المرشحان الساعيان لأعلى منصب تنفـيذي فـي الولاية لا يمكن أن يكونا أكثر اختلافاً.
الأول: هو الحاكم الجمهوري ريك سنايدر، رجل الأعمال والأرقام والحسابات، آت من عالم الاقتصاد والمال، ويتحدث باستمرار عن تعديل الميزانيات، والبيانات المالية والقياسات والنتائج والربح والخسارة.
الثاني: الديمقراطي مارك شاور عضو سابق فـي مجلس النواب الأميركي، يمتاز بعلاقات أوثق مع العمال والقطاع العام، أكثر من علاقات الإدارة وهو شخص إجتماعي يتفاعل بسهولة مع الناس بحكم خبرة اكتسبها من خلال سنوات من العمل كسياسي وناشط مجتمع مدني.
لدى الاثنان نظرات مختلفة إلى حد كبير على ما يلزم فعله لتنمية الولاية وتعزيز إقتصادها. إتخذ سنايدر قرارات صعبة من أجل تعديل الموازنة، عبر خفض الضرائب على الشركات وفرض ضرائب على المعاشات التقاعدية، فـي حين ألغى أيضاً الإعفاءات الضريبية لبعض ذوي الدخل المنخفض. فجاءت النتيجة ميزانيات معدَّلة وتعزيز«صندوق تمويل الأوقات المالية العصيبة».
أما منافسه شاور فـيقول انه سيعكس هذه المعادلة: إلغاء ضريبة التقاعد واعادة الإعفاءات الضريبية للعائلات. لكن العثور على عصا سحرية لردم ثغرات فـي الميزانية التي قد تنجم عن هذه المقترحات، تبدو غامضة بعض الشيء عند شاور.
الإثنان يريدان الوصول لأعلى سلطة فـي الولاية. سنايدر فاز بالمنصب عام ٢٠١٠ فـي أول مشاركة سياسية له، ويريد التجديد لأربع سنوات أخرى. شاور، الذي يحمل سجلاً عاماً حافلاً فـي شغل المناصب العامة، يود أن يعود إلى المعترك السياسي من خلال منصب الحاكم. اما القرار النهائي فهو بيد المقترعين. وفـيما يلي نبذة عن سيرة الرجلين ومحطات هامة فـي حياتهما علها تساعد الناخب على الاختيار، أو تزيد عنده الحيرة.
شاور: جلب التعاطف إلى كونغرس ميشيغن
عندما تزوج مارك شاور فـي عام ١٩٩٩، قدم له إشبينه الأول بوب راندلز، وزملاؤه الذين أحيوا حفلة «العازب»، صندوقاً محلي الصنع مليئاً بأدوات صيد السمك. وقال راندلز عن الهدية «كنت أرغب فـي جعله ينخرط فـي الصيد وعالمه التأملي حتى يخفف من نمط حياته السريعة العاجلة ويصبح صياداً».
لكنه أضاف أن صديقه مارك هو «مفعم للغاية بالطاقة الجامحة – حيث يبدأ يومه، كل صباح، مع نصف ساعة من اليوغا، ثم المشي ميلين عبرالتلال مع كلبيه الإثنين، شيب وشيلا، وهما من كلاب الإنقاذ، واحد من فصيلة شيبرد الألماني، والآخر من نفس الفصيلة ولكن أسترالي».
وهكذا باستثناء رحلة صيد يتيمة إلى كندا والتنعم بالرفقة الحميمة مع شلّة من الأصدقاء وممارسة الصيد فإنَّ التباطؤ فـي نمط الحياة السريع، لم يكن أبداً من مميزات شاور القوية.
وأضاف راندلز «يبدو شاور حقاً محباً للناس. انه واحد من الرجال الأذكياء حقاً – رجل حاذق يمكن أن يفعل أي شيء لكنه التزم بتركيزه على الخدمات الإنسانية وقضايا العدالة الإجتماعية، بدلاً من الإنخراط فـي مغامرات «وول ستريت»».
