ديترويت – علي حرب
اعتلت الناشطة الفلسطينية رسمية عودة منصة الشهود فـي محاكمتها يوم الخميس الماضي وشهدت أنها لم تكذب حول اعتقالها وإدانتها من قبل محكمة عسكرية إسرائيلية فـي عام ١٩٦٩، على طلبها لنيل الجنسية الأميركية.
وقالت عودة انها ظنت بأن الأسئلة حول ما إذا كان قد سبق القبض أو الحكم عليها تتعلق بداخل الولايات المتحدة فقط. وأضافت أنها لو علمت ما تعنيه هذه الأسئلة، لكانت قد أفصحت عن اعتقالها فـي إسرائيل، والذي لم «يكن سراً».
مناصرون لرسمية عودة يتظاهرون أمام مبنى المكمة الفيدرالية في ديترويت |
واتهمت الحكومة عودة (٦٧ عاما) بالكذب عند إملاء طلب الجنسية الأميركية حول ظروف اعتقالها والحكم عليها فـي إسرائيل منذ نحو ٤٥ عاماً، لكن مؤيديها وصفوا الاتهام بأنه «مطاردة سحر سياسية» لتوجيه ضربة إلى النشاط الفلسطيني فـي الولايات المتحدة. وربطوا اعتقالها فـي شيكاغو العام الماضي بحملة فـيدرالية للانقضاض على المعارضة السياسية التي بدأت فـي عام ٢٠١٠ بعد مداهمة مكتب التحقيقات الفـيدرالي «أف بي آي» لمنازل ٢٣ ناشطاً بينهم حاتم أبو دية، المدير التنفـيذي لـ«شبكة العمل العربية الأميركية»، حيث تعمل عودة.
وقالت عودة فـي شهادتها إن الأحداث فـي إسرائيل كانت معروفة جيدا للجالية فـي شيكاغو، وإنه حتى السفارة الأميركية فـي القدس كانت على علم بها «إذ كيف يمكنني إخفاء هذا الشيء؟ لا أستطيع». وروت عودة قصة حياتها المؤثرة فقالت إن الجيش الإسرائيلي اعتقل ٥٠٠ شخصٍ، من بينهم والدها وشقيقتها، فـي الوقت الذي تم فـيه القبض عليها. وانهمرت عينا عودة بالدموع عندما ذكرت أن شقيقتها البالغة من العمر ٢٣ عاماً قتلت خلال عملية اعتقالها.
واكدت عودة أنها تعرضت للتعذيب والاغتصاب على أيدي عناصر الجيش الإسرائيلي، الذين أجبروها على الاعتراف غصباً عنها بتورطها فـي التفجير الذي أسفر عن مقتل شخصين. غير أنَّ قاضي المحكمة الأميركية غيرشوين ا. دارين منع مناقشة ملابسات اعتقال عودة والإدانة. وقال فـي حكم قبل أسبوعين انه لا يريد إعادة محاكمة الحادث فـي إسرائيل وبدلاً من ذلك يريد من الإجراءات القانونية التركيز على إجاباتها على طلب التجنيس.
وحاول محامي الدفاع الرئيسي دويتش انتزاع الحديث من عودة عن ظروف محاكمتها فـي إسرائيل، وسألها عما إذا كان لديها محام وقتها وإذا كانت هناك لجنة تحكيم وكيف أدينت. ولكن مع كل مسألة تتعلق بإسرائيل، كان المدعون العامون يعترضون وكل مرة كان القاضي يثبت اعتراضاتهم.
ويوم الخميس أيضاً، أدلت الدكتورة نادين نابر، وهي أستاذة مشاركة فـي دراسات العرق والمرأة فـي «جامعة إلينوي» فرع شيكاغو، بشهادتها حول عودة ودورها كمنظمة مجتمع مدني محترمة فـي شيكاغو، بينما احضر الادعاء شهوداً مضادين من دائرة الهجرة ليثبتوا حصولها على الجنسية بشكل غير قانوني.
وقال المحامي الرئيسي للدفاع مايكل دويتش لـ«صدى الوطن» إن قرار القاضي باستبعاد الأدلة حول تعذيب المدعى عليها «يسحق قلب دفاعنا». وأضاف أنه يعتقد أنه من المهم إبراز مشاركة عودة وأهميتها فـي مجتمعها وجاليتها.
ومن المتوقع بدء التداول والوصول إلى الحكم فـي هذه القضية يوم الإثنين. وإذا أدينت عودة فـي القضية فقد تواجه عقوبة تصل إلى السجن والترحيل.
Leave a Reply