صخر نصر
الاربعاء ظهرا ، وبعد أن أمضيت عدة ساعات فـي شارع الميل الثامن بعيدا عن أية رؤية للشارع أو للحالة الجوية، حتى فاجأني الثلج ولفحني البرد الذي استعددت له جيدا سيما وإن الحرارة قد سجلت صباحا رقما قياسيا لمثل هذا الوقت من السنة، إذ بلغت اثنتي عشرة درجة فهرنهايت أي مايعادل عشرة درجات مئوية تحت الصفر.
لم يكن الجو ينذر بمثل هذا الكم الهائل من الثلوج والذي تساقط خلال اقل من ساعة فأحال أرض ديترويت إلى البياض الناصع وصار لزاما علي وعلى غيري إزاحة الثلوج عن زجاج السيارة لاتمكن من العودة الى المنزل .
اخذت طريق(94) متجها غربا الى ديربورن وكان الزحام على أشده فقلت فـي نفسي سأعرج الى شارع وارن فـي ديترويت لأقضي أمرا وتكون خلال هذه الفترة قد حلت مشكلة السير ولا بد أن حادثا وقع وتسبب فـي هذه الأزمة المرورية، وبعد حوالي النصف ساعة عدت الى الطريق السريع (94) وقبل أن اصله بنحو ربع ميل وعلى الشارة الضوئية اصطدمت ثلاث سيارات ببعضها بعضا ونزل «سائقوها» والمفارقة أن الثلاث كن من الإناث وقبل أن تتبادل الفتيات الاتهام، اتصلت إحداهن بالشرطة والتي كانت إحدى دورياتها قريبة من المكان فوصلت بأقل من دقيقة.
وتحرك السير وكل انطلق باتجاه وكان الطريق السريع ميسرا لعدة أميال ثم مالبثت حركة السير حتى تباطأت شيئا فشيئا حتى توقفت تماما لدقائق ، ثم تحركت السيارات بشكل خجول حتى تجاوزت المكان الذي وقع فـيه حادث سير آخر، وقامت الشرطة بابعاد السيارتين المتصادمتين عن محور الطريق وركنهما جانبا ،وبعد أقل من ميل كان حادث ثالث تشاركت فـيه عدة سيارات أغلبها من ذوات الدفع الرباعي وحادث رابع بالقرب من تقاطع ليفرنوي من الطريق السريع .
لم يكن حال الطريق على شارع فورد سيئا، لكنه على الاقل جيد حتى تقاطعه مع «الووكمان» الذي شهد انزلاقات عديدة للسيارات لكنها لم تصطدم ببعضها كونها تسير بسرعات خفـيفة فـي الشارع المعبد حديثا باسفلت فـي منