نبيل هيثم
«لاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ». (سورة العنكبوت: 46)
هذا ما انزله الله على النبي محمد، من بين آيات كثيرة، شكلت على مدى قرون خلت نقطة ارتكاز لتاريخ طويل من التسامح والتقارب بين المسيحيين والمسلمين، في منطقة لطالما تميّزت بتنوّعها الديني، منذ ما قبل حقبة الديانات السماوية.
لكن تعاليم الإسلام تـُنتهك اليوم في العراق وسوريا من قبل مجموعات ترفع راية الرسول محمد، وتكرّس في الوقت ذاته انحرافاً لم يجرؤ عليه اعتى المغالين في اصول الدين منذ فجر الإسلام.
غلاف حديث لمجلة «التايمز» الأميركية |
ليس من قبيل المبالغة القول إن ما جرى في الموصل قبل ايام قليلة كارثة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فقد عمدت المجموعات الداعشية محاولة محو اثر المسيحيين من تلك المدينة التي تعتبر اقدم المدن التي تواجدوا فيها وعاشوا فيها، ليس في العراق فحسب، وانما في المشرق العربي كله.
آلاف المسيحيين، ممن صمدوا خلال السنوات التي اعقبت غزو العراق امام هجمات المجموعات المتشددة على اختلاف مشاربها، هجروا مدينتهم، تاركين وراءهم بيوتهم وممتلكاتهم وتاريخهم، بعد انتهاء مهلة الانذار التي وجهها إليهم ما بات يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتوجهوا إلى ما تبقى من قرى مسيحية آمنة في محافظة نينوى، والتي باتت تحت حماية قوات الحماية الكردية «البشمركة»، أو إلى اقليم كردستان العراق، الذي صار في الاساس وجهة النازحين منذ «غزوة داعش» لبلاد الرافدين. هكذا، فرغت الموصل من مسيحييها، واستبدلت الصلبان برايات «داعش» السود، واغلق ما تبقى من كنائس لم تطلها نيران «دولة الخلافة»، حسبما اظهرت الصور والفيديوهات التي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا التنظيم المتشدد، اسقط على المسيحيين في الموصل بيانا، أو بالأحرى إنذارا خيرّهم فيه بين ثلاثة: إما اعتناق الإسلام، أو عقد الذمة، وإذا رفضوا فلن يتبقى لهم سوى حد السيف. ثم «منّ» عليهم من صار يعرف بـ«امير المؤمنين» بالسماح لهم بالرحيل في موعد اقصاه الساعة الثانية عشر من ظهر السبت الموافق 21 رمضان 1435 للهجرة, الموافق فيه 26 تموز2014 ميلادية.
بذلك، يكون هذا التنظيم قد احلّ «وثيقة داعش» مكان «عهد الرسول لنصارى نجران». كما احلّ سيف «دولة الخلافة» مكان رسالة التسامح التي جاء بها الإسلام. اما «عقد الذمة» فلا يعني في قاموس «دولة الخلافة الاسلامية» هذه سوى ان يدفع «أهل الكتاب» (من المسيحيين) بأنفسهم الرسم «الشرعي» للتنكيل بهم، جزيةً مقدارها 450 دولاراً !
والخطورة الكبرى انه بمحو الاثر المسيحي من الموصل، يكتمل فصل جديد من مأساة مسيحيي العراق، في نسختها الحديثة، والتي بدأت منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، وما تلاه من انتشار للميليشيات العسكرية والتنظيمات الإرهابية، التي دأبت بشكل ممنهج على استهداف المسيحيين.
ولعل فصول تلك المأساة قد بدات بالتفاقم مع مسلسل الحوادث المؤلمة التي تعرّض لها المسيحيون في العراق منذ الغزو، وفاقمت تهجيرهم من بلاد الرافدين، ولاسيما ما حدث في العام 2005 حينما تعرّض قس السريان الأرثوذكس بولس إسكندر لعملية خطف في أحد شوارع الموصل، وطالب الخاطفون حينذاك بفدية دفعتها لهم أسرة القس، قبل أن تعثر على جثته مقطوعة الرأس والأطراف.
وفي الذاكرة الدموية لاضطهاد مسيحيي العراق ايضا, مجزرة كنيسة سيدة النجاة، التي جرت خلال هجوم قام به تنظيم «دولة العراق الإسلامية» (قبل اضافة كلمة «الشام» الى اسمه) مطلع العام 2010، واستهدف كنيسة في منطقة الكرادة في بغداد أثناء أداء القداس، وانتهى الهجوم بتفجير مسلحي هذا التنظيم انفسهم في الكنيسة، ما ادى الى مقتل وجرح المئات ممن كانوا داخلها.