وراهناً شاور يأمل فـي الجمع بين الذكاء والرحمة وتحويل كل تلك الطاقة إلى صيغة رابحة من شأنها أن تؤدي به إلى مكتب الحاكم فـي لانسينغ. ولكن لديه بعض العقبات التي تعترضه فـي طريقه الى العاصمة.
فعلى الرغم من أن شاور بقي قريباً فـي العديد من إستطلاعات رأي الناخبين التي أجريت هذا الصيف، لكن أرقامه قد بدأت تتراجع فـي إستطلاعات الرأي الأخيرة، بما فـي ذلك تراجعه ست نقاط عن سنايدر فـي أحدث استطلاع للرأي أجري فـي أواخر سبتمبر بواسطة شركة «إبيك – ام آر أي» لصالح صحيفة «ديترويت فري برس» فـي ديترويت.
كما انه فـي وضع غير مؤات بالنسبة للمال المطلوب للحملة الإنتخابية مع حوالى مليون دولار أقل من سنايدر حسب تقارير تمويل الحملات الانتخابية الأخيرة. لم يبق أمامه سوى فرصة واحدة لمناظرة سنايدر – التي جرت الأسبوع الماضي فـي ديترويت برعاية «فري برس» و«ديترويت نيوز» ومحطة «دوبليو تي فـي أس» التلفزيونية – حيث لم يسدِّد أي من المرشحين لكمة قاضية للآخر. وانه لا يزال عليه أن يتعامل مع المفارقة الفاقعة الناجمة عن تواجده فـي قلب المعترك السياسي معظم حياته المهنية، مقابل خصم دخيل على السياسة: الشخص الذي يسمي نفسه «النرد الصعب» رجل الأعمال ريك سنايدر.
الخلفـية
أولا، بعض التفاصيل الشخصية حول سيرة الديمقراطي مارك شاور فهو من مدينة «باتل غريك» البالغ من العمر ٥٣ عاماً.
نشأ وترعرع فـي مدينة «هاويل»، إبن مدرِّس علوم، روبرت، وأمه ممرضة، ميرا. شاور كان بحاجة الى نوعية حب الناس فـي شخص والده وعطف الراعي فـي شخصية والدته حيث يعوِّل شاور على هاتين الميزتين فـي كل كلمة يتفوه بها تقريباً فـي الحملة الانتخابية.
«أهلي علموني ليس فقط قيمة العمل الشاق، ولكن قيمة العمل الذي يفـيد الآخرين»، قال شاور لمجموعة من المعلمين فـي لانسنغ مؤخراً. «كانت جدتي مدرستي فـي مدرسة الأحد، والدروس التي تعلمناها بأننا نحن حفظة إخواننا هو ما بقي عالقاً فـي ذهني».
لذلك، وبعد تخرجه مع الفوتبول والبيسبول و«كويزبول» – إلى جانب كونه واحداً من أربعة أوائل فـي صفه فـي ثانوية «هاول» وتخرجه بإمتياز مع مرتبة الشرف من كلية «ألبيون» وجامعة «ويسترن ميشيغن» – شاور حصل على أول وظيفة له فـي مقاطعة «كالهون» فـي إدارة التخطيط المدني.
وتخرج بسرعة من وكالة «العمل المجتمعي» فـي «باتل غريك»، حيث كان يدير منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة محدودي الدخل من خلال برامج «هيد ستارت» وبرامج «حماية البيوت من عوامل الطقس» ومساعدة كبار السن من المواطنين غذائياً من خلال برنامج «وجبات على عجلات» (ميلز اون ويلز).
وعن ذلك قال شاور «لقد كانت هذه البرامج بمثابة سلم يصل للناس الذين هم حقاً يحتاجون لها وعندما أفكر بولايتنا ميشيغن، فإنها عبارة عن مكان يوفر الفرص للجميع. ولا ينبغي أن نترك أحداً من الناس خلفنا».
كانت «باتل غريك» تناسب طبيعة شاور. وُتعرف المدينة من قبل الشركات المصنعة الرائدة – شركة «كيلوغ» الشهيرة فـي صنع السيريال و«بوست». ولكن لدى المدينة أيضاً مجتمعاً مزدهراً بالعمل الخيري مع «مؤسسة كيلوغ»، التي هي مكرسة لتوفـير بيئات صحية وآمنة للأطفال ومعالجة عدم المساواة العرقية فـي المجتمعات المحلية.
يقول شاور بأن «العمل الذي أديته هناك بُنيَ على القيم التي تعلمتها فـي طفولتي».
تلك القيم جذبت كريستين هوبر، التي اجتمعت لأول مرة مع شاور عندما كانت تدير عمل «وكالة حماية الشيخوخة» فـي المنطقة. وعند إعادة التواصل بينهما بعد سنوات قليلة – وكانا غير متزوجين – بدءا بالمواعدة ثم تزوجا بعد ثلاث سنوات. وعن ذلك قالت كريستين «لقد كانت القيم والقواسم المشتركة كثيرة بيننا لكني انجذبت أيضاً الى لطفه وقدرته على التواصل العاطفـي، ونظرته الإجمالية للحياة».
وأردفت أنها كانت فاترة لفكرة تحمل تبعات حملة الحاكم المرهقة، خصوصاً بعد أن فاز لتوه بمهمة أمين الصندوق لمقاطعة «كالهون» فـي عام ٢٠١٢. لكنها استطردت «كان قد ترك منصبه العام لفترة من الوقت، وأنا أحببت ذلك نوعاً ما، لكن بالتأكيد، لا أريد أن أكون أنانية وأقول لا، أنا لا أريد أن أشاركك مع الناس، لكنه أصبح واضحاً أكثر فأكثر أنه يريد خوض غمار هذا (الترشيح) حقاً. كان بحاجة للقيام بذلك، لذلك، أصبح جوابي نعم».
المهنة
وجاءت أول مشاركة لشاور فـي الخدمة العامة عندما ترشح من دون جدوى للحصول على مقعد فـي مفوضية بلدية «باتل غريك». لكنه سرعان ما عين لملء مقعد شاغر. هذه الوظيفة أدت إلى مقعد فـي مجلس نواب الولاية حيث فاز على شاغل المقعد الحالي، ثم فاز فـي مقعدبمجلس الشيوخ فـي الولاية، خلال فترة من أصعب الأوقات فـي اقتصاد ميشيغن.
وأشار المحامي جيمس لانكستر عضو مجلس بلدية «ديويت» وجزء من فريق عمل شاور من الأصدقاء من أيام كلية ألبيون «ان لديه نزاهة وانه ذكي ويناضل من أجل الأشياء التي يؤمن بها. كل من يقلل من قدره لا يكون قد بحث جيِّداً فـي تراثه العملي. فـي أول انتخابات له، كان الديمقراطيون لا يقيمون له وزناً. لكن تبيَّن لاحقاً انه سياسي ماهر لا يكل ولا يمل ولا يمكن تجاهله».
لقد كانت فترة اشتباكات سياسية صعبة وتوتر بين حاكمة الولاية آنذاك جنيفر غرانهولم الديمقراطية ومجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية، حيث كان يمارس شاور خدمته. كان هناك آلاف ممن فقدوا وظائفهم، وسط ترنح صناعة السيارات وتعثر سوق الإسكان مما أدى إلى شلل اقتصاد الولاية.
كان هناك انخفاض وعجز فـي الميزانيات، وتخفـيضات واقتطاعات صعبة، مما تخلل الفترة إغلاق أبواب الحكومة وإبتداع إصلاحات موازنة كالتي يجري إستخدامها من قبل سنايدر وحلفائه لمهاجمة شاور.
