بقلم: كمال العبدلي
مسلسلُ الجريمة يطالُ إخوانَنا المسيحيّين فـي الموصل بأبشع الصور
أمامَ حالة الذهولِ المفاجئة، التي طلعتْ علينا بذلك الصباح الأسود الشبيه بالأردية المهلهَلة لحاملي بنادق وفحيح الموت من مجرمي داعش، والذي يُعيدُ إلى الأذهان بوجهٍ من الوجوه صبيحة الثامن من شباط الأسود عام 1963، وهم يستعرضون شبحيّة الدمار والقتل في شوارع وساحات الموصل الشهيرة بأمِّ الربيعَيْن، استوقفتنا المشاهد المتتابعة والمتلاحقة سريعاً لانتشارهم، وفي الرأس تدور آلافُ الأسئلة حول تداعيات انقلاب الحياة بين ليلةٍ وضحاها، إذ كيف يكون بمستطاع حفنة من قُطّاع الطرُق وشُذّاذِ الآفاق أن يحتلّوا مدينةً آمنةً كأمِّ الربيعَيْن بهذه السرعةِ الفائقة؟ وبعدَدٍ لا يتجاوز الثلاثة آلاف مسلّح، فيهزموا ثمانين ألفاً من المنظَّمين المدرَّبين عسكريّاً وبآليّاتهم ومدرّعاتهم الحربيّة الموزَّعين بين قوّات الجيش والشرطة المحلّيّة؟ لنقفَ أمامَ المحصّلة بحيرة الأمور المبهَمة، ويا ليتَها كانت الغامِضة، لأنّ الأمورَ المبهَمة تعني انعدامَ الرؤيا فيما تعني الأمورُ الغامضة ضبابيّتَها.
وما ان ثبّت الداعشيّون أقدامَهم على الأرض، مستعدّين لإيقاعِ الخرابِ التتريّ في المدينة، حتّى شحذوا أظافرَهم الوحشيّة وكشّروا عن أنيابِ الضواري، للإجهازِ على إخوانِنا وأبنائنا المسيحيّين وهم أصحابُ الأرض وأصلُ مُعمّريها وباني حضارتِها عبر آلافِ السنين، فهُم مشيِّدو حضارات آشور ونينوى، وحاملو رايةِ الديانة السماويّة المسيحيّة، راية المحبّةِ والسلام، الذين يكفيهم فخراً أنّ شِعارَهم يتلخّصُ في عنوانِهم المقدَّس «المجد للّهِ في الأعالي وعلى الأرضِ السلام وفي الناسِ المسَرّة». وعاشوا جنباً إلى جنبِ إخوانهم المسلمين، عبر القرون، حياةَ التآلُفِ والمودّة والرحمة والشراكة تحت رايةِ الوطن، حتّى تشابهت عاداتُهم وتقاليدُهم، يسودهم الإحترامُ المتبادَل لعقيدة كلٍّ من المكوِّنَيْن، ويجمعهم المصيرُ المشتَرَك من منطَلَقِ العظَمةِ والإجلالِ والتقدير، أدرج في أدناه بعضاً من تفاصيل مظلوميّة إخوانِنا وأبنائنا المسيحيّين، وتداعياتِها أمامَ كلّ صاحب ضمير ووجدان في العالَم:
(سي أن أن) – أصدر المسلحون المتشددون الذين يسيطرون على مناطق واسعة في العراق وسوريا، تهديداً للمسيحيين العراقيين في مدينة الموصل، فإما أن يدخلوا في الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية وفق أحكام الشريعة، أو يواجهون الموت بحد السيف.
الرسالة موجهة من الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروفة بإسم «داعش»، وتم توزيعها على قيادات الأقلية المسيحية، التي بدأت بالتناقص في الأيام الأخيرة.
