علي حرب
المركز الإسلامي فـي أميركا (ICA) هو رمز للجالية المسلمة فـي ديربورن بل فـي ميشيغن. باعتباره أكبر المساجد فـي أميركا الشمالية، حيث أضحت صور قبته المضيئة ومآذنه مرادفةً للإسلام فـي طول وعرض الولايات المتحدة. وحين تم افتتاحه فـي عام ٢٠٠٥، وصفته حاكمة الولاية آنذاك جنيفر غرانهولم بانه أحد امجاد ميشيغن.
وقد تم استهداف المركز الاسلامي عدة مرات من قبل متظاهرين مناهضين للمسلمين والإسلام، وقد تم اكتشاف مخطَّط تفجيري ضده منذ سنتين. إلا ان أحدث هجوم من نوعه على هذا المعلم الديني جاء من جماعة مجهولة المصدر والعنوان تطلق على نفسها اسم «تجمع الشباب المسلم فـي ديربورن».
فقبل أسبوعين وزعت «الجماعة» رسالة الى الآلاف من سكان ديربورن بواسطة البريد تهاجم فـيها مدير المركز وإمامه السيد حسن القزويني، متهمة إياه بتهكم بـ«ارتكاب الزنا والفساد». وانتقدت الرسالة بعنفٍ أيضاً رئيس مجلس أمناء المركز، رون أمين، مدعيةً أنه «ليس مؤهلا دينياً ليكون فـي منصبه». وزعمت الرسالة ان «أمين لا يصلي ولا يصوم خلال شهر رمضان ولا يعرف أسماء الأئمة الاثني عشر!».
وفند أمين افتراءات «الجماعة» بالقول «انهم لا يعيشون معي، ولا أحد يسكن معي فـي المنزل ليراني عندما أصلي وأصوم».
وتزعم الرسالة «أن القزويني قد تورط فـي الزواج المؤقت (المتعة) مع امرأة بينما كانت متزوجة من رجل آخر» وايضاً «بارسال أموال الخمس والزكاة الخيرية والصدقات الى مؤسسات والده فـي كاليفورنيا والعراق».
ولم يستجب القزويني لطلبات «صدى الوطن» فـي التعليق على الرسالة، لكن أمين نفى الاتهامات الموجهة إليه، واصفاً إياها بأنها« هجوم جبان يفتقد المصداقية ومجهول المصدر».
ورداً على سؤال حول من يعتقد انه وراء الرسالة قدَّر أمين «أنه ربما شخص يسعى لتشويه صورة وسمعة السيد حسن القزويني، او مختل عقلياً أو ربما لديه «فوبيا» معاداة الإسلام». وأضاف «أن الذين وراء هذه الرسالة قد يدعون بأنهم مسلمون، ولكن لو فعلاً اتبعوا تعاليم الدين الحنيف فإنهم لن يقوموا بنشر الأكاذيب».
وأردف «داعش والقاعدة تعلنان زوراً أنهما ينتميان الى الإسلام، لكن الاسلام براء منهما ومن سلوكهما وجرائمهما»، مضيفاً «إن الناس الذين وزعوا هذه الرسالة هم نسخة هزيلة عن داعش وفجورها».
واستطرد انه سيتشاور مع محاميه فـي ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية إذا تم كشف هوية من وراء هذه الرسالة. وقال ان «الناس الذين ينشرون هذه الأقاويل يعرفون انهم ينفثون تصريحات تشهيرية كاذبة وهذا هو السبب فـي انهم يختبئون وراء عدم الكشف عن هويتهم، إضافة الى انهم جبناء».
شقيقة أمين، عالمة النفس ساندرا آمين-براين، دافعت عن شقيقها وعن المركز الاسلامي فـي بيان ارسلته الى «صدى الوطن»، وحثت الجالية على الوقوف ضد هذه الإتهامات الباطلة. وأضافت ان «من حظ مجلس أمناء المركز الاسلامي أن يكون لديهم رئيس يحمل هذه المهارات والذكاء الذي تتحلى به شخصية أخي رون».
واستطردت «لكن اذا كانت هذه الجالية لا تقف ضد الهجمات الفاضحة على قادتنا، لن نكون حقاً بأفضل من قطاع الطرق الذين يسعون لتدمير الوحدة والتسامح والتميز الأخلاقي الذي نحن جميعاً بحاجة اليه من أجل البقاء على قيد الحياة».
وكان المركز الاسلامي قد أقام حفل عشائه نصف السنوي لجمع التبرعات يوم الأحد ٩ نوفمبر بتكريم عضو الكونغرس الاميركي المتقاعد وعميد مجلس النواب جون دينغل بحضور ١٠٠٠ شخص، وفقاً لرون أمين الذي ختم بالقول «ان الرسالة «المجهولة المصدر» لم تؤثر على الإقبال حيث انَّي لا أتذكر عشاءاً أكبر من الذي شهدناه».
Leave a Reply