وتم القضاء على ضريبة الأعمال الأحادية والإستعاضة ببديل ليس أفضل كثيراً – قانون فرض ضرائب على الأعمال التجارية فـي ميشيغن والذي كان لا بدّ من تغييره بعد أيام فقط على إقراره العسير فـي المجلس التشريعي.
«هل نحن حقا نريد أن نعود إلى العقد الماضي الضائع؟» غالباً ما يهتف سنايدر فـي الحملة الانتخابية فـي إشارة منه إلى وقت وجود شاور فـي الهيئة التشريعية للولاية أيام التنازعات.
لكن رد شاور على ذلك «هو من المثير للإهتمام أنه يقوم بإلقاء اللوم علي بسبب ويلات انهيار صناعة السيارات، وول ستريت وسوق الإسكان، ولكن هذا كان وقتاً صعباً جداً. بطبيعة الحال، لم أوافق معها (غرانهولم) على كل شيء، ولكن هذه الانتخابات ليست عن جنيفر غرانهولم. انها عن ريك سنايدر وسجله»
لكن ذلك لم يمنع سنايدر أو المشرعين الجمهوريين الآخرين من الاستمرار فـي مهاجمة شاور.
وقال مايك بيشوب، وهو الجمهوري من مدينة «روتشستر» خدم فـي المجلس التشريعي مع شاور كزعيم الأغلبية الجمهورية فـي مجلس الشيوخ والذي يترشح الآن للكونغرس، «فعالية شاور كانت محدودة فـي مجلس شيوخ الولاية لأن الديمقراطيين كانوا فـي الأقلية، وهو لم يُستشر دائماً حول القضايا من قبل الحاكمة التي فضلت العمل على تسوية مع قادة الأغلبية فـي مجلس النواب – مثلي ومثل زعيم الأكثرية النائب آندي ديلون. هو ليس لديه موقف تفاوضي ويريد فقط أنْ يكون حامل لواء الرسالة الليبرالية».
وقال زعيم الأغلبية فـي مجلس الشيوخ الحالي راندي ر. ريتشاردفـيل من مدينة «مونرو» انه شعر بالخيانة من قبل شاور فـي عدد من المجالات: من الغرامة الضخمة ضد حملته الانتخابية عندما كان زعيم الأقلية فـي مجلس الشيوخ، إلى اتخاذ قرار بترك مقعده فـي مجلس الشيوخ قبل عامين من نهاية حكمه من أجل الترشح للكونغرس.
وادعى ريتشاردفيل متهكما هناك ٢٥٠ ألف شخص كان يمثلهم فـي مجلس الشيوخ فقال لهؤلاء الناس «شكرا لمنحي هذه المهمة، ولكن أنا تارك مقعدي لأترشح لمنصب أفضل»، وقال «اضطررت الى حدٍ ما أنْ أتبنى بنفسي تمثيل بقية مقاطعة «جاكسون» عندما غادر قبل عامين مبكراً قبل انتهاء خدمته».
تفنيد شاور للحملة الجمهورية عليه كانت كالآتي: غرامة تمويل الحملات الانتخابية – وقدرها ٢٠٨،٢٥٠، هي الأكبر فـي تاريخ الولاية وسببها تحويل كميات من المال أكبر من المسموح به من حساب حملة واحدة إلى أخرى – كانت خطوة حزبية بامتياز قامت بها سكرتيرة الولاية الجمهورية «سكرتيري أوف ستيت» تيري لين لاند، التي كانت تستعد للترشُّح لمنصب الحاكم فـي عام ٢٠١٠
واكد شاور «كان تم كشف كل حسابات ومساهمات متعلقة بي عندما كنت فـي مجلس شيوخ الولاية، وهذا يختلف كثيراً عن ما فعله ريك سنايدر مع «صندوق النرد»، فـي اشارة الى صندوق سنايدر غير الربحي، الذي اغلقه ولكنه لم يكشف أبداً عن أسماء الشركات المتبرعة للصندوق حسب القانون.
