ديربورن – سامر حجازي
إنجلى غبار المعركة القاسية التي خيضت للحصول على مقعد قاضي المحكمة التاسعة عشر فـي ديربورن، عن فوز القاضي مارك سومرز منتصراً بإعادة انتخابه، ضد الخصم الشرس طوني غوريرو فـي السباق الذي اعتبر الأكثر سخونة وإثارة للأخذ والرد فـي المدينة.
ويُعتبر هذا النصر الانتخابي الباهر لسومرز هزيمة مضطردة ليس لغوريرو فحسب، بل لرئيس البلدية جاك أورايلي الذي ألقى بدعمه الكامل لصالحه وبثقل ماكينته الإنتخابية المهولة، التي ما زالت تحمل بصمات رئيس البلدية السابق مايكل غايدو، لمساعدة غوريرو فـي حملته الانتخابية الى درجة توجيه رسالة مفتوحة من أورايلي تحض الناخبين على عدم التجديد لسومرز. فـي الوقت الذي وقفت فـيه «ايباك» ومتطوعوها الى جانب حملة سومرز التي اكتسحت أقلام الأقتراع فـي الجزء الشرقي من المدينة لصالح مرشحها.
وكان سومرز وأنصاره يعيشون على أعصابهم طيلة فترة المساء يوم الثلاثاء فـي مطعم «لا بيتا»، حيث جاء اليه موظفو ومتطوعو حملته الانتخابية بعد إغلاق مراكز الاقتراع. وبمجرد احتساب الاصوات بعد فرزها أعلن ان سومرز هو الفائز بفارق ٨٥ صوتاً فقط.
وقال سومرز بعد فوزه لـ«صدى الوطن» ينبغي أن يُنسب الفضل فـي نتيجة السباق إلى الدعم اللامحدود الذي تلقاه من الجالية. والمعروف أنَّ سومرز كان قد حاز على دعم كثيف من الناخبين العرب الأميركيين، بعد تأييد اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي «أيباك» له.
وتابع سومرز «أشعر بأن كل أولئك الذين وثقوا بي وآمنوا بي قد حصلوا على مكافأة وانتصار الحملة هو أبداً ليس حول فوز مرشح، ولكن (فوز) كل من حولي من الذين عملوا بجد معي ووثقوا بي».
ولاحظ سومرز أن كون النتائج قريبة جدا بينه وبين منافسه غوريرو، جعل من السباق جديراً بالاهتمام وبيَّن قدرة وتأثير الناخبين على السباق المحلي. كما أنَّه يُذكِّر بسباق الرئيسة الحالية للمجلس البلدي سوزان دباجة فـي العام الماضي، عندما حلَّتْ فـي المركز الأول، متقدمةً على عضو المجلس ورئيسه السابق توماس تافلسكي بفارق ٣٢ صوتاً فقط لتصبح أول رئيسة عربية أميركية تحتل هذا المنصب.
وأضاف «بطريقة ما، وجود مثل هذه النتيجة المتقاربة يجعل الانتخابات ذات مذاق خاص جداً. أنا يمكنني أن أنظر فـي عيون كل شخص و وأستطيع مصافحة كل شخص، وأقول له «كنت أنت أحد الذين حققوا هذا (الإنجاز). فانتصار المرشَّح لا يعود اليه فقط فـي هذه الحالة، بل يعود إلى كل واحد مؤيد ساعد منذ بداية المشوار، وأضفى عليه طبيعة خاصة للغاية».
ولم يتمكن غوريرو، الذي حاز على ١٠٠٩٠ صوتاً مقابل ١٠١٧٥ لسومرز، من زحزحة القاضي سومرز عن مقعده بالرغم من الدعم غير المحدود الذي قدمه له رئيس البلدية جاك أورايلي فـي الأسابيع الأخيرة، وحتى آخر لحظة. وكان أورايلي يجهر بدعوته علناً للإطاحة بسومرز.
ويشعر بعض السكان أن الحملة بين المرشَّحَيْن الإثنين وصلت الى مستويات منحدرة عندما زعم أورايلي «أن المدينة لا تستطيع أن تطيق بقاء سومرز قاضياً»، مشيراً بالبنان إلى الدعاوى السابقة التي كلفت البلدية ما يقرب من نصف مليون دولار. وكان رئيس البلدية قد قام بتوزيع بريد إلكتروني للسكان يشرح فـيه موقفه المعارض حتى العداء لإعادة إنتخاب سومرز.
ولكن ما بدا وكأنه الاتهام الأكثر إثارة للصدمة هو توزيع نشرة بريدية أرسلت فـي الدقائق الاخيرة من الحملات الانتخابية وقبل أسبوع من الإنتخابات، تتهم غوريرو بالتحرش الجنسي ضد موظفة سابقة فـي المحكمة خلال الفترة التي قضاها فـي محكمة ديربورن بمنصب مساعد للقضاة (ماجستريت).
وفـي يوم الإنتخابات، تحدثت «صدى الوطن» مع غوريرو فـي أحد أقلام الاقتراع، حيث علم حينها فقط بالنشرة الإلكترونية، فعبر عن ذهوله واصفاً حملة سومرز بـ«الفضائحية المخزية» وبأنها تعرض للخطر« نزاهة المحكمة».
وكان أورايلي قد ابلغ «صدى الوطن» فـي الأسبوع الفائت أن موظفة المحكمة السابقة التي إتهمت غوريرو بالتحرش الجنسي لم تكن ذات مصداقية «لأنها كانت قد طُردت من عملها فـي المحكمة «بسبب سلوكها الخاطىء والذي شمل تصريحات مهينة ضد العرب الأميركيين والأفارقة».
كما أُلقي بإسم رئيس المحكمة فـي ديربورن القاضي سالم سلامة على مضض ومن دون إرادته فـي المعركة بين سومرز ورئيس البلدية، عندما ظهر إعلان مدفوع فـي
«صدى الوطن» الأسبوع الماضي من قبل العربي الاميركي الناشط زهير عبد الحق، ينسب إلى القاضي سالم سلامة قوله انه يؤيد سومرز. كما وجه الإعلان انتقاداً لاذعاً إلى أورايلي.
ولكن رغم أنَّ القاضي سلامة كان حاضراً فـي حفل النصر المقام لسومرز فـي مطعم «لا بيتا» ليلة الإنتخابات، قال لـ«صدى الوطن» انه لم يتوقع حشر إسمه فـي الإعلان، مشيرا إلى أنه (الإعلان) «مضلل» و«غير دقيق».
من جهته، أصرَّ سومرز على أن حملته لم تنخرط فـي أي حملات مشينة يوم الانتخابات، بل كان يوزع ورقة تعليمات للمتطوعين له تدعوهم «أن يكونوا لطفاء مع الجميع، وخاصة أولئك الذين يمثلون منافسه، لإنهم هم من المتطوعين أيضاً».
على الرغم من الفجوة بين السكان والمسؤولين فـي البلدية، بدا أنصار سومرز متحمسين لأنه فاز على خصمه. وقالت موظفة محكمة ديربورن السابقة والداعمة لسومرز، رينيه شوارتز، «إنَّ نتائج السباق دليل على خلقية سومرز. إن الحقيقة سادت ولا يمكن أن نحصل على قاض أكثر عدلاً تحت قوس المحكمة (من سومرز)، سومرز هو الشخص الذي أظهر الإحترام والنزاهة طوال حياته المهنية، وأنا اجزم انه سوف يستمر على هذا المنوال».
Leave a Reply