صخر نصر
وقفت فـي الطابور فـي أحد «المولات» الكبرى فـي ديربورن لأعيد بنطالاً كنت قد اشتريته
لإبني ووجدت فـيه عيبا فـي الصنع مرت دقائق إلى أن وصل الدور إلى من يقف أمامي وكان عربي الملامح وتدل طلاقته بالانكليزية أنه مولود فـي هذه البلاد، أو أتاها صغيرا، وكانت بيده دراجة أطفال مهترئة الإطارات بانت عليها ملامح القدم وبدت كأي دراجة بالية ترمى على قارعة الطريق لتأخذها سيارة «الكاربج».
ناول الموظفة الدراجة من فوق الطاولة فتأملتها بهدوء واعتذرت عن إمكانية إعادتها وأمام إلحاح الشاب، ومطالبته بثمن الدراجة، استدعت الموظفة رئيستها المباشرة التي حضرت على الفور وتفقدت الدراجة من جديد وأعلمت الشاب أن الدراجة مستهلكة ولا يمكن إعادتها نظرا لمرور وقت طويل على استخدامها، فأجابها بأن بها عيب صنعي وأمسك بدواسة الدراجة وراح يهزها الى الأعلى والاسفل موضحا العيب فاعتذرت الموظفة مجددا وطلبت منه استخدام الكفالة لإصلاحها، وبعد جدال ابتعد الشاب عن الموظفة التي أخذت مني البنطال بعد أن تأكدت من الفاتورة واعادت لي ثمنه.
حادثة أخرى حدثني صديق عنها حيث تعطل أحد الأقفال فـي منزل عربي بسبب سوء استخدامه فطلب من ابنه الذهاب وشراء قفل جديد من النوع نفسه واللون ليقوم بتركيب الجديد على الباب وإعادة القفل القديم بعد وضعه بالعلبة الجديدة الى «المول» حسب نظام «الريتيرن» وبذلك يكون قد استبدل القفل المعطل مجاناً.
يبدو أن بعض أفراد الجالية العربية قد استغلوا هذه الميزة فـي المتاجر وصاروا يشترون ملابس وأحذية يلبسونها لفترة ثم يعيدونها لأخذ ثمنها وهكذا أو يشتروا أجهزة كهربائية بالطريقة نفسها ويستخدمونها لفترة ثم يعيدونها، للأسف، ما هكذا هي أخلاق العرب، وإنما يسيء هؤلاء لأنفسهم ولغيرهم، وهذا النوع ممن يعتبره بعضهم «شطارة» هو بالواقع عكس ذلك فهذا ضرب من ضروب الإحتيال التي تنأى أخلاقنا عنها، صحيح أن بعض الأجهزة أو الأدوات أو الملابس قد يكون فـيها عيب صنعي، وهذا لا تنكره الشركات، وإنما تحقق شهرتها وتكرس اسمها من خلال قبول اعادتها للمنتج وإرجاع ثمنه للشاري، ولذلك يتم اعادة النقود الى الشاري، وهذا النظام التجاري معمول به نظرا للثقة بين المستهلك والبائع، ولا نريد لهذه الثقة أن تهتز بسبب قلة تريد أن توفر بضعة دولارات على حساب سمعة جالية يهمها جدا تعزيز ثقة الآخرين بها واحترامها.
Leave a Reply