وجاءت الغرامة بعد حملة إنتخاب شاور إلى الكونغرس، وفوزه من خلال الموجة الديمقراطية فـي عام ٢٠٠٨ على النائب الأميركي تيم والبرغ، الجمهوري من مدينة «تيبتون».
وتضمنت تلك السنتان فـي الكونغرس التصويت على بعض القرارات المتلاحقة: أبرزها الموافقة على قانون الرعاية الطبية «أوباما كير». انه تصويت يقف وراءه شاور بالكامل، على الرغم من أنه يُرجح انه كلفه وظيفته فـي عام ٢٠١٠ عندما تحداه والبرغ وفاز عليه من ضمن موجة الحزب الجمهوري التي أعطت الجمهوريين السيطرة على مجلس النواب الأميركي.
«لقد كانت بيئة صعبة للغاية حيث حشد حزب «الشاي» للمعركة وكان لدينا أدنى نسبة إقبال للناخبين الديمقراطيين منذ عام ١٩٤٨»، قال شاور «بالتأكيد، شعرت بخيبة الأمل، ولكن ليس بالضرورة لأنني خسرت الانتخابات – ولكن لأني لم أتمكن من مواصلة خدمة الدائرة التي كنت امثلها».
بعد الخسارة، ذهب شاور للعمل مع «التحالف الأخضر الأزرق»، وهو ائتلاف من جماعات عمالية وبيئية تعمل على تعزيز مصادر الطاقة المتجددة.
سجل عام
شاور تحدث عن أولوياته فـي اول سنتين من ولايته اذا انتخب حاكماً وتشمل: إلغاء ضريبة التقاعد على كبار السن من المواطنين وإعادة الإعفاءات الضريبية للعائلات من الطبقة المتوسطة التي ألغيت تحت حكم سنايدر. زيادة تمويل التعليم، ودعم الحوافز التي من شأنها أن تجلب الوظائف إلى ميشيغن، وخاصة فـي قطاع الصناعات التحويلية.
وقال «أريد المساعدة فـي بناء الإقتصاد الذي يعمل للناس العاديين». لكنه كان غامضاً من ناحية إعطاء تفاصيل عن كيفـية ردم الهوات فـي الميزانية التي ستنجم عن جمع مال أقل من الضرائب المقبلة، إلى جانب زيادة الإنفاق على التعليم.
فـي مقابلة مع صحيفة نشرتها «ديترويت فري برس» الأسبوع الماضي، تحدث شاور عن تخقيض ميزانية النفايات وألمح إلى أن ٦ بالمئة ضريبة على الشركات التجارية قد يضطر إلى توسيعها لتشمل ٩٥ ألف من الشركات الصغيرة التي لا تخضع حاليا للضريبة – ضريبة سنايدر المقترحة لتحل محل الضرائب التجارية التي أعيبت كثيراً.
ولكن هذا الاقتراح احدث غضباً فورياً لدى مجتمع رجال الأعمال مما حدا بالجمهوريين بشكل روتيني لوصف المرشح الديمقراطي شاور الذي «بدون خطة».
لكن شاور يشعر بالحنق من مثل هذه الانتقادات. «أنت تريد مني أن أعطيك ميزانية السنة الأولى الآن» قال شاور لهيئة تحرير مجلة «لانسينغ ستايت» عندما سألته عن كيفـية دفع ما يترتب على أولوياته. «الشركات يجب أن تكون جزءاً من الحل. انهم رفضوا (الجمهوريون) بعناد أن يكون هناك عمل تجاري … كونوا جزءاً من الحل».
«هناك قيمة فـي عمل يفـيد الآخرين لقد كرست حياتي كلها للمساعدة فـي بناء اقتصاد مناسب يفيد الناس العاديين».
