ديربورن – ناتاشا دادو
لا يزال فيد أونزوركي وهو صاحب محطة للوقود في ديترويت مشغولا بالتخلص من 14 مخالفة تلقاها من ضباط الشرطة في ديترويت ليتمكن من تجديد الترخيص، وقال إن الشرطة حررت له في يوم واحد ست مخالفات لعدم تجديد رخصة مزاولة العمل التجاري في المحطة من قبل البلدية، رغم أنه كان بحوزته رخصة من الولاية، وحرّرت لعماله مخالفتين ليصبح عددها ثماني مخالفات وبعد أسبوع من ذلك تلقى أونزوركي ست مخالفات أخرى عن نفس القضية وهو في منزله.
اجتماع أصحاب محطات الوقود العرب الأميركيين في ديترويت |
و يسأل أونزوركي عن السبب في تلقيه ست مخالفات إضافية لنفس القضية وفي وقت قصير، و أعرب عن الإحباط تجاه هذه المسألة في إجتماع عقده أصحاب محطات الوقود العرب الأميركيين لمناقشة مسائل تتعلق بمشروع المنارات في محطات الوقود والدوريات المجتمعية والتراخيص، مساء الأربعاء في فندق دوبل تري في ديترويت، والذي كان من المقرر أن يحضره قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ الذي تغيب لسوء الأحوال الجوية. و أعرب شاكر عون رئيس لجنة «تراي كاونتي بزنس» المسؤولة عن تنظيم الإجتماع الذي حضره خمسة وستون من أصحاب الأعمال عن امتعاضه لهذا التغيب وقال :هل يعرف كم كان صعبا علينا جمع هذا العدد من أصحاب الأعمال؟ ليتغيب عنه قائد الشرطة بسبب سوء الأحوال الجوية، إنه لأمر مهين … مضيفاً: في المرة القادمة ربما أعتذر عن الدعوة لهذا الإجتماع وحينها تصبح قضية.
وقال أونزوركي «لقد صدرت بحقي مذكرة توقيف على خلفية المخالفات» وأضاف «حين تذهب إلى المحكمة بكل هذه المخالفات سيحال بعضها إلى محاكم مختلفة ويزداد الأمر تعقيداً».
هذا وقد طرح أصحاب الأعمال العديد من المشكلات أمام «كوماندور» شرطة ديترويت «تود باتيسون» و أكدوا بأنها لن تجد طريقها نحو الحل، مثلها في ذلك مثل المشكلات السابقة. من جهته قال باتيسون بأنه يعرف أن الضباط الذين أصدروا كل هذه المخالفات لأونزوركي خلقوا مشكلة لا داعي لها، حينذاك تدخل عون قائلا: بما أنك تعرف هؤلاء الضباط ونحن نعرفهم لماذا لم تحضرهم هنا ليقولوا لنا ما السبب وراء فعلهم هذا؟.
فرد باتيسون بالقول :الضباط لم ينتهكوا القانون بإصدار تلك المخالفات وإنما أخطأوا بتحريرها، وأضاف: هذه مسألة متعلقة بالكفاءة والتدريب فبعض هؤلاء الضباط كانوا يظنون أنهم يفعلون الصواب بتحرير تلك المخالفات.
وقال أصحاب أعمال بأنهم يتلقون المخالفات لعدم تجديد الترخيص وبعد أن يدفعون غرامة المخالفة يأتي الضباط مرة أخرى ويحررون لهم مخالفات جديدة لعدم تجديد الترخيص، مع أنهم يكونون بإنتظار قدوم مفتشي البلدية والذين عادة ما يتأخرون، وقالوا إنهم تقدموا بطلبات ترخيص من البلدية وانتظروا أشهرا عدة قبل قيام البلدية بإصدار هذه التراخيص. فارس محمد هو الآخر صاحب محطة وقود دفع فاتورة مخالفة عدم الترخيص ومن ثم سجلت له مخالفة أخرى للسبب نفسه وعن ذلك قالåقال لي الضابط أنا مخول أن أصدر لك مخالفة كل يوم, فقلت له: كل يوم؟ قال نعم، لأنك تمارس عملك دون ترخيصò، محمد لديه ثماني مخالفات حتى الآن، دفع غرامة واحدة وأسقطت إثنتان ووكل محامياً للتعامل مع المخالفات الأخرى. وأضاف محمد åليس بإمكانك الحصول على الترخيص دون إجتياز مرحلة التفتيش وهذه بيد المفتش الذي ربما يتأخر في المجيء أو يكون مشغولاً بأعمال أخرى، وفي هذه الحالة عليك إنتظار الضباط ليأتوا إليك ويصدرون بحقك المزيد من المخالفاتò.
وكانت صحيفة «صدى الوطن» قد نشرت تقريرا في أيار (مايو) الماضي نوهت فيه الى أن رئيس البلدية مايك داغن بصدد تشكيل لجنة للنظر في تطوير آليات إصدار الرخص ومسائل أخرى متعلقة بالأعمال الصغيرة. ويرى البعض أن مدير الطوارىء المالية كفين أور والذي يشرف حاليا على دائرة الشرطة هو من أعطى الضوء الأخضر للضباط لترويج إصدار المخالفات بهدف رفد خزينة البلدية المفلسة.
وقال باتيسون «لا ينبغي اصدار عقوبتين لنفس المخالفة في يوم واحد، وعليهم قبل تحرير مخالفة عدم الترخيص الإتصال بدائرة التراخيص لمعرفة ما إذا دفعت التذكرة السابقة أم لا». من جانبه قال محمد «ليس بمقدوري دفع جميع فواتير المخالفات في يوم واحد، إذ أن كل واحدة يلزمها إجراءات منفصلة. وقال غسان حوراني وهو صاحب محطة للوقود في ديترويت بأن الجري وراء دفع فاتورة المخالفة أصبح يستهلك من وقت أصحاب الأعمال, مؤكدا أن التخلص من بعض المخالفات يلزمه أشهراً».
يذكر أنه تم في الإجتماع المذكور التطرق للزيادات الطارئة في الرسوم المفروضة على أصحاب الأعمال ومنها رسوم دائرة الإطفاء التي قفزت من 600 دولار سنويا إلى 1500 دولارفي الوقت الحالي. وعلق باتيسون على ذلك بالقول «لستم الوحيدين الذين تعانون من هذه الزيادة، فهذه مسألة أضحت تشل النمو الإقتصادي في مدينتنا» وتعهد بحل هذه الإشكاليات التي يعاني منها أصحاب الأعمال في المدينة والعمل على إستعادة الثقة بضباط الشرطة. وقال عصام زهر: «المشاكل تفاقمت مؤخراً في ما يتعلق بالتراخيص وكانت سابقا أكثر يسرا» وأضاف «إن العديدين من أصحاب محطات الوقود في ديترويت يعملون هنا منذ عقود والآن أصبحوا يفكرون في نقل أعمالهم إلى مدن أخرى نتيجة كثافة المخالفات وتعقيدات التراخيص وإنتشار الجريمة».
وقال أسعد محيسن وهو صاحب محطة للوقود «عامل محطتي إتصل على 911 للإبلاغ عن حادثة إطلاق نار وجاءت سيارة الدورية بعد ساعة ونصف، حتى أن الضابط لم يكلف نفسه بالنزول وإكتفى بالسؤآل: هل حقا تعرضتم لإطلاق النار؟ رد عليه العامل: لا هل كنا نمزح معكم؟!!».
Leave a Reply