بقلم: صخر نصر
من يتابع الشأن الاجتماعي للجالية في الولايات المتحدة بشكل عام وفي ميشيغن بشكل خاص يرى لعجب العجاب خاصة وإذا كانت على صفحات التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) حيث كل فرد يدلي بدلوه بدون رقيب أوحسيب، وأقول هنا رقيب، وأقصد به الرقابة الذاتية أو المجتمعية، ولا أقصد الرقابة المعروفة في بلداننا العربية.
منذ فترة قرأت في إحدى الصفحات عن مطلقة تقيم حفلا لمناسبة طلاقها رغم أن لديها عدة أولاد، والحقيقة لقد أذهلني الخبر فامرأة متزوجة ولديها عدد من الأولاد وتحتفل بطلاقها؟، قد يكون هذا مخالف للعرف الاجتماعي، فالطلاق موجود منذ الأزل وهو ابغض الحلال إلى الله، وهو ضروري أحياناً عندما تنعدم أية فرصة لإصلاح ذات البين بين زوجين جمعتهما مؤسسة الزوجية وأنجبا خلالها عددا من الأطفال وهنا الكارثة الحقيقية، فالأطفال هم من سيدفع ثمن تهور أحد أبويهما أو كليهما، فقد يكون أحد الأبوين قد أخل بميزان الأسرة، فبادر الآخر للقصاص منه وهدم أركان هذه المؤسسة وهدم معها نفسيات عدد من أطفال لا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا في كنف هذه الأسرة.
حفل لطلاق، سواء أقيم أم لم يقام، بكيد اوبدون، فهذه مسألة خاصة لاتعنينا، وإن ما يعنينا كأبناء هذه الجالية هو تماسك الأسرة العربية في المهجر فالأسرة الخلية المجتمعية الأولى والأهم للجالية، ونحن هنا لا نتحدث عن مجتمع يعيش في مدينة فاضلة بل عن مجتمع واقعي فيه الزواج والطلاق وحالات إجتماعية متنوعة، وإن كان أكثرحالات الطلاق شيوعا، هو ذلك الزواج الناتج عن مصلحة ،هدفها الحصول على الإقامة أو الجنسية من خلال الارتباط بشخص يحمل الجنسية الأميركية، وبعد الحصول عليها تبدأ علائم الفرقة والخلل الأسري ويصبح الطلاق مطلبا، لأحد الطرفين وربما لكليهما معا، ويدفع الأطفال ثمن ذلك غاليا.
ثمة أمر آخر لابد من الإشارة إليه، فالقانون الأميركي يمنح المرأة المطلقة نصف أملاك زوجها، على اعتبار أنها شريكة في كل شيء ما يدفع (بعض النساء) لطلب الطلاق والسعي بشتى (الوسائل) للحصول عليه طمعا بالمال، واستعدادا لبدء حياة أسرية جديدة من منطلق (الملاءة المالية) والثراء.
لقد حلل الله الطلاق للمسلمين، لكنه أبغضه إليه، وربما يكون حلا حينا، لكنه كارثة في معظم الأحيان، فالطفل الذي ينمو في أسرة مفككة لا تنتظروا منه أن يكون سويا في المستقبل، ولا تعتقدوا أن فقدان أحد الأبوين من الحياة العائلية يمر مرور الكرام على الأطفال.
جميعنا نعمل من أجلهم ولأجلهم، لينشأوا نشأة سليمة وليكونوا نواة اجتماعية سليمة وبناة حقيقيين للمستقبل الواعد. فلنحم أطفالنا بترابط أسري ووئام كما ربتنا مجتمعاتنا العربية على قيمها الفاضلة.
Leave a Reply