حاكم الولاية سنايدر سياسي غير تقليدي يسعى لولاية ثانية
يتحدث الحاكم ريك سنايدر حول رؤيته لولاية ثانية فيسترسل فـي مونولوج مطول حول أهمية التدريب التقني والحاجة لمطابقة مهارات الخريجين فـي ميشيغن مع افضل وظائف جيدة تحاول الشركات ملئها.
يتحدث عن «الميكاترونيك»، وهو الحقل الذي يدمج الميكانيك مع الإلكترونيات، ثم يغوص فـي تفاصيل شراكات التدريب التي حصلت بالفعل بين الكليات وأرباب العمل فـي القطاع الخاص.
اجابة سنايدر تبرهن على قوته كحاكم .. وضعفه كمرشح
القيام بعمل أفضل لمطابقة مهارات القوى العاملة والوظائف المتاحة هو من «الاشياء الهامة»، كما يقول دينيس ماتشمور رئيس هيئة موظفـي سنايدر وعضو جماعات الضغط لفترة طويلة فـي لانسنغ سابقاً ومصدر سياسي داخلي مطلع.
ماتشمور المعروف بمرحه المنتقد للذات، يغير من تقاسيم وجهه ويقول ان الحاكم لا يصغي دائماً لنصيحة «متسلل سياسي» مثله.
ويصعب تصنيف سنايدر، الذي يخوض حملة إعادة انتخابه الضيق بشكلٍ غير متوقَّع ضد الديمقراطي مارك شاور. لكن المنتقدين والمشجعين يتفقون على قاسم مشترك هو: لم يكن سنايدر أبداً سياسياً نموذجياً عندما قام بحملته فـي عام ٢٠١٠ كرجل أعمال غير معروف، وسياسي ناشئ و«النرد» الذي ظهر فـي معركة خماسية فـي الانتخابات الأولية فـي الحزب الجمهوري – ثم إبحاره إلى الإنتصار على منافسه الديمقراطي، عمدة لانسينغ فـيرغ بيرنيرو.
كما يتصرف اليوم، فإن سنايدر غالباً ما يرتدي ما يشبه زي مدرب الكلية: بنطلون أسود وسترة وقميص أزرق بأزرار ومن دون ربطة عنق. ومن خلال صوت أنفـي. تراه بدلاً من تقريع خصومه، يتحدث عن ضرورة تلميع ثقافة ولاية ميشيغن الكئيبة لتكون أكثر تفاؤلاً. ومن أقواله لا لزوم للوم ولا للثناء فقط إصلاح الأمور. ومع تركيز نادراً ما نراه من قبل مرشح جمهوري، يتحدث عن أهمية عودة ديترويت كمفتاح لإسترداد ونهضة الولاية بأكملها.
«قد يكون سنايدر من نوع الحاكم الذي لا يشعر بالراحة عندما يستمع لمستشاريه» قال غليفز ويتني، الذي كان كاتب خطب وكاتب السيرة الذاتية للحاكم الجمهوري السابق جون إنغلر ويدير الآن مركز الدراسات الرئاسية فـي جامعة «غراند فالي».
وأضاف ويتني «ولكن الناس ملت من الجلباب والضوضاء الصاخبة فـي واشنطن، مما يجعل من عرض يقوم به هاوٍ، فعال للغاية. ومن نقاط القوة فـي خطابات سنايدر يمكن أن نشير إلى تدنى معدل البطالة فـي ميشيغن إلى أدنى مستوى لها خلال ست سنوات، وتعديل الموازنة التي تحسنت كثيراً».
«أنا فخور جداً بسجلي الذي أَبْني ترشيحي عليه»، يقول سنايدر فـي مقابلاته الصحفية، مضيفاً «أنا فخور بأن يُشار الي رمزياً بأني الحاكم المحاسب المجاز قانوناً».