وتقول الرسالة بأن زعيم الدولة الإسلامية «الخليفة» أبو بكر البغدادي، وافق على السماح للذين لا يريدون الدخول في الإسلام، أو دفع الجزية، بأن يخرجوا من المدينة بأنفسهم فقط خارج دولة الخلافة، وذلك بحلول ظهر يوم السبت (المنصرم)، وبعدها بحسب التحذير الوارد في الرسالة فإن «السيف هو الخيار الوحيد»
بطريرك الكاثوليك في العراق: تنظيم الدولة الإسلامية أسوأ من جنكيز خان
(رويتر) – وصف بطريرك أكبر كنيسة في العراق يوم الأحد الماضي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين أجبروا المسيحيين على مغادرة مدينة الموصل بأنهم أسوأ من قائد المغول جنكيز خان وحفيده هولاكو اللذين نهبا وخربا بغداد في العصور الوسطى. وقاد بطريرك الكلدان الكاثوليك لويس روفائيل ساكو موجة إدانة للمتشددين السنّة الذين خيروا المسيحيين بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة الموت بحد السيف.
وفي الفاتيكان ندّد البابا فرنسيس بما وصفه باضطهاد المسيحيين في مهد عقيدتهم، بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن تصرفات تنظيم الدولة الإسلامية تمثل جريمة ضد الانسانية. وغادرت المئات من العائلات المسيحية الموصل قبل انتهاء المهلة التي حددها تنظيم الدولة الإسلامية يوم السبت وجرّدت الكثير منها من ممتلكاتها بينما فرَّ أفرادها للنجاة بحياتهم، وهذه العائلات هي ما تبقّى من عشرات الآلاف من المسيحيين الذين كانوا يعيشون بالمدينة ذات يوم. وفر منتمون للطوائف المختلفة مثل الشيعية واليزيدية والشبك من بطش المتشددين الذين نسفوا أضرحة واستولوا على ممتلكات أبناء الأقليات الهاربين. وقال ساكو في قداس خاص أقامته الكنيسة في شرق بغداد انضم خلاله 200 مسلم للمسيحيين للتعبير عن تضامنهم: إن الجريمة الشنعاء التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية ليست ضدّ المسيحيين وحسب بل ضدّ الانسانية.
وتساءل كيف يجبر الناس في القرن الحادي والعشرين على ترك منازلهم لمجرد أنهم مسيحيون أو شيعة أو سنة أو يزيديون؟ وقال إن العائلات المسيحية طردت من منازلها وسرقت ممتلكاتها الثمينة ونهبت منازلها وأملاكها باسم الدولة الإسلامية.
وقال إن هذا لم يحدث قطُّ في التاريخ المسيحي أو الاسلامي بل إن جنكيز خان أو هولاكو لم يفعلا هذا، ورفع المسلمون في القداس لافتات كتب عليها «أنا عراقي. انا مسيحي» وكتب البعض على ملابسهم حرف النون، وهو الحرف الأول من كلمة «نصراني»، حيث وضع تنظيم الدولة الإسلامية حرف النون على بيوت المسيحيين ليحدّدها للإستيلاء عليها.
ودعا الأسقف شليمون وردوني وهو أحد نواب البطريرك، المجتمع الدولي الى التحرّك، وذكرَ أن على العالم أن يتحرك ويتكلم بصراحة ويضع حقوق الإنسان في اعتباره، وقال إن الدولة العراقية ضعيفة وتعاني انقسامات وإن الزعماء المسلمين يلتزمون الصمت كما قال لرويترز.
وندد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمعاملة التي يلقاها المسيحيون وما وصفها بالهجمات على الكنائس في الموصل وقال إنها تظهر الاجرام المفرط والطبيعة «الإرهابية» لهذا التنظيم. وأشار المالكي إلى أنه أعطى تعليماته للجنة حكومية تشكلت لدعم النازحين في العراق لمساعدة المسيحيين الذين باتوا بلا مأوى ولكنه لم يقل متى سيحاول الجيش استعادة السيطرة على مدينة الموصل.