ومع سيطرة عناصر تنظيم «داعش» على مدينة الموصل في شهر حزيران الماضي، وإعلانه إقامة «دولة الخلافة»، بدأ عناصر التنظيم المتطرف ممارسة مضايقات واضحة على أبناء ما يعرف بـ«الأقليات». كما أمر المتشددون المؤسسات الصحية في مدينة الموصل بإيقاف عمل المئات من المسيحيين ممن يعملون كأطباء وممرضين، كما طالبوا بطردهم من الوظائف في المؤسسات العامة.
واذا كان تهجير المسيحيين من الموصل على ايدي «داعش» يؤكد المعلومات بأن التنظيم المتشدد يريد تفريغ «الدولة الإسلامية» من الأقليات الدينية، فإنّ كثراً لا يستبعدون ان تكون هناك اهداف اخرى لهذا التهجير، المتواصل بشكل منهجي منذ غزو العراق قبل 11 عاماً.
وتحدثت تقارير غربية عن مخططات لإقامة «منطقة آمنة» للمسيحيين في سهل نينوى الخاضع لسيطرة قوات البشمركة، في الوقت الذي تسعى فيه مجموعات ضغط عراقية في الولايات المتحدة الاميركية لإعطاء المسيحيين والأقليات الأخرى جزءاً رابعاً من العراق، ضمن مشروع التقسيم المحتمل.
وبحسب هذه التقارير فإن اقامة «منطقة آمنة» للمسيحيين العراقيين في إقليم كردستان كان فكرةً مطروحة في السنوات الماضية، إلا أن الكنيسة العراقية ترددت حيال هذا الموضوع، على اعتبار أن المسيحيين «موجودون على امتداد العراق». ولعل الصمت الغربي، لا بل التخاذل والتواطؤ كما يسميّه البعض، إزاء ما يجري في العراق اليوم، يعزز التكهنات حول الهدف الاساسي من تهجير المسيحيين، وهو فرض التقسيم، او بالأصح التفتيت، بأطر جديدة تتجاوز التقسيم القائم على ارض الواقع حالياً (سنة، شيعة، اكراد) الى دويلة رابعة مسيحية، وخامسة تركمانية، وسادسة ايزيدية… الخ.
نص بيان إنذار «داعش» لمسيحيي الموصل
«بسم الله الرحمن الرحيم»
الدولة الاسلامية – ديوان القضاء
الحمد لله معزّ الاسلام بنصره ومذلّ الشرك بقهره وجاعل الايام دولا بعدله والصلاة والسلام على من رفع الله منارً الاسلام بسيفه .. وبعد:
يقول الله تعالى: واذ قالت امة منهم لم تعطون قوما الله مهلكهم……… الاعراف 163
فبعد إبلاغ رؤوس النصارى واتباعهم بموعد الحضور لبيان حالهم في ظل دولة الخلافة في ولاية نينوى أعرضوا وتخلفوا عن الحضور في الموعد المحدد والمبلغ اليهم سلفاً. وكان من المقرر أن نعرض عليهم إحدى ثلاث:
١- الاسلام.
٢- عهد الذمة (وهو أخذ الجزية منهم).
٣ – فإن هم أبوا ذلك فليس لهم إلا السيف.
وقد منّ عليهم أمير المؤمنين الخليفة ابراهيم، اعزه الله، بالسماح لهم بالجلاء بأنفسهم فقط من حدود دولة الخلافة لموعد أخره يوم السبت الموافق 21 رمضان 1435 الساعة الثانية عشر ظهراً. وبعد هذا الموعد ليس بيننا وبينهم إلا السيف.
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. ولكن المنافقين لا يعلمون»
«ولاية نينوى»
ازالة الصليب عن الكنيسة واستبداله بعلم داعش |
مسيحيو العراق .. حضور متجذّر
تعود جذور المسيحيين في العراق إلى عمر المسيحية نفسها، التي ترسخت على يد توما الرسول أواخر القرن الأول بعد المسيح.
وكان الآشوريون والكلدانيون يقيمون في شمال ووسط العراق، وكذلك العرب حيث الحيرة وملوكها المسيحيون، والآثار الكنسية في النجف والكوفة تشهد على ذلك.
