خليل إسماعيل رمَّال
الصفعة التي وجَّهها نقولا فتوش، عرَّاب التمديد الرسمي
لمجلس النوَّاب فـي وطن «خيال الصحرا»، إلى وجه الموظَّفة منال ضو لأنها لم تعرف سعادته أثناء دخول مكتبها ولم تفرش له السجَّاد الأحمر، ليست الصفعة الأولى ولن تكون الأخيرة فـي بلد الكفوف والريش المنتوف.
ولعل الصفعة الأخرى الشهيرة التي لقيت أصداء واسعة هي تلك التي كالها الرئيس الراحل الياس الهراوي للصحافـي حسن صبرا صاحب مجلة «الشراع». وإذا كانت هناك صفعات «تليق» بصاحبها فلا جدال أنَّ صفعة حسن صبرا من بينها بعكس تطاول فتوش. ذلك أنَّ صبرا و«شراعه» أبحر آنذاك ضد رياح الرئيس الزحلاوي الذي فضَّ النزاع على طريقته الخاصَّة. لكن صبرا «الشراعي» اليوم فـي زمن الحريرية، يبُقُّ مليون بحصة لصبرا أيام الهراوي من حيث حرق الجسور تماماً مع الوطنية والمنطق بسبب حقده وتطرفه وجنوحه الغريب وتورطه فـي الدم الصحافـي المسفوك على مذبح التضليل والصحافة الصفراء الفاقع لونها والتي لا تسر القارئين.
ما علينا من صبرا إلاَّ للولوج الى موضوع العلوج فـي وطن اللاعدالة وعاجية البروج. فتوش يمثِّل فئة النوَّاب المتعجرفـين الذين هم على أعتاب التمديد لأنفسهم أربع سنوات مديدة أخرى مع رواتبهم ومخصصاتهم وعلاواتهم و«كوميشاناتهم» المعلَنة وغير المعلَنة،
وحتى من دون التمديد، هذا المجلس العاطل لا يهمُّه لا ناخب ولا مواطن ولا حتى وطن. فحتى قلة إنتاجه وتشريعه الأدنى فـي التاريخ من بين برلمانات العالم منذ سقوط روما وتمنُّعه عن العمل التشريعي والخدماتي والقيام بأقل الواجب الإنتخابي، لم يستدر غضَباً شعبياًعارماً إلاَّ من قبل حفنة من حاملي المكانس الذين وقفوا أمام المجلس وعددهم لا يتجاوز أصابع اليدين! هذا بالرغم من أنَّ سمعة النائب فـي لبنان تشبه سمعة بائع السيارات المُستَعمَلة فـي أميركا. فكم يحتاج المواطن اللبناني من صفعات سياسية واجتماعية واقتصادية وغيرها حتى يعي ويستفـيق من غيبوبته وهو يتلقى اللكمات اليومية التالية؟
١- لكمة سعي وزير دفاع ١٤ آذار سمير مقبل وجماعته الحثيث لرفض الأسلحة المجانية الايرانية للجيش اللبناني الذي هو بأمس الحاجة اليها، والُمقدَّمة اليه من دون قيود ولا شروط ورمي مسؤولية الرفض على الجيش نفسه، أكثر من سعيهما لحل أزمات البلاد والعباد. وهذه سابقة لم تعرفها تاريخ الحكومات والدول فـي العالم وفعلاً أضحوكة الزمن.
٢- صفعة مصير العسكريين المخطوفـين الذي مازال فـي مهبِّ الريح بسبب العجز الحكومي ونجاح الخاطفـين المجرمين فـي التشويش على قضيتهم والضغط على الأهالي المفجوعين للقيام بقطع الطرقات وأرزاق المواطنين وإطلاق التصريحات المُنكَرة التي لا تفـيد بل تؤلِّب الرأي العام عليهم.
٣- صفعة إمارة طرابلس واختفاء الإرهابيين المولوي ومنصور منها بسحر ساحر ومحاولة منع ريفـي للقضاء العسكري من أخذ مجراه الا إذا تم حرق علم «داعش»!
٤- سلسلة الرتب والرواتب للمعلِّمين الموجودة فـي جيوب النوَّاب مع محاولة منحها للعسكريين فقط إتباعاً لقاعدة «فرق تسُد» وتمييع القضية المطلبية العادلة لفئة لبنانية واسعة.
٥- صفعة دفاع المقاومة عن حدود لبنان فـي سلسلته الشرقية وصد وحوش العصر بينما يتسلى وحوش الإعلام والسياسة بالنيشنة وبث الشائعات حول زيارة السيِّد حسن نصرالله للبقاع بالرغم من أنَّ استطلاعات الرأي فـي لبنان تظهِر أنَّ ثلثي المسيحيين يعتبرون أنه لولا «حزب الله» وتدخله فـي سوريا لأصبح «الدواعش» فـي بيوتهم.
أنا بعرفو مستقبلنا أنا.. ناطر كف من غيمة!
Leave a Reply