ديربورن - ناتاشا دادو
احتشد أميركيون مسلمون أمام مبنى بلدية ديربورن يوم الإثنين الماضي لإدانة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» «داعش» على أعمالها المنافية للإسلام ولتكريم جميع ضحايا هذا التنظيم الإرهابي بمن فيهم الصحافي الاميركي جيمس فولي، بمشاركة واسعة من المسلمين الشيعة والسنة ورجال دين مسيحيين. وتحدث أمام الحضور الزميل أسامة السبلاني ناشر «صدى الوطن» فقال مخاطباً الرئيس الاميركي «سيد أوباما لا يمكنك محاربة «داعش» في مكان وتقديم الدعم لها في مكان آخر. الخزي والعار لكل من يساهم في سفك الدماء الذي نشهده في الشرق الأوسط. هذا «العنف الدموي» لا علاقة له بالإسلام. هذا لا علاقة له أبداً بالشيعة أو السنة. هذا له علاقة بتدمير المنطقة وقتل (أهلها) وتشريدهم ونهب مواردها». وأضاف السبلاني «الذي يجري ليس حرباً بين السنة والشيعة، فلا تدع أحداً يخدعك».
وأشار السبلاني الى جريمة إعدام الزميل الصحافي الاميركي فولي فقال «انه صحفي وأنا صحفي. انه أميركي وأنا أميركي. نحن نقف في هذا الوقت العصيب مع عائلته لأننا بشر أولاً واخيراً».
ورُفعت خلال المهرجان يافطة كبيرة كتب عليها «مسلمون ضد الإسلام». ونظم المهرجان القادة الدينيون المسلمون من «مجلس أئمة الجالية في ميشيغن».
الشيخ محمد علي إلهي، مدير «دار الحكمة الإسلامي» في ديربورن هايتس، ردد رسالة من الزعماء الدينيين المسلمين الآخرين تتعلق بداعش وتفيد أنَّ هذه المجموعة ليست إسلامية، واصفاً أعضاءها بأنهم «حفنة من رجال العصابات».
وأكدت الأميركية العراقية علياء الملا أنَّ القرآن الكريم لا يعلم الناس الإرهاب، والناس بحاجة إلى أنْ يتعلموا أكثر عن الإسلام وعليهم فعلياً قراءة القرآن. وإلى أنْ يتمعنوا فعلاً في قراءة القرآن، عليهم التمنُّع عن إطلاق الأحكام غير المنصفة بحق الإسلام.
داوود وليد، المدير التنفيذي لـ«مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية - ميشيغن» «كير» أوضح أنَّ «غالبية الناس الذين قُتلوا على أيدي الجماعات الإرهابية مثل «طالبان» و«القاعدة» و«داعش» كانوا من المسلمين، ومن قتل نفساً بريئة كأنما قتل الناس جميعاً». وأردف وليد «هذه هي تعاليم موسى وتعاليم عيسى ومحمد».
وقال ستيف سبريتزر، الرئيس التنفيذي لمنظمة «الطاولة المستديرة من أجل التنوع والشمول» إنَّ الإسلام هو دين السلام، مؤكدا ان جماعته وقفتْ مع المسلمين لأكثر من ٧٠ عاماً فنحن نعيش معكم ونحن نحبكم، ونحن صامدون معكم» حسب قوله.
وذكر الشيخ مصطفى الترك، الرئيس المشارك لمجلس «أئمة الجالية في ميشيغن» «إنَّ القتل الظالم المتعمد لفولي وقتل الأبرياء هو انتهاك للقرآن وتعاليم النبي محمد». وأردف أنَّ «داعش لا تمثل الإسلام أو المسلمين». وعلى مر السنوات نظم المسلمون في المنطقة مراراً مهرجانات واحتجاجات مماثلة لإدانة الجماعات الإرهابية التي تدَّعي تمثيل الإسلام. لكن معظم الأوقات لا تحظى هذه النشاطات بالتغطية الكافية من قبل وسائل الإعلام الرئيسية ولا تلقى اهتماماً وطنياً. وكان هذا التجمع واحداً من عدة تجمعات قام بها ناشطون ورجال دين من المسلمين لإدانة «داعش»، كما ساعد هؤلاء الناشطون الأميركيون المسلمون في تنظيم تظاهرة للمسيحيين العراقيين أقيمت الشهر الماضي.
وفي هذا الصدد قالت زينب حسين، وهي ناشطة إجتماعية وإحدى سكان مدينة ديربورن هايتس، إنَّ «داعش» ليس لها أية علاقة بالإسلام أو المسلمين مستغربة كل هذه الكراهية التي تصدر ضد الإسلام والمسلمين. وحول مشاركة قادة دينيين من المسيحيين والسنة والشيعة في المهرجان، قالت حسين «علينا مواصلة بناء ومد الجسور بيننا لتوطيد الأواصر الإنسانية بين البشر جميعاًò.
Leave a Reply