ديربورن – خاص «صدى الوطن»
إستطاع غابرييل داسيلفا غراتيفال (23) عاما، القادم من البرازيل للدراسة في جامعة «وين ستايت» خلال ستة أشهر على وجوده في ديترويت التعرف على المدينة والتي قال عنها: «ديترويت تولد من جديد فهي خارجة للتو من مخاض أزمة كبرى والفرص فيها هائلة للبناء والإزدهار في كل المجالات». غراتيفال واحد من 250 طالبا أوفدتهم الحكومة البرازيلية للدراسة في الجامعات الأميركية وهي مبادرة الأولى من نوعها بهذا الحجم تقدم عليها البرازيل، والجزء الأكبر من هذه الدفعة كان من نصيب جامعة «وين ستايت».
![]() |
طلاب أجانب خلال حفل التخرج في جامعة ميشيغن – أناربر |
وتشير التقارير إلى أن عدد الطلبة الأجانب الملتحقين في الجامعات الأميركية يصل حاليا الى أكثر من 750 ألفا موزعين على 118 مدينة كبرى ويرفد هؤلاء الإقتصادات المحلية بـ 24 مليار دولار سنويا، تحتل الصين المرتبة الأولى في عدد طلبتها الدارسين في الجامعات الأميركية وهؤلاء يشكلون خمسة وعشرين بالمئة من الطلبة الأجانب، تليها الهند وكوريا الجنوبية والسعودية، حيث بلغ عدد الطلبة السعوديين في العام الدراسي 2011 2012 أكثر من 70 ألفا في مختلف الكليات والمعاهد والجامعات الأميركية.
وقد أظهرت دراسة نشرت نتائجها حديثا بأن الجامعات في ثلاث مناطق في ميشيغن جاءت ضمن المراتب الثلاثين الأولى في جذب أعداد كبيرة من الطلبة الأجانب في الفترة من العام 2008 – 2012 وهي: «أناربر» في المرتبة الحادية والعشرين على المستوى الوطني وفيها (10400) طالب، و«ديترويت» في المرتبة الخامسة والعشرين ويدرس فيها (9200) طالب، وجاءت لانسنغ في المرتبة 29 ويدرس فيها (8500) طالب. وقالت الدراسة الصادرة عن معهد «بروكينغز متروبوليتان» لبرامج السياسات بأن هؤلاء الطلاب يساهمون بتعزيز الإقتصادات المحلية من خلال دفع رسوم دراسية مضاعفة مقارنة بالطلاب من داخل الولاية، إضافة الى نفقات السكن والمعيشة، وإن إجمالي إنفاقهم في منطقة ديترويت وحدها في السنوات الأربع وصل الى 70 مليون دولار.
وقال معد التقرير في معهد «بروكينغز» نيل رويز بأن سفر الطلبة الأجانب جوا من بلدانهم الى الولايات المتحدة إنما هو نوع من تعزيز سوق الإقتصاد العالمي، وأضاف: بأننا حين نفكر في التجارة العالمية يقفز الى أذهاننا تبادل البضائع، مع أن الناس هم المحركون للإقتصاد وهم الجسور التي تربط بين البلدان. وأكد رويز بناء على بيانات إستقاها من الحكومة الفدرالية بأنها منحت الإقامة لغاية 29 شهرا لـ 1400 من الطلاب الأجانب الخريجين من جامعات في منطقة ديترويت وأن 58 بالمئة من هؤلاء حصلوا على وظائف في ديترويت، وهي تاسع أعلى نسبة من نوعها على المستوى الوطني.حيث جاءت نيويورك في المرتبة الأولى.
وقال رويز «وجود الطلبة الأجانب في الحرم الجامعي لا يدعم الجامعات والإقتصادات المحلية وحسب وإنما يعزز شبكات تواصل الخريجين ويرجع بالفائدة على الطلبة الأميركيين أنفسهم».
وفي هذا السياق أكد أحمد عز الدين وهو نائب رئيس جامعة «وين ستايت» لشؤون التواصل التربوي والبرامج الدولية أن وجود الطلاب البرازيليين في حرم الجامعة يعزز التواصل الثقافي مع نظرائهم الأميركيين، وقال في حالة الطلبة البرازيليين فإنهم سيطلعون على ثقافتنا ونحن سنطلع على ثقافتهم، مع الإشارة الى أنهم يركزون على دراسة العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة، وهذا ما أوضحه رويز في دراسته حيث أشار إلى أن معظم الطلاب الأجانب يدرسون هذه المواد، مؤكدا أن ثلثي الطلبة الأجانب يدرسون هذه المواد العلمية والتكنولوجية إضافة الى إدارة الأعمال والتسويق، مقارنة بـ 48 بالمئة لنظرائهم الأميركيين.
Leave a Reply