وكان للمسيحيين العراقيين تأثيرهم الكبير في الحضارة العربية، خصوصاً في عهد الدولة العباسية، وعرف منهم شمعون الراهب و«جورجيوس أسقف حوران وجبريل بن بختيشوع، ويوحنا بن ماسويه، الذي ترجم وألّف خمسين كتاباً، وعيّنه الخليفة المأمون رئيساً لبيت الحكمة… وفي العصر الحديث، عرفت منهم شخصيات كبيرة، مثل وزير الخارجية الاسبق طارق عزيز، والموسيقي منير بشير، وآخرين كثر.
وفي العهد المغولي كانت المسيحية قد وصلت عبر العراق إلى الهند وما وراء النهر، فاعتنقها الكثير من المغول، حتى ان زوجة هولاكو دقوز خاتون كانت مسيحية.
وفي العهد العثماني، عاش المسيحيون العراقيون في ظل نظام كان التَّساهل فيه يزيد على ما كان في الولايات الأُخرى. وتحسنت اوضاعهم اكثر بعد صدور «خطية كلخانة» عن السلطان عبد المجيد الأول (1839)، ومن ثم الخط الهمايوني (1856)، الذي نص على «معاملة جميع تبعة الدولة العثمانية معاملة متساوية مهما كانت أديانهم ومذاهبهم، مع الإبقاء على سلطات رؤساء الدين بشرط إعادة تنظيمها».
وبرغم تكريس المساواة بين المسلمين والمسيحيين في العهد الملكي، إلا أن الآشوريين تعرضوا لمذبحة كبيرة على يد الجيش العراقي في عام 1932، ولكن ذلك لم يكن على اساس ديني، وانما على خلفية اتهامات كالها لهم البعض بالعمالة للجيش البريطاني.
وفي عهد صدام حسين، لم تمارس الآلة البوليسية للدولة العراقية اضطهاداً منهجيا ضد الأقلية المسيحية، خلافاً لما كانت الحال مع الأكراد والشيعة، لكن تم تسجيل عمليات ترحيل من مناطق سكنهم الأصلية.
ويتركز الوجود المسيحي في العاصمة بغداد إلى جانب مدن تقع في الشمال مثل كركوك وأربيل والموصل مع وجود أعداد أقل في مناطق أخرى من العراق.
ويتوزع مسيحيو العراق على عدة كنائس تنتمي إلى عدة طوائف تتبع طقوسا مختلفة، وهي الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الكنيسة السريانية الكاثوليكية، الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية، الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، كنيسة المشرق القديمة، كنيسة المشرق الآشورية أو الكنيسة الآثورية، الروم الكاثوليك، الروم الأرثوذكس، الطائفة البروتستانتية الإنجيلية الوطنية، الطائفة الإنجيلية البروتستانتية الآثورية، طائفة الأدفنتست السبتيين، وطائفة اللاتين.
وحتى الامس القريب، كانت المسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الإسلام، وهي ديانة مُعترَف بها حسب الدستور العراقي، حيث أنه يعترف بأربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها.
وقد احتفظت المسيحية في العراق وعلى خلاف سائر الدول العربية بطابعها الأصلي، فظلت مسيحية سريانية ولم تتعرب بنسب كبيرة كما حصل في بلاد الشام ومصر، وإن كان معظم أتباع هذه الكنائس يجيدون العربية حاليًا كلغة تخاطب يومي سيّما في المدن الكبرى.
نساء مسيحيات فـي الموصل |
.. من المليونين .. الى 150 الفا
ولعل استعراض الواقع التاريخي للحضور المسيحي في العراق, يظهر حقائق مرّة وتراجعاً مضطردا لهذا الحضور وعلى وجه الخصوص في السنوات الاخيرة.
فبحسب احصاء العام 1947كانت نسبة المسيحيين في العراق قد بلغت 3,1 في المئة اي قرابة 149 ألف نسمة من أصل الأربعة ملايين ونصف المليون نسمة الذين كانوا يشكلون مجموع سكان العراق في ذلك الوقت. وفي الثمانينيات زاد عددهم بشكل ملجحوظ بحيث قارب تعدادهم المليوني نسمة من جملة العراقيين. لكن هذا التعداد انخفض جراء الهجرة خلال فترة التسعينيات وحرب الخليج الثانية (ضرب العراق بعد احتلال صدام حسين الكويت). واما بعد احتلال العراق في العام 2003، بدأت أعداد المسيحيين العراقيين بالتناقص اكثر فأكثر، ولوحظ انحسار كبير لوجودهم في العاصمة بغداد.
