صخر نصر
خمسة أيام بالتمام والكمال لم تتحرك أي من الآليات التي كانت تنفذ مشروع صيانة شارع
«الهارت ويل» فبعد أن قام العمال بحفر الجهة اليسرى على الشارع الممتدة من الجنوب حتى «وارن» هدأت الحركة تماما، وجثمت الآليات فـي مكانها كاستراحة المحارب ولم يسمع لها صوت، وهكذا بدأت الأتربة تسلل عبر فتحات النوافذ المتناثرة من تحت عجلات السيارات المنطلقة فـي كل الاتجاهات وصار الغبار نوعا من المعاناة اليومية التي طالت كثيرا من البيوت الواقعة على الشارع مباشرة، ونخشى أن تستمر إلى ما بعد موسم الثلوج، فكل شيء بات جائزاً فـي ديربورن بعد تجربة انقطاع التيار الكهربائي المريرة التي تحدثنا عنها الأسبوع الماضي.
لاندري الأسباب التي أدت الى توقف العمل، فلا أعاصير ضربت المكان، ولارياح عاتية هبت، ولا أمطارا غزيرة هطلت، فالعمل كان يسير بوتيرة عالية، وفجأة توقف كل شي، ولم يبق سوى الغبار شاهدا على الحفر والطمر، وبقيت الحفر، لاسيما فـي القسم الجنوبي والأتربة على حالها، والأخطر من ذلك كله الحفر الكبيرة التي بقيت دون ردم قرب ممرات المشاة وأماكن لعب ولهو الأطفال وبقيت البراميل الصفر والبيض تملأ المكان، فـيما الزفت وبقية المشروع عصيا على الظهور فـي «الهارت ويل» بانتظار معجزة أو ما شابه.
ولعله من المفـيد التذكير بمشروع صيانة شارع «شيفر» والذي بدأ فـي الأسبوع الأول من آذار وقد مضى على بدء التنفـيذ أكثر من ستة أشهر ولا يزال نصفه معطلا قيد التنفـيذ فـيما يعاني مستخدمو الطريق أشد المعاناة من الإزدحام المروري على الشق المتبقي منه والذي لايزال «على الهيكل» بدون قميص إسفلتي، وربما بدون بنية تحتية.
إذا كان مشروع صغير كهذا يحتاج الى نصف سنة، ولم ينجز، فكيف الحال إذا ورطت بلدية ديربورن نفسها وقامت بتنفـيذ مشاريع خدمية أخرى لا تقل إلحاحا عن «شيفر وهارت ويل» وربما تحتاج البلدية إلى سنوات لتنفـيذ مشروع أكبر قليلا من هذين الشارعين الحيويين هذا إذا ما تناسينا مايجري بمشروع «غرين فـيلد» والشوارع الأخرى التي تحتاج إلى صيانة عاجلة، وبانتظار حلول الشتاء وقدوم الثلج ليتوقف كل شيء، كي ترتاح الضمائر.
وربما مفـيد تذكير البلدية بأنها لا تتريث أبدا فـي جباية الضرائب من السكان، فالأموال بالنسبة لها أولوية يجب تحصيلها فورا، أما تنفـيذ المشاريع فعلى ما يبدو أنها مسألة قابلة للنقاش والتسويف.
Leave a Reply