من جهته عبر البابا فرنسيس في قداسه الأسبوعي يوم الأحد عن قلقه بشأن الإنذار الأخير الذي وجهته الدولة الإسلامية للمسيحيين، وقال “تلقيت بقلق كبير النبأ الذي ورد من السكان المسيحيين في الموصل ومناطق أخرى في الشرق الأوسط حيث يعيشون منذ مهد المسيحية وحيث قدموا إسهامات كبرى لخير مجتمعاتهم.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه بأقوى العبارات، الاضطهاد الممنهج للأقليات في العراق من جانب الدولة الإسلامية والجماعات المسلحة المرتبطة بها، وقال إن أي هجوم ممنهج على المدنيين بسبب خلفيتهم العرقية أو معتقداتهم الدينية يمثل جريمة ضد الانسانية يجب محاسبة المسؤولين عنها.
ونزح اكثر من مليوني شخص في العراق، وتقول بعثة الأمم المتحدة هناك إن 400 أسرة نازحة وصلت صباح يوم الأحد إلى مدينتين بإقليم كردستان شبه المستقل بشمال البلاد، وأضافت أنّ من المتوقع وصول 700 أسرة أخرى الى أربيل على بعد 80 كيلومترا من الموصل. ووصف مسيحي غادر الموصل الأسبوع الماضي كيف فرَّ مع عائلته حين علم بالمهلة التي حددها تنظيم الدولة الإسلامية. وقال سلوان نويل مسكوني (35 عاما) «جمعنا كل متعلقاتنا واتجهنا الى المخرج الوحيد، كانت هناك نقطة تفتيش على الطريق وكانوا يوقفون السيارات هناك» وأضاف أنه حين رأى المتشددون أنهم مسيحيون طلبوا الذهب والمال، في البداية قالت العائلة إنها ليس معها شيء لكن أحد المقاتلين هدّد بخطف ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام. وقال مسكوني «أفرغت شقيقتي حقيبة يدها التي كان بها مالنا وذهبنا وبطاقتها الشخصية، سمحوا للسيارة بالمرور وتركوا لنا الطفل». وأضاف أن عائلات مسيحية قليلة هي التي بقيت ويختبىء أفرادها عند جيران مسلمين يستضيفونهم، لكنه في الوقت الحالي يستبعد احتمال العودة مع أسرته وقال «إذا غادرت الدولة الإسلامية فإننا سنعود على الأرجح ولكن اذا بقيت فإن عودتنا مستحيلة لأنهم سيذبحوننا».
رئيس أساقفة الكلدان فـي العراق والعالم يدين الجريمة
السومرية نيوز/ أربيل – اعتبر رئيس أساقفة الكلدان في العراق والعالم مارلويس رفائيل ساكو الأول، الأربعاء، أن تهجير المسيحيين من الموصل والاعتداء عليهم تصرفات «منحرفة» ليست من الإسلام وأمر مسيس، وفيما أكد عدم إمكانية بناء دولة دينية «ضيقة» في العالم المعاصر، دعا الى ضرورة إيجاد حل سياسي وتشكيل حكومة «قوية».
وقال ساكو في حديث لـ«السومرية نيوز»، إن «تهجير المسيحيين من الموصل والاعتداء عليهم تصرفات منحرفة عن الإسلام، وهذا ليس إسلاما»، موضّحاً أنّ «العديد من الآيات التي وردت في القرآن تمدح المسيحيين».
وأضاف ساكو، «أن ما يحصل للمسيحيين أمر مسيَّس»، لافتا الى أن «بناء دولة دينية ضيقة، غير قابلة للحياة، أمر غير ممكن في العالم المعاصر».
وأكد ساكو، على «ضرورة أن يكون هناك إسلام وسطي معتدل يتعامل مع العالم ويكون أميناً للإسلام كعقيدة وكفكر وكفقه وكروحية»، داعيا الى «أهمية إيجاد حل سياسي ينقذ البلد وتشكيل حكومة وطنية قويّة تستطيع فرض النظام والقانون وتحمي المواطنين».
وأبدى ساكو «خشيته من نشوب حرب أهلية ومن التقسيم العشوائي للبلد»، مبينا أن «الأمور اختلطت، اليوم، كثيراً في البلد، وحتى الدين بدأ يتسيّس»
وشدّد ساكو بالقول، «نحن نحترم الإسلام والمسلمين، ولا توجد حرب مسيحية إسلامية»، مبدياً أسفه من «حصول ضغط على مكوِّن معين أو فئة معينة في بعض الأحيان من أجل أهداف سياسية».