وبحلول العام الخامس لغزو العراق, كان ما يزيد على نصف المسيحيين العراقيين (اكثر من 800 الف نسمة) قد فَرُّوا إلى خارج العراق بسبب أحداث العنف فيه، وكذلك بعد تعرضهم لأحداث اجرامية تراوحت بين الخطف والتعذيب والقتل، لدوافع مختلفة، منها الأيديولوجي، ومنها المالي، حيث دخلت عصابات الإجرام على خط الانفلات الأمني، فراحت تستغل وضعهم المالي الجيد «نسبياً»، وافتقادهم للحماية العشائرية والميليشياوية، لرد تلك الاحداث.
أما في هذه الفترة, فإن الاحصائيات تقدم صورة اكثر سواداً، حيث اشار تقرير لمنظمة «حمورابي لحقوق الإنسان» العراقية، ان عدد المسيحيين انخفض من حوالي مليون و400 الف في العام 2003 الى قرابة نصف مليون حاليا، ما يعني هجرة أكثر من ثلثيهم، حتى ان بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل، تحدث عن معلومات تفيد بأن عدد المسيحيين في العراق انخفض إلى أقل من 150 ألفاً… هذا قبل «غزوة داعش» بعام واحد!
عهد النبي مـحمد لنصارى نجران
من الوثائق والعهود التي ابرمها النبي محمد، يمكن الحديث عن العهد مع نصارى نجران حين قدومهم عليه عقب غزوة تبوك، ومن ابرز ما تضمنه:
أولا، «أن أحمى جانبهم -أى النصارى- وأذبّ عنهم وعن كنائسهم وبيعهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان ومواطن السياح حيث كانوا من جبل أو واد أو مغار أو عمران أو سهل أو رمل».
ثانيا، «أن أحرس دينهم وملتهم أين كانوا؛ من بر أو بحر، شرقا وغربا، بما أحفظ به نفسي وخاصتي، وأهل الإسلام من ملتي».
ثالثا، «أن أدخلهم في ذمتي وميثاقي وأماني من كل أذى ومكروه أو مؤونة أو تبعة. وأن أكون من ورائهم، ذابا عنهم كل عدو يريدني وإياهم بسوء، بنفسي وأعواني وأتباعي وأهل ملتي».
رابعا، «أن أعزل عنهم الأذى فى المؤن التى حملها أهل الجهاد من الغارة والخراج، إلا ما طابت به أنفسهم. وليس عليهم إجبار ولا إكراه على شيء من ذلك».
خامسا، «لا تغيير لأسقف عن أسقفيته، ولا راهب عن رهبانيته، ولا سائح عن سياحته، ولا هدم بيت من بيوت بيعهم، ولا إدخال شيء من بنائهم في شيء من أبنية المساجد، ولا منازل المسلمين. فمن فعل ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله وحال عن ذمة الله».
سادسا، «ألا يحمل الرهبان والأساقفة، ولا من تعبد منهم، أو لبس الصوف، أو توحد فى الجبال والمواضع المعتزلة عن الأمصار شيئا من الجزية أو الخراج».
سابعا، «لا يجبر أحد ممن كان على ملة النصرانية كرها على الإسلام». «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ». ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم الأذى حيث كانوا من البلاد».
ثامنا، «إن أجرم واحد من النصارى أو جنى جناية، فعلى المسلمين نصره والمنع والذب عنه والغرم عن جريرته، والدخول فى الصلح بينه وبين من جنى عليه. فإما مُنّ عليه، أو يفادى به».
تاسعا، «لا يرفضوا ولا يخذلوا ولا يتركوا هملا، لأني أعطيتهم عهد الله على أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين».
عاشرا، «على المسلمين ما عليهم بالعهد الذى استوجبوا حق الذمام، والذب عن الحرمة، واستوجبوا أن يذب عنهم كل مكروه، حتى يكونوا للمسلمين شركاء في ما لهم، وفي ما عليهم».
حادى عشر، «لهم إن احتاجوا فى مرمة – ترميم- بيعهم وصوامعهم أو شيء من مصالح أمورهم ودينهم، إلى رفد من المسلمين وتقوية لهم على مرمتها – ترميمها- أن يرفدوا على ذلك ويعاونوا، ولا يكون ذلك دينا عليهم، بل تقوية لهم على مصلحة دينهم ووفاء بعهد رسول الله موهبة لهم ومنة لله ورسوله عليهم».
Leave a Reply