صخر نصر
عاد أبناؤنا الطلبة إلى مقاعد الدراسة يوم الأربعاء الماضي في بداية عام دراسي جديد بعد عطلة صيفية طويلة.
وما إن قاربت الساعة الثامنة صباحا حتى توقف المرور تماما في الشوارع القريبة من مدرسة اللوري، ولأني مثل غيري من سكان الحي رافقت ابني الصغير إلى المدرسة كالعادة مشيا على الأقدام، ورغم الشروط التي وضعها ابني الأصغر المدلل للذهاب في اليوم الأول كان أهمها بالنسبة له أن آخذه بالسيارة وهذا الشرط لم أكن لأحققه لسببين، الأول أن المدرسة قريبة جدا من بيتنا، إذ لاتتعدى المسافة الألف قدم (ثلاثمائة متر)، والسبب الثاني أن الطقس جميل والذهاب مشيا أفضل لي وللطفل.
استغرقت المسافة عدة دقائق ولم تتحرك السيارات من مكانها، وصلنا إلى المدرسة قبل السيارة التي كانت تنتظر في الرتل، كان الأولاد مجتمعين قرب الباب الرئيس للمدرسة، بعضهم يلتقط الصور التذكارية لأبنائه قرب اللوحة الإكترونية التي ترحب بالأطفال في يومهم الدراسي الأول، في حين ترك بعضهم سيارته لتعرقل حركة السير ودخل المدرسة للإطمئنان على ابنه ودخوله الصف، وليس هذا فقط فقد استغلت بعض النساء الفرصة بعد أن أدخلن أولادهن إلى الصفوف لتبادل الأحاديث الودية مع صديقاتهن في الشارع وقد تركن سياراتهن مركونة بشكل مناسب أو غير مناسب قرب المدرسة.
كل هذه الأسباب مجتمعة خلقت فوضى مرورية، والمشهد يتكرر كل يوم، فالأسر تصر على إيصال أبنائها بالسيارات إلى المدارس، رغم قرب المسافات من البيت إلى المدرسة وهذا أمر طبيعي، لكن الطفل بحاجة إلى الحركة لكي يدخل الصف بعد أن يكون قد مشى قليلا ونشط ذهنه وجسده، فالجو لطيف والحرارة مقبولة ولسنا في موسم الشتاء والبرد والثلج والجليد حيث يصعب التنقل مشيا إلى جانب الخوف من تزحلق الأطفال على الطرق المجمدة.
في الماضي كان الذهاب إلى المدرسة مشيا بمثابة حصة رياضة، يقفز خلالها الأولاد ويلعبون ويركضون ويشكلون صداقات فيما بينهم، فغالبا ما يترافق الأولاد في الطريق المدرسة ويبقوا أصدقاء مدى الحياة، فهذه إحدى سمات الطفولة، صحيح أن الزمن تغير، لكن هذا لا يعني أن ثوابت الحياة تتغير، ومن الضروري أن نتقدم خطوة تجاه أطفالنا الذين تشغلهم الألعاب الالكترونية أكثر ما تشغلهم دراستهم و حركتهم.
ومن هذا المنبر نناشد الأهل أن يتخلوا قليلا عن سياراتهم في ايصال أبنائهم الى المدرسة وليرافقونهم مشيا فالمسافة ليست بعيدة وهي بالمناسبة حركة رياضية مفيدة لأحد الأبوين، أبا كان أم أما، فالرياضة الصباحية ضرورية جدا فليكن إيصال الطفل إلى المدرسة بمثابة تمرين رياضي صباحي، ولا داعي للإنتظار والبحث عن مكان نركن فيه السيارة، على الأقل قبل حلول موسم الثلج.
Leave a Reply