جامعة الدول العربية تصف تهجير المسيحيين بـ«وصمة عار»
وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في (20 تموز 2014)، عملية التهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل، معتبرة إياها «وصمة عار» لا يمكن السكوت عنها.
وتعتبر مدينة الموصل أكثر المدن العراقية التي تتمتع بتنوع ديني وقومي منذ آلاف السنين، إذ تتواجد في المدينة القوميات العربية والكردية والتركمانية والآشورية والكلدانية والسريانية والأرمنية، والمكونات الكاكائية والشبكية وأتباع الديانات الإسلامية والمسيحية والأيزيدية والصابئة.
بان كي مون يدعو لفرض عقوبات اقتصادية على تنظيم داعش
(شفق نيوز) – حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول الأوروبية على تنفيذ حظر دولي على السلاح الذي يصل إلى تنظيم «داعش»، وطالب كي مون دول العالم بفرض عقوبات اقتصادية على التنظيم الذي سيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا.
ووصف تقرير لمجلس الأمن بشأن البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق الوضع الأمني بالـ«متدهور» بسبب أعمال «داعش». وكتب كي مون في تقريره «أدين بشدّة تصاعد العنف بأيدي تنظيم «داعش» ومؤيديه، وأدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بما فيها جيران العراق إلى التوحّد ودعم العراق في حربه ضدّ الإرهاب».
هذا وكان مجلس الأمن قد أدرج تنظيم القاعدة في العراق على القائمة السوداء وجرى تعديل ذلك التصنيف العام الماضي ليشمل «داعش» الذي خرج من عباءة القاعدة.
اليونسكو تضع خطة طارئة لحماية التراث الثقافـي العراقي
(شفق نيوز) – أعلنت منظمة اليونسكو السبت عن وضع خطة طارئة لحماية التراث الثقافي العراقي وقالت إنها ستواصل حشد المجتمع الدولي بأسره من أجل صون التراث الثقافي العراقي.
وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في بيان ورد لـ«شفق نيوز» إن «المنظمة وضعت بالتعاون مع خبراء عراقيين ودوليين في مجال التراث الثقافي خطة عمل طارئة لحماية التراث الثقافي العراقي الذي يتميز بالثراء والتنوع».
واشارت الى أن «خطة العمل تهدف الى ضمان التعاون بين كافة الأطراف المعنية، ولاسيما المنظمات الوطنية والدولية».
وأضافت بوكوفا أن «الخطة تهدف أيضاً إلى ضمان تنفيذ الاتفاقات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي، ولاسيما اتفاقية لاهاي الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح».
ولفتت الى أن «اليونسكو ستواصل حشد منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره، وذلك من أجل صون التراث الثقافي العراقي مع التركيز على مكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية».
وتهدف اتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972 إلى تنفيذ منع الإتجار بالممتلكات الثقافية وفقاً لما نص عليه القرار رقم 1483 الصادر عن مجلس الأمن للأمم المتحدة في عام 2003.
وقفة تضامنية
22-07-2014 لما يعانيه شعبنا من مآسي بسبب الإرهاب بأشكاله المختلفة والفوضى في كل نواحي الحياة. وتحت شعار لا لإرهاب داعش، لا للعنف الطائفي في العراق، لا لتقسيم العراق، نظمت لجنة التيار الديمقراطي في برلين مع نادي الرافدين الثقافي العراقي فعالية تضامنية في يوم السبت 19 تموز 2014 أمام بوّابة برلين وحضر هذا التجمع الكثير من أبناء الجالية العراقية في برلين ومدن اخرى، وخلال هذه الوقفة التضامنية تم قراءة بيان التيار الديمقراطي باللغة العربية والألمانية والذي تم التأكيد فيه على أن الإرهاب يمثل خطراً على الجميع، على السنة قبل الشيعة، وعلى الكرد قبل العرب، ومن هنا تقع المسؤولية على الجميع في تحشيد كل طاقاتهم وجهودهم في مواجهة الإرهاب، ودراسة سبل دحره، سواء بجهد وطني خالص، أو بدعم دولي، دون الاستغراق في المزايدات بالشعارات الوطنية.
وقفة احتجاجية فـي بابل استنكاراً لما يتعرّض له المسيحيون
(السومرية نيوز/ بابل) – نظمت مجموعة ناشطين في السلم الاجتماعي، الأربعاء، وقفة احتجاجية وتضامنية استنكاراً للتهجير القسري والتهديد بالقتل الذي يتعرّض له المسيحيون والتركمان والشبك في الموصل من تنظيم «داعش»، مطالبين القوات المُسلّحة بـ«مُواصَلة عملياتها العسكريّة لدكِّ معاقل الإرهابيِّين التكفيريِّين». وقال الكاتب سلام حربه في حديث لـ«السومرية نيوز» إن «الوقفة اليوم تعبر عن دعوتنا للقوى الوطنية منها التيار الديمقراطي والتحالف المدني، بان ينظر الفرقاء السياسيون والقائمون على العملية السياسية، إلى طبيعة النظام السياسي ويخرجوا من نظام المحاصصة ويتجهوا إلى بناء دولة مدنية تحفظ حقوق كافة المكونات».
فيما دعا رئيس مجلس الثقافة للآداب والفنون في الاسكندرية هشام العيسى في حديث لـ«السومرية نيوز»، كافة شرائح المجتمع العراقي لـ«الوقوف جنبا إلى جنب ضد أي تحرك يهدف إلى نشر التفرقة بين الأديان والأقليات»، داعياً الشعب العراقي إلى «استنكار الهجمات التي يتعرض لها البلد».
من جانبه عدَّ مسؤول كنيسة مريم العذراء في الحلة سالم متي في حديث لـ« السومرية نيوز» هذه الوقفة بـ«الشجاعة وتمثل الروح الحقيقية والقلوب الصادقة لدى المسلمين وغير المسلمين من أبناء الشعب العراقي»، مؤكداً «اننا سنبقى في البلاد رغما عن تلك الجماعات الإرهابية التي تستهدف الجميع دون استثناء»
واعتبر المرجع الديني محمد اليعقوبي، الأربعاء (23 تموز 2014)، أن ما تقوم به الجماعات المسلحة من قسر وتهديد وتهجير للمسيحيين والأقليات جريمة كبرى ومخالفة للشريعة الإسلامية، فيما أبدى أتباع اليعقوبي استعدادهم لاستقبال المسيحيين النازحين من الموصل واستضافتهم في محافظتي النجف وكربلاء.
وكشف مسؤول إعلام الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكردستاني بمحافظة نينوى سعيد مموزيني، الأربعاء (23 تموز 2014)، ان تنظيم «داعش» هدّد الأسر الكردية في الموصل بالقتل عند عدم مغادرة المدينة، مبينا أن هناك مليون ونصف المليون كردي يسكنون في نينوى.
وبدأت الأسر المسيحية في مدينة الموصل بحركة نزوح جماعي غير مسبوقة في تاريخ العراق من مناطقها الأصلية، عقب انتهاء مهلة 24 ساعة التي حددها تنظيم «داعش» لهم للإسلام أو دفع الجزية وإما القتل.
موصليون يستغيثون لإنقاذهم من محاكم «داعش»
(المدى برس/ بغداد) – كشف صحافيون وناشطون موصليون، الأحد، عن قيام «داعش» بافتتاح محكمتين شرعيتين في جانبي المدينة، مبينين أن ذلك أثار الرعب في نفوس الأهالي لأنهما باشرتا بإقامة «الحدود» وتنفيذ العقوبات على وفق رؤية التنظيم، وفي حين بينوا أن الأهالي باتوا ملزمين بارتداء الزي الأفغاني، ناشدوا المجتمع الدولي والحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وضع حلول سريعة للأزمة المتفاقمة بالموصل وما تشهده المدينة من «انتهاكات» تطال مختلف مكوناتها.
