كولورادو، كانساس. ونوهت الدراسة الى أن مجالات الإنفاق العام في الولايات الأكثر فساداً تختلف عن نظيرتها في الولايات المصنفة بالفساد الأقل، حيث أن الأولى تميل الى الإفراط في الإنفاق في مجالات البناء والتشييد ومشاريع الطرق والمشاريع التي تحتاج لرؤوس الأموال الطائلة، وهذه لها تاريخ بكونها عرضة للرشاوى والعمولات، إضافة الى الإفراط في الإنفاق على أجهزة تنفيذ القانون والسجون، وهي أقل ميلا نحو الإنفاق على التعليم والصحة والمستشفيات، بحسب بيان صحفي عن جامعة «إنديانا».
ونشرت صحيفة «نورث ويست أنديانا تايمز» مقالا نوهت فيه الى مقارنة بين ولاية الينوي المصنفة بالمستوى العالي من الفساد، وولاية إنديانا ذات المستوى الأقل من الفساد، تبين فيها أن الينوي أنفقت في العام 2013 أموالا تزيد ب 932 دولار للشخص الواحد عما أنفقته إنديانا، في حين هذه الأخيرة تضاعف إنفاقها على التعليم مقارنة بألينوي التي زاد فيها الإنفاق على المشاريع الرأسمالية. كما أظهرت الدراسة بأن 5 من الولايات الأكثر فسادا كانت من بين أكثر 10 ولايات تعاني من عجز في تمويل أنظمتها التقاعدية.
Leave a Reply