ناتاشا دادو وخليل رمَّال
بعد مخاضٍ عسير تطلَّب عقد العديد من الإجتماعات والمناقشات والمداولات والاستفتاءات والاستئناس بآراء الخبراء وقيادات وفعاليات الجالية العربية الأميركية وبعد المقابلات مع المرشَّحَيْن لأعلى منصب تنفـيذي فـي ولاية ميشيغن، قررت اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي «أيباك» اتخاذ القرار ربَّما الأصعب فـي مسيرتها السياسية، والذي وُصف بالتاريخي، بدعم المرشَّح الديمقراطي مارك شاور لمنصب الحاكم ضد خصمه الجمهوري الحاكم الحالي ريك سنايدر وذلك فـي المأدبة السنوية السابعة عشر التي أقامتها، مثل عادتها فـي كل عام قبل موسم الإنتخابات، يوم الأربعاء ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) فـي قاعة «نادي بنت جبيل الثقافـي الاجتماعي» فـي مدينة ديربورن، بحضور حشد إعلامي وسياسي وجماهيري لافت.
وكرَّمت «أيباك» خلال الحفل أيضاً عميد مجلس النواب الاميركي جون دينغل الذي أعلن تقاعده بعد خدمة هي الأطول فـي تاريخ الكونغرس (٥٩ سنة) كما كرمت عضو مجلس الشيوخ الأميركي ورئيس لجنة القوات المسلحة فـي مجلس الشيوخ كارل ليفـين المتقاعد ايضاً، ورئيس بلدية ديترويت الجديد مايك داغن بالاضافة إلى داود وليد، المدير التنفـيذي لمجلس «العلاقات الإسلامية الأميركية فـي ميشيغن» (كير).
وكان قرار «أيباك» بدعم شاور تاريخياً بامتياز بسبب تأجيله مرَّتين الى أنْ تم التصويت عليه خلال الحفل وبعد استفتاء آراء المشاركين، وقبل أسبوعين فقط من يوم الحسم الإنتخابي. وكانت «أيباك» قد قررت تأجيل قرارها بشأن منصب حاكمية ميشيغن الى ليلة الحفل السنوي، فـي حين اصدرت لائحة الدعم للمرشحين لمناصب مختلفة قبل اسبوعين من المأدبة السنوية. وجاء هذا القرار لأهميته وبسبب صعوبة الخيار وتقارب الأرقام بين المرشحين فـي استطلاعات الرأي مما دفع بالمسؤولين فـي اللجنة لإستغلال المأدبة السنوية كفرصة لإستفتاء آراء المشاركين فـي الحفل وهم من النشطاء وقيادات الجالية قبل الشروع فـي تصويت أعضائها لإختيار المرشح لمنصب حاكم الولاية. وربما يشكل التقارب بين المرشحين فرصة أخرى ثمينة للناخب العربي الاميركي لكي يعدِّل كفَّة أحد المرشحيَن فـي يوم الإنتخابات فـي 4 تشرين ثاني (نوفمبر) القادم. لذلك أرادت اللجنة أنْ تختار بعناية شديدة من يمكن أنْ يخدم قضايا جاليتنا ويمثِّل مدينتنا وولايتنا التي أصبحنا جزءاً منهما وأصبحتا جزءاً منا. كذلك يتضمن القرار الوقوف فـي وجه شاغل حالي للمنصب .
وتم خلال الحفل توزيع لائحة إنتخابية على كل طاولة عليها مربعات تحت إسم كلا المرشحين لإختيار واحد منهم او العزوف عن التصويت بوضع اشارة على مربع تحت عنوان «غير مقرر»، ومن ثم تم جمع الأوراق من قبل متطوعين وذلك لفرزها فـي محاولة لمساعدة أعضاء «ايباك» فـي تحديد دعم أي من المرشحين. ولقد جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح المرشح الديمقراطي مارك شاور باغلبية ساحقة.
وبعد الحفل صوَّت أعضاء اللجنة على تأييد المرشح مارك شاور لمنصب الحاكم، الذي حضر الحفل من بدايته وحتى نهايته.
يُذكَر انه وفقاً لرئيس «أيباك» علي حمود، عندما بدأت اللجنة عملها فـي عام ١٩٩٨كان عدد الناخبين المسجلين فـي ديربورن ٨٥٠٠ وبلغ حالياً ٢١٦٥٠ مقترعاً.
وكان الحاكم ريك سنايدر قد طلب أيضاً دعم اللجنة وخضع لنفس روتين فحص سجله العام وللمقابلة الشخصية مع أعضاء اللجنة. ولم يتمكن سنايدر من حضور المأدبة شخصياً ولكنه أوفد لتمثيله فـيها والتحدث بالنيابة عنه مايكل زيمر، مدير «دائرة التراخيص والشؤون التنظيمية» فـي الولاية.
إلا أنَّْ شاور كان حاضراً وألقى كلمة حول قيامه بالمساعدة فـي معركة إنقاذ صناعة السيارات عندما كان عضواً فـي كونغرس ميشيغن، كما تحدث عن عمله فـي وكالة غير ربحية يعمل فـيها أكثر من ٢٠٠ موظف كان هو يديرها، تُعنى بإيصال الخدمات المقدمة لأطفال ما قبل السن الدراسية، والتعليم فـي مرحلة الطفولة المبكرة، والمواطنين الكبار مع تقديم الموارد مثل «وجبات على عجلات» (meals on wheels) وتوفر المصادر المالية للأسر المحتاجة للصمود خلال الاوقات الصعبة.
المرشح الديمقراطي لحاكمية ميشيغن مارك شاور يلقي كلمته عدسة: عماد محمد |
وردَّد شاور «إنَّ اقتصاد خصمي قد يعمل لصالح البعض، ولكنه لا يعمل لصالح معظم سكان ميشيغن بما فـي ذلك الناس فـي هذه القاعة، الذين يعملون بجد كل يوم لإعالة أسرهم، ولا يحصلون على قسطهم العادل»، مضيفاً أنه عندما يصبح حاكما لميشيغن سيخفض الضرائب المفروضة على الطبقة الوسطى، ويعيد الائتمان الضريبي على الطفل وعلى ضريبة الدخل المكتسب والضريبة على رواتب نهاية الخدمة ويعكس التخفـيضات الكبيرة التي فُرضت على المدارس فـي ميشيغن. وأردف يقول انه كحاكم سيعتبر التعليم العام الأولوية رقم واحد عنده.
واستطرد «وكذلك كحاكم سوف نتأكد من أننا نفـي بواجبنا الأخلاقي، وبحماية أرضنا وهوائنا ومياهنا من شركات مثل «سيفرستال» حتى لا تُعطى تفويضاً مجانياً بالقيام بتلويث الهواء الذي يتنفسه أطفالنا. كما لا ينبغي أن يضع الاطفال الذين يعيشون فـي الطرف الجنوبي من مدينة ديربورن جهاز التنفس على أنوفهم عندما يذهبون إلى الفراش فـي الليل. ولا يجب أنْ يقلق الآباء من أنَّ أطفالهم سوف يُصابون بالربو لأن الساسة فـي لانسنغ يحمون شركة صناعية كبيرة وجماعة مصالح خاصة ويفضلونهما على الصحة العامة لأطفالنا».
ووعد شاور أنه سيتأكد من أنْ تعكس إدارته التنوع فـي ميشيغن وذلك من خلال مشاركة العرب الأميركيين فـي حكومة الولاية وأكد «لدي إحترام هائل للمساهمات التي قدمتها الجالية العربية لولايتنا، والتي يقدمها يومياً كل واحد منكم. وعندما أصبح حاكماً «إن شاء الله» (قالها باللغة العربيَّة) سوف أتأكد من أن كل شخص منكم فـي هذه الغرفة هو شريك فـي القرارات التي تؤثر فـي مجتمعكم وجاليتكم».
أما زيمر ممثل سنايدر فتطرق إلى «التقدم الذي حققته إدارة سنايدر وتضمن العمل مع الديمقراطيين بشأن تشريع ثنائي من الحزبين» وقال إنَّ سنايدر «تمكن من معالجة عجز متوقّع فـي الموازنة بقيمة ١،٥ مليار دولار فـي السنة الأولى من ولايته، وزاد نفقات التعليم من الحضانة حتى الصف الثاني عشر بنسبة مليار دولار ودعم فكرة جعل ميشيغن ولاية صحية، من خلال اعتماد بنود «أوباما كير» التي وسعت العناية الطبية الحكومية «ميديكيد» فـي ميشيغن واحتضن المهاجرين». كما تحدث زيمر عن قضية إفلاس بلدية ديترويت وأعرب عن تفاؤله بخروجها من الإفلاس الى فضاء مفتوح على التقدم والإزدهار.
التكريم
وقدمت نائب رئيس اللجنة المحامية زينة الحسن المكرَّمِين بشكل عام فقالت «نشكر المكرمين الليلة لأنهم ساهموا فـي تقدم جاليتنا ومدننا وبلدنا من خلال تضحياتهم وعملهم الدؤوب، وهم داود وليد، المدير التنفيذي لـ»كير- ميشيغن»، لنشاطه فـي مجال الدفاع عن حقوقنا المدنية والإنسانية، ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن لالتزامه بتقدم وإزدهار مدينة ديترويت فـي مواجهة الكثير من المحن والمصاعب المالية والإجتماعية، وعضو مجلس الشيوخ الأميركي المتقاعد كارل ليفـين لدعمه الثابت للرجال والنساء فـي قواتنا المسلحة من الذين يخدمون هذا البلد، وعميد الكونغرس الأميركي المتقاعد أيضاً جون دينغل لمسيرته العامة العابرة للحزبية قرانة ٦٠ عاماً». وأضافت الحسن «أنهم جميعا أحدثوا التغيير «الذي شجع كل واحد منا على المشاركة والانخراط (فـي العملية السياسية)».
رئيس بلدية ديترويت مايك داغن |
وعرَّف القاضي ديفـيد ألين من محكمة دائرة مقاطعة «وين» الثالثة، بالسناتور كارل ليفـين. ثم تحدث السناتور المتقاعد فقال «أريد أن أشكر «ايباك» لمشاركتها فـي صنع هذا البلد ليكون اتحاداً أكثر كمالاً. هذه المنظمة، «أيباك»، كل دأبها هو العدالة وأنا أعرف أني سوف أنام جيداً جداً إذاخلَفَني غاري بيترز فـي مجلس الشيوخ الأميركي لأنه قادر على الاستمرار بنهوض بلدنا وتقدمها واشكر »ايباك» على دعمها لبيترز فـي هذه الانتخابات المفصلية».
وتلاه عضو الكونغرس غاري بيترز، الذي يطمح لاحتلال مقعد ليفـين ضد المرشحة الجمهورية أمينة سر سكرتارية ولاية ميشيغن السابقة تيري لين لاند، فناقش أهمية تمرير قانون إصلاح شامل للهجرة وقال «أيباك هي منظمة كبيرة تقوم بعمل رائع فـي تمكين الناس والتأكد من ان أصواتهم مسموعة». وقال بيترز عندما اصل الى مجلس الشيوخ ونربح المعركة الإنتخابية بفضل دعمكم سنكون على تواصل دائم لمعالجة المشاكل التي تواجه جاليتكم. واعرب بيترز عن فخره بانه يمثل أكبر تجمع للعرب الأميركيين خارج العالم العربي شاكراً ومنوهاً بالمساهمات البناءة للجالية فـي نهضة الولاية إقتصادياً وإثراء تنوعها الثقافـي.
تحية عاطفـية لجون دينغل
وقدم ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني «العميد» جون دينغل فـي كلمةٍ مؤثرة تعبر عن وفاء الجالية العربية لهذا الرجل الذي وقف معها فـي السراء والضراء.
وقال السبلاني «أنا أحب هذا الرجل، جون د. دينغل. لقد أيد كل قوانين الحقوق المدنية، وصوت ضد الحرب على العراق ووقف معنا جنباً إلى جنب عندما حلَّتْ أيام صعبة على هذه الجالية وعندما ارتأى بعض السياسيين الآخرين التخلي عنا علناً، أبى الا ان يكون معنا. ومع انه سيترك الكونغرس لكنه سيكون دائما جارنا، ومعلمنا، وملهمنا، والمستمع لنا، والأهم من ذلك سيبقى صديقنا العزيز وجزءاً كبيراً من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا». وتابع الزميل السبلاني كلامه بالقول «خلال مسيرة دينغل فـي ٥٩ سنة فـي الكونغرس كان مدافعاً بلا هوادة من اجل إصلاح نظام الرعاية الصحية وبطلاً للبيئة من خلال تقديم مشاريع قوانين مثل قانون «المرضى قبل الربح» وقانون «شرعة حقوق المريض» ورعاية قانون «محاسبة الملوثين للبيئة».