لكن صورة سنايدر عام ٢٠١٠ بإعتباره حلالاً معتدلاً للمشاكل السياسية والذي اجتذب له أصواتاً من المستقلين والديمقراطيين، قد اهتزت إلى حدٍ ما.
الاهتزاز الأول حصل عند قرار سنايدر تمرير تشريع «الحق فـي العودة الى العمل» فـي وقت متأخر من عام ٢٠١٢ بعد الإصرار منذ توليه منصبه بأن القضية خلافـية للغاية وليست على جدول أعماله. وأدى إلى تغيير رأيه لتغيير علاقته بشكل دائم مع العمل النقابي، ومع العديد من الديمقراطيين وبعض المستقلين.
فـي نفس الوقت، شهر عسل سنايدر مع قطاع الأعمال لا يزال مستمراً لانه قضى على الضرائب التجارية فـي ميشيغن وخفض أقساط التأمين ضد البطالة والقيود الحكومية. وفـي ظل التغيرات التي دفع بها سنايدر، معظم الشركات فـي ميشيغن ليست بحاجة لرفع طلب ضريبة الدخل، ناهيك عن دفع الضرائب أساساً.
اهتمام مبكر فـي مجال الأعمال التجارية
نجل صاحب شركة تنظيف النوافذ، ولد سنايدر فـي منزل مؤلف من ٩٠٠ قدم مربع فـي ما كان يعرف آنذاك بلدة باتل غريك، ويروي سنايدر كيف أنه كثيرا ما كان يقرأ فـي صباه مجلتي «فورتشن» و «بيزنس ويك» وهو فـي عمر التاسعة.
بدأ بأخذ صفوف فـي الكليات والجامعات فـي حين لا يزال فـي الثانوية، وحصل على البكالوريوس ودرجة الدراسات العليا فـي مجال الأعمال التجارية قبل سن ٢١ وعلى شهادة فـي القانون من سن ٢٣- وكلاهما من «جامعة ميشيغن».
اليوم، الرئيس التنفـيذي لشركة «غيتواي» للكومبيوتر والممول الرأسمالي السابق الساعي لتكوين شركات جديدة فضل عدم السكن فـي قصر الحاكم فـي لانسنغ لصالح منزله المؤلف من ١٠٦٠٠ قدم مربع فـي مجمع سكني مسيَّج بالقرب من «آن أربور»، حيث يقوم بتقسيم وقته مع أسرته هناك وبين منزل العطل المؤلف من خمسة آلاف قدم مربع والذي يطل على بحيرة فـي مقاطعة «باري».
الديمقراطيون، يستفـيدون من تسليط الضوء على فضيحة فـي إدارة سنايدر تدين موظف الإسكان العام المعين الذي حاول تكبيد المال العام أطعمة ومشروبات استهلكها بنفسه، وفضيحة أخرى نابعة من محاولة خصخصة مطابخ السجن التي تعاني من مشاكل مزمنة، ومن شغف سنايدر الرأسمالي للشركات بمنح الأغنياء المقربين منه كل انواع الامتيازات والتفضيلات. لكن سنايدر يقول إنه ليس من العدل لأصحاب الأعمال ان يدفعوا ضريبة على الدخل مرتين – مرة من خلال الريع التجاري ومرة أخرى من خلال ضريبة الدخل الشخصية.
قاتل سنايدر بنجاح الجناح اليميني فـي حزبه للضغط من أجل توسيع الرعاية الطبية الحكومية «ميديكيد» بموجب قانون أوباما للرعاية الطبية، وتوجه نحو المجلس التشريعي للمضي قدما فـي بناء جسر عام جديد إلى كندا، وتزعم الجهود الوطنية المبذولة لإصلاح القوانين وتشجيع الهجرة لأولئك الحائزين على درجات علمية متقدمة.
