مريم شهاب
فـي العدد الماضي، وفـي هذه الجريدة، كتبت العزيزة ناتاشا دادو، مقالاً رائعا عن تجربتها كشابة مسيحية كلدانية، تعمل فـي «صدى الوطن» وفـي ديربورن وبين المسلمين, وبكلمات تسيل صدقا وحرارة حيث قدمت أمثلة حيّة وواقعية، عن تجارب المهاجرين المسلمين فـي سعيهم الدؤوب بقصد العيش والحياة، وليس بقصد الإرهاب والموت، وبقلم مسيحي إنساني، سكبت على الورق كلمات من روح الإسلام،وتأثّرها بالعديد من التجارب القاسية، كما التجارب الناجحة، من خلال تغطيتها لمناسبات عدة فـي ديربورن.
عن جدارة تستحق الجميلة ناتاشا التحية لجرأتها وشجاعتها للكتابة عن هذا الموضوع. فكانت كلماتها صرخة ايجابية مضيئة فـي برية سلبية ومظلمة تسعى بعض الماكينات الاعلامية وبغباء فاقع وغليظ، بثّ سياسة الشك حول كل شيء عربي وفـي كل مسلم.
لفته كريمة من شابة كلدانية لمست الحقيقة الناصعة، بأن العرب والمسلمين، ليسوا جميعا كما تروج، البرامج التافهة – سواء دينية أو سياسية – التي لا تُقدم محاسن المسيحية، بل مساوئ الاسلام فـي الحياة، وهي سياسة قديمة تقضي الكذب المتكرر، فـي أن تشكك فـي كل مزايا خصمك، وأن ترفع كل نواقصك، والاعتماد دائما على نفسية الجماهيرأو الناس، التي تصدّق ماتُريد أن يكون، لا ماهو كائن.
لا أملك لكِ ناتاشا، الا أن أحيّيك وأشد على أياديك، لذكائك ولجرأتك فـي قول كلمة طيبة، فـي جو مفعم بالكراهية والكِبر والتفاخر الكاذب، كأسلوب شيطاني، سوف يؤذي جميع المهاجرين. وهذا دليل على منبتك الطيب الاصيل. تهنئة لأبويك الكريمين لتربيتك الصالحة على فهم واستيعاب الآخرين ومحبتهم واحترامهم مهما كان اعتقادهم الديني.
ناتاشا وغيرها من شباب الجالية المتعلمين والأذكياء والفهمانين لألعاب السياسة القذرة، هؤلاء هم مستقبل وفخر الجالية بكل أطيافها. كل الأمل بوعيهم وثقافتهم لنشر دفء نور معرفة الحق، وبعثه فـي شرايين القلوب الباردة، لتحريرها من عنف العظمة والكراهية. شكراً ناتاشا.
جسر المعرفة
فـي الحياة، تقابل أشخاصاً، كعطر المسك، يغيبون عنك ولكن أثرهم الجميل يعطيك دوماً إحساساً بأن الحياة حلوة والدنيا لازالت بخير. ومعرفة بعض الناس، أيضاً، تزيدك إيماناً بأن الله سبحانه وتعالى، وضع سر محبته فـي وجوههم، فلا تملك عندما تراهم إلا محبتهم وإحترامهم وكأنهم أهلك وجيرانك منذ زمن بعيد.
من هؤلاء الأشخاص الأصدقاء الذين أحب وأحترم، الأستاذ وليم سلايطة. أحببته من خلال برنامجه الإذاعي لسنوات عدة، جسر المعرفة ومثل الكثيرين، جذبني أسلوبه البليغ الهادف فـي فـيض متدفق من التفكير الحر والإبداع، والحافز الدافع إلى تطوير وبناء جسور معرفة بين كافة أبناء الجالية الأوسطية، فـي ديترويت الكبرى، وتركيزه على كل ما هو راقٍ وإيجابي، حتى تزهر قلوب المستمعين بالتفاؤل والأمل والتسامح.
مثل أكثر الأشياء الرائعة تراجع برنامجه الثقافـي والإجتماعي، الذي كان يخدم الجميع، وتوقف فـي مواجهة برامج الدعايات والإعلانات والمسابقات التافهة. والآن يعود، اسم «جسر المعرفة»، كعنوان لمكتب للخدمات العامة تحت إشراف الأستاذ وليم سلايطة، الرجل العريق والخبير فـي خدمة الجالية لسنوات فـي مجالات عديدة. من يتعامل مع الأستاذ سلايطة، سوف يتأثر بكلامه اللطيف وإبتسامته الوادعة الدافئة، وقبل كل شيء مهنيته وخبرته وتفانيه فـي الخدمة الصحيحة للجميع.
مبروك للجالية الشرق أوسطية إفتتاح مكتب جسر المعرفة فـي مدينة «ليفونيا» وللأستاذ وليم سلايطة كل التمنيات بالتوفـيق والنجاح.
Leave a Reply