السبلاني مقدماً جائزة تكريمية لعميد مجلس النواب الأميركي جون دينغل |
وأحاط العديد من الحضور بجون دينغل عندما سار لتسلم جائزة تكريمه وكانت له كلمة مؤثرة أيضاً جاء فـيها «المسير إلى هذه القاعة كالسير إلى الفردوس ..بل هو شرف عظيم لزوجتي ديبي وأنا ان نأتي إلى هنا وأن تتاح لي الفرصة (لرؤيتكم). أشكركم على هذه الجائزة. أشكركم أكثر على صداقتكم وعلى تمني الخير لنا ولا توجد وسيلة كافـية للتعبير عن مكنونات امتناننا لطيبتكم»، فـي اشارة الى الجالية العربية والعديد من قادتها ونشطائها.
وأضاف دينغل مخاطباً الحضور «شكراً لكم جميعاً لصداقتكم. شكراً لكم جميعاً على مشاعركم الخاصة بنا. شكراً لكم جميعاً على الحب الخاص لنا. شكراً لكم جميعاً على ما قمتم به لمساعدة زوجتي ديبي. لقد تركت لكم خليفة متميزة، وهي امرأة ذات سحر عظيم وجمال وستخدم الكونغرس ممثلة للدائرة الانتخابية الـ١٢بخدمة متميزة ومسؤولة».
وختم دينغل «أنَّ وجود الصديق اسامة السبلاني كمرشد ومعلم وصديق، زاد من خبرتي وأثرى حياتي».
وقدم المحامي أمير مقلد عضو «ايباك» درعاً تقديرياً للناشط داود وليد وأثنى عليه لدفاعه بلا هوادة عن المساواة والحقوق المدنية للمسلمين.
ثم قدم الرئيس السابق لـ«ايباك» المحامي عبد حمود درعاً تقديرياً لرئيس بلدية ديترويت مايك داغن ، فقال ان «ايباك» دعمت داغن فـي أول ترشيح له لمنصب مدعي عام مقاطعة «وين» وعندما كانت اللجنة فـي السنوات الأولى من عمرها.
وأضاف حمود «واليوم بعد ١٥ عاماً نحن نمنحك هذه الجائزة التقديرية ليس فقط بسبب الإنجازات التي حققتها حتى الآن لهذه المنطقة ولهذه المدينة ولهذه المقاطعة، ولكن لأمور مستقبلية نحن نعرف انك تنوي القيام بها».
وحضر المئات الحفل بما فـي ذلك العديد من قادة الجالية والمسؤولين المنتخبين وشخصيات مثل الرئيس السابق لشرطة ديترويت وورن إيفنز، وهو مرشح فـي سباق محافظ مقاطعة وين ومدعوم من «أيباك»، والمدعية العامة لمقاطعة «وين» كيم ورثي، وديبي دينغل، وعدد كبير من القضاة ورؤساء البلديات والنواب فـي كونغرس الولاية، والمرشحين المدعومين من «ايباك» لمناصب مختلفة، وقنصل لبنان العام فـي ديترويت بلال قبلان والمحامي مارك توتن، المرشح لمنصب المدعي العام فـي ولاية ميشيغن.
ودعمت «أيباك» المرشحين المؤهلين للمجلس التربوي فـي ديربورن بما فـي ذلك المحامية ورئيسة «أيباك» السابقة مريم سعد بزي وغنوة كركبا والدكتور مايكل ميد. وهناك أكثر من ١٣٠٠٠ من الطلاب العرب الأميركيين الذين يحضرون مدارس ديربورن العامة. وقد اختارت اللجنة من تعتقد أنهم سوف يمثلون مصلحة جميع الطلاب فـي المنطقة التعليمية.
وقال رئيس «ايباك» المحامي علي حمود «لدينا رئيسة سابقة، مريم سعد بزي كانت هنا لتوها تعمل بشكل دؤوب من أجل هذه الجالية وهذه اللجنة. وبالنيابة عن «أيباك» كلها والجالية هنا الليلة نشكرك على استمرار قيادتك ورياديتك».
كما دعمت «ايباك» زينب حسين المرشحة لعضوية «مجلس مدارس كريستود فـي ديربورن هايتس»
Leave a Reply