ولكن وكما قال سنايدر كحاكم بأنه يريد التركيز على القضايا الاقتصادية، فقد انحاز أيضاً إلى جانب الجناح المحافظ فـي حزبه خلال التوقيع على قوانين تقيد الحصول على الإجهاض ورفض اتخاذ موقف بشأن زواج المثليين.
كما انه بطريقة ما زاد الضرائب على أصحاب المعاشات والعديد من الأسر الشابة من خلال الهيئة التشريعية التي يسيطر عليها الحزب الجمهوري ومن خلال إزالة الإعفاءات الضريبية والائتمانية، لكنه لم يتمكن من حشد أصوات كافـية لتمرير مشروع قانون تمويل اصلاح الطرق. ولم يسبق له ان قام بأي حملة من أجل جمع إيرادات محددة، بدلا من ذلك ترك الأمر للمشرعين ليقوموا بذلك وقد أدى ذلك بالبعض إلى التشكيك فـي قيادته.
«معظم الناس لا تنتخب حاكماً يقوم بالجلوس على الهامش من دون الانخراط فـي العملية السياسية»، قال غاري ميتشل من لانسنيغ، الذي تقاعد فـي عام ٢٠١١ من منصب نائب الرئيس للتسويق فـي «رابطة وكلاء التأمين فـي ميشيغن».
«الذيل هو الذي يهز الكلب عندما يتعلق الأمر بالهيئة التشريعية وريك سنايدر» أضاف ميتشل، الذي يعتبر نفسه «ديمقراطي كلينتوني» ولكنه صوت لسنايدر فـي عام ٢٠١٠ ولم يقرر ما اذا كان سيفعل ذلك مرة أخرى.
أعظم إنجازاته
طلبات إعلامية لمقابلة زوجة سنايدر، سو، لم تمنح من قبل الحملة الجمهورية، لكن سو سنايدر أبلغت صحفية تعمل فـي وسيلة إعلامية محلية، ان زوجها درس فكرة ان يترشح كمستقل وهو زعيم منتخب يتبع طريقه الخاص. وأضافت «انه لا يمشي امام الملأ قائلاً» أنا جمهوري مستطردة «انه يفعل ما يؤمن بانه الصحيح».
حملة سنايدر بنيت على أساس الشفافـية، ولكن إدارته بشكل روتيني تدفِّع مئات أو آلاف الدولارات للإجابة على طلبات سحب نسخ من السجلات العامة، حيث يقول سنايدر انه ليس متأكداً من ان قانون حرية المعلومات يجب أن يمتد ليشمل مكتبه الخاص.
واقع حملته الانتخابية الضيقة هز شعار «لا لوم ولا ثناء» عندما نسب سنايدر الفضل لنفسه فـي تحسن العوامل الاقتصادية فـي ولاية ميشيغن، وصعد من الانتقادات لسجل شاور.
ولكن اسلوب سنايدر بإدارة الأزمة المالية فـي ديترويت، بما فـي ذلك تأمين مساهمة ١٩٥ مليون دولار من الهيئة التشريعية، قد يكون أعظم إنجاز لولايته الأولى حيث تستعد المدينة للخروج من الفصل التاسع من الإفلاس مع تحسين الخدمات، وآفاق نمو قوية، ومستوى الديون أقل من معظم المدن الأميركية الكبرى الأخرى.
وقال ديفـيد إيسلر، رئيس «جامعة فـيريس» فـي «بيغ رابيدز» إنه فـي حين أن تعريف الطلاب على الفرص المتاحة فـي المجالات التقنية المتقدمة مثل «الميكاترونيك» قد لا تكون ذات جاذبية لموضوع ولاية ثانية مدتها أربع سنوات، لكن لا ينبغي التقليل من أهمية رؤية سنايدر.
«إذا كان هناك بالتأكيد من مكان شهد تحسناً باهراً فـي ميشيغن، فهو فـي إعادة نمو اقتصادنا»، ختم إيسلر.
Leave a Reply