ليلة الأربعاء الماضية أعرب كبار القادة السياسيين فـي ولاية ميشيغن، عن تقديرهم واحترامهم للجالية العربية الأميركية من خلال حضورهم والتحدث فـي العشاء السنوي السابع عشر للجنة العربية الأميركية للعمل السياسي «أيباك». الجميع شاركوا وأثنوا على جاليتنا، من زعماء الكونغرس الأميركي إلى المرشحين على المستوى المحلي والميشيغاني، إلى رؤساء البلديات والقضاة ونشطاء من جميع أنحاء الولاية كلهم جاؤوا من كل حدبٍ سياسي وصوبٍ جغرافـي ليشكِّلوا تظاهرة سياسية وشعبية عربية أميركية حاشدة جعلت المراقبين يعترفون أنَّ الجالية العربية بلغت سن الرشد السياسي.
ومنذ بداية انطلاقة اللجنة قبل ١٧ عاماً، نمت «أيباك» واكتسبت مصداقية حقيقية جنباً إلى جنب مع مجتمعنا وجاليتنا ووضعت مصالح الجالية فوق كل الاعتبارات، فأصبحت مقصدا للمرشحين الساعين للحصول على الصوت العربي الأميركي. وبالتالي، فإن نجاح «أيباك» هو مظهر من مظاهر النمو لدينا ومؤشر لقوتنا السياسية فـي الولاية التي تضم أكبر تجمع للعرب الأميركيين.
فالمساهمات العربية فـي الولاية، خصوصاً فـي مجال الأعمال التجارية والخدمات الاجتماعية، واضحة للعيان ولا جدال حولها. لكن السياسة هي جبهة جديدة علينا القيام بتطويعها وباب السياسة يمكن أنْ يطرقه الجميع، أما مفتاح دخوله فهو التصويت والتمويل. التصويت وتنظيم الصفوف هما وسيلتان لتمكين جاليتنا ومجتمعنا فـي كافة المجالات وكسب إحترام الآخرين وتثبيت موقعنا كشركاء فـي عملية صنع القرار.
وعندما يحضر زعماء كبار من أمثال عميد مجلس النوَّاب الأميركي جون دينغل والسيناتور كارل ليفـين وعضو الكونغرس غاري بيترز وممثل الحاكم ريك سنايدر والمرشح لمنصب الحاكم مارك شاور ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن، ويتناوبون على الكلام مشيدين بجاليتنا ومعترفـين ومسلِّطين الضوء على إنجازاتها كل ذلك فـي ليلة واحدة، فهي شهادة على مدى الأهمية التي أصبحت تكتسيها جاليتنا واسهاماتها الكبيرة فـي إزدهار هذه المنطقة.
ولكن هذه المظاهر والعروض المعبِّرة عن المودة والاحترام لجاليتنا، والتي إستفاضت مساء الأربعاء، لن تكتمل بل ستزول وتضمحل اذا لم نعرف كيف نحافظ عليها من خلال الخروج والإقبال على أقلام الاقتراع يوم الإنتخاب وممارسة حقنا وواجبنا فـي التصويت وتحمُّل المسؤولية فـي ٤ تشرين الثاني (نوفمبر).
لقد اكتسبت «أيباك» أهمية استثنائية بسبب قدرتها على تعبئة الناخبين. ولكن إذ الزمنا المنازل يوم الانتخابات، فسوف تتقلص منظمات مجتمعنا السياسي والاجتماعي والمدني، إلى جانب انحلال وذهاب الرصيد والنفوذ السياسي الذي جمعناه طيلة سنوات النضال والصمود الطويلة.
وكما فـي كل عام على مدار العقود الثلاثة المنصرمة، ستعلن «صدى الوطن» فـي عددها الأسبوع المقبل، لائحة دعمها لأهم السباقات المتنافس عليها فـي هذا الموسم الانتخابي. كما ستستمر جريدتنا فـي اعتماد لوائح دعم «أيباك» بسبب شفافـية اللجنة والجهود الإستثنائية التي تقوم بها فـي البحث والاستقصاء ومقابلة كل مرشح يطلب دعمها والتزامها قضايا الجالية.
صوتك فـي غاية الأهمية لا يجب التفريط فـيه أو الإستهانة به، لا تخذل جاليتك. إننا ندعوك إلى ممارسة حقك فـي التصويت يوم ٤ نوفمبر.
Leave a Reply