ديترويت – علي حرب
حين أنهى النائب ستيف توبوكمان ولايته الثالثة في مجلس النواب في ميشيغن عام 2008 بعد أن خدم ثلاث ولايات وهي المدة القصوى المسموح بها لتولي هذا المنصب، حث رشيدة طليب وكانت واحدة من مساعديه على الترشح لأخذ موقعه، وفي الإنتخابات الحالية خاضت طليب منافسة على مقعد السيناتور في مجلس شيوخ الولاية، وحثت الناشطة ستيفاني تشانغ على الترشح لخلافتها في مجلس النواب، وقد حققت تشانغ الفوز في الإنتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء الماضي، ومن المرجح فوزها بالمقعد في مجلس النواب بالإنتخابات العامة في نوفمبر القادم. وعقب إعلان فوزها ليل الثلاثاء جاءت وفريقها الى مقر طليب على أمل إقامة إحتفال مزدوج بالفوز، لكن ذلك لم يتحقق فلقد خسرت طليب أمام منافسها السيناتور الحالي فيرجيل سميث.
بفوز تشانغ وهي من أصول تايوانية تصبح أول إمرأة أميركية من جنوب شرق آسيا تدخل كونغرس الولاية، وستخلف بذلك طليب التي هي من أصل فلسطيني، والتي كانت بدورها خلفت توبوكمان الأميركي اليهودي، وقالت تشانغ لـ«صدى الوطن» «هذا يظهر أن الناس يريدون مسؤولين منتخبين أكفاء يبذلون كل ما في وسعهم بغض النظر عن خلفياتهم» ووصفت طليب بأنها ملهمة لها في كل خطواتها ولم يكن ممكنا إنجاز ما حققته بدون طليب.
كان لافتا عند وصول تشانغ الى مقر طليب في وسط ديترويت أن تعانقت المرشحتان وشوهدت دموع فرح تشانغ تنساب على خدها، فقد أظهرت النتائج الأولية تقدماً طفيفاً لطليب على سميث خاصة وأن هذا الأخير خسر نصف قاعدته الإنتخابية في أعقاب إعادة ترسيم الدوائر، في حين كانت طليب جديدة على 95 بالمئة من الناخبين في الدائرة التي ترشحت فيها، أضف إلى ذلك أن فيرجيل سميث هو نجل قاضي المحكمة الجوالة فيرجيل سميث سينيور، الذي كان نائباً عن الولاية، إذن كان منافس طليب إسماً له رنين.
عند منتصف الليل إندلع هدير البهجة والفرح في أوساط المؤيدين لطليب حين توقعت أسوشيتد برس فوز طليب، لكن توبوكمان نصح بالتريث في الإحتفال لأن أرقام الحملة لا تنطبق بالضرورة مع ما تعلنه وسائل الإعلام. وحقيقة الذي جرى أن طليب فازت في صناديق الإقتراع يوم الثلاثاء، ولكن أصوات الإقتراع الغيابي قلبت الموازين لصالح سميث، وبمجرد سماع نتائج فرز أصوات الناخبين الغائبين ساد جو من خيبة الأمل في أوساط المحتشدين حيث أصبح واضحا هزيمة طليب التي أقرت بها وغادرت المكان بعد معانقة بعض مؤيديها.
كتبت طليب رسالة الى مؤيديها الأربعاء قالت فيها «بالرغم من أننا فزنا بالتصويت أمس بفارق 500 صوت (6790 – 6292) إلا إننا فقدنا أصوات الناخبين الغائبين في ديترويت بهامش كبير وكانت النتائج غير الرسمية 11596 في مقابل 9742، وتعهدت طليب في رسالتها بالإستمرار في العطاء لأهالي الدائرة وقدمت الشكر لمؤيديها وهنأت سميث على الفوز. إلى ذلك قال مستشار حملة طليب أندرو غاديريس بأن طليب وفريقها بذلوا قصارى جهدهم وأضاف «لقد خضنا معركة شرسة مع واحد من رموز السياسة في المدينة» وقال غاديريس والذي قاد حملة طليب في 2012 بأننا فخورون بطليب والمتطوعين في حملتها والذين وصل عددهم الى 250 شخص، وهذا يعني أن طليب لاعبة سياسية من طراز رفيع.
Leave a Reply