وقال الصحافي الموصلي، سعد القاسمإن «أبناء الموصل بدأوا يتذمرون من تصرفات عناصر تنظيم داعش بسبب قيامهم بافتتاح محاكم شرعية وإقامة الحدود على الناس وتهجير المسيحيين وفرض ملابس خاصة على أبناء المدينة تشبه الزي الأفغاني» وأضاف أن «مسلحي داعش اقتحموا أحد الأديرة المسيحية أمام أنظار الناس الذين يخشون الإدلاء بأي كلمة خوفاً من أفعالهم الإجرامية»، مبيناً أن «الأهالي يرفضون أفعال تنظيم داعش لاسيما تجاه اخوتهم المسيحيين وتهجيرهم ونهب أموالهم».
وكشف الصحافي الموصلي، عن «افتتاح أولى المحكمتين الشرعيتين في الجانب الأيمن من المدينة، ومقرها دار ضيافة المحافظ اثيل النجيفي، والأخرى في الجانب الأيسر للمدنية ومقرها مبنى القائمقامية»، لافتاً إلى أن «المحكمتين تصدران الأحكام الشريعة وتقيمان الحدود. وأكد القاسم، أن «الموصليين يخافون من تلك المحاكم، ويتجنبون حتى السير بقربها، بسبب فضاعة ما يسمعونه عنهما» مضيفاً أن «وثيقة الملابس المعلَنة باتت أمراً واقعاً في مدينة الموصل، إذ يحاول داعش فرض الملابس الأفغانية على الجميع»
ويذكر الصحافي الموصلي، أن «داعش منع الشباب والبنات من ارتداء الملابس التي تحمل عبارات أجنبية والعباءات الاسلامية كما منع المحلات من عرض الملابس بواسطة النماذج المجسمة (المانيكان) وتدخين الاركيلة وقيادة النساء السيارات من بين أمور أخرى عديدة». مستطرداً أن «المواطنين لاسيما النساء، امتثلوا لأوامر داعش وبدأن بارتداء الجبة الاسلامية التي فرضوها، برغم الاستياء من ذلك».
وفي السياق، عدت الناشطة المدنية الموصلية، أسيل جمال، أن «تنظيم داعش انتهك كل مبادئ حقوق الإنسان في الموصل من خلال إقامة المحاكم الشرعية وفرض الجزية والنقاب كزي تعتمده النساء». وقالت إن «الناس بدأوا بالتذمر من تصرفات داعش لكنهم يقفون مكتوفي الأيدي خوفاً من ردة فعلهم، كونهم لا يتعاملون إلا بالسيف»، مضيفة أن «سيارات الشرطة الإسلامية المرابطة في التقاطعات والساحات العامة تثير رعب المواطنين الذين يتخوفون من مسلحين يرتدون ملابس سود وتشبه ملابس الأفغان». وناشدت جمال، المجتمع الدولي بضرورة «التدخل لمساعدة المسيحيين»، معتبرة أن «التصريحات لا تنفع وحدها أمام تلك المأساة». ودعت الناشطة المدنية، الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان إلى ضرورة «التعاون من أجل وضع حلول سريعة لأزمة الموصل التي بدأت تتفاقم، والانتهاكات التي يقوم بها تنظيم داعش ضد أهلها من مختلف المكونات وليس المسيحيين فقط».
وكان شهود عيان من أهالي نينوى، أكدوا في أحاديث إلى (المدى برس)، الجمعة الماضي، بأن عشرات المسيحيين «يهربون»، من مدينة الموصل بعد تلقيهم تهديدات «بالقتل من قبل تنظيم داعش»، إذا لم يغادروا المدينة حتى ظهر يوم السبت، (19 تموز 2014)، وفي حين بينوا أن عناصر التنظيم كتبوا على منازلهم عبارة «عقارات الدولة الإسلامية»، أكدوا أن عناصر «التنظيم ومناصريهم» من أهالي المدينة، بدأوا «عمليات المصادرة لأموال المسيحيين».
Leave a Reply