يشعر عدد كبير من الأشخاص بالحرقة خلف عظام وسط الصدر، وقد يتطور إلى ألم في الصدر، وأحيانا يرافق ذلك شعور بطعم مرّ في الفم، وكذلك شعور بالنفخة بعد تناول وجبة طعام. ولكن تصبح الحرقة مرضيّة في حال شعر بها الشخص أكثر من ثلاث مرات أسبوعياً.
والحرقة في المعدة ناتجة عن تعرّض بطانة المريء للعصارة الحامضية التي تفرزها المعدة، لفترة تزيد على خمس دقائق، أو لأكثر من 5 بالمئة من الوقت على مدار 24 ساعة في اليوم. وعادة ما تحدث هذه الظاهرة نتيجة خلل في الصمام السفلي للمريء، الناجم عن فتق في فم المعدة.

فالصمام السفلي للمريء ينبغي أن يغلق كليا بعد انتقال الطعام من المريء إلى المعدة، وأي ضعف في الصمام أو في حالة الفتق، يسبب ارتجاعا للمريء وبالتالي شعور بالحرقة.
هناك الكثير من العوامل التي تجعل الحرقة تتفاقم كحالة مرضيّة ومنها بعض المأكولات والمشروبات والأدوية أحيانا: كالقهوة، الكحول، الشاي، المشروبات الغازيّة، المأكولات التي تدخل فيها البطاطا والبندورة، والأدوية كالأسبرين والمضادات الحيوية والحديد، كذلك الحمل لدى النساء.
واما الوقاية من الحرقة، وكما ينصح الاطباء، فتتم وفق ما يلي:
تناول الطعام بكميات قليلة لا تؤدي الى توسُّع المعدة.
عدم تناول الطعام قبل النوم، تناول اربع الى خمس وجبات صغيرة في اليوم. يجب ان يكون السرير مرتفعا بنسبة 30 درجة واستخدام وسادة عالية قليلاً لرفع الرأس والرقبة عند النوم بحيث لا يتم ارتجاع الأحماض من المعدة الى المريء، تجنب الطعام الحار الذي يحتوي على البهارات، تجنب البصل، التقليل من الأطعمة المقلية لانها تحتوي على الدهون، تجنب الأطعمة التي تحتوي على البندورة، التقليل أو الامتناع عن تناول الشوكولا، تجنب الخردل والخل، عدم الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة، الامتناع او التقليل من تناول القهوة والشاي والمشروبات الغازية.
وأما التخفيف من الحرقة عند الشعور بها, فيتم وفق ما يلي:
تناول ملعقة طعام من الشوفان المجروش، او الموز، او ماء البطاطا، او شرب الحليب، او استخدام دواء خاص لعلاج حرقة المعدة.
يؤكد الأطباء أنّ عدم التقيد بسبل الوقاية، قد يؤدي الى نزيف، وآلام شديدة تعادل آلام الجلطة القلبية، وقد يضيق المريء، وفي الحالات المتطرفة قد يسبب السرطان.
وهناك علاج بالعقاقير، التي تكمن فعاليتها في كبح الأحماض المعدية، وفي الحالات المتفاقمة يتم اجراء عملية جراحية يتم خلالها ربط المريء مع المعدة بطريقة تجعلها اشبه بصمام، ولكن معظم الحالات هذه تعالج بالأدوية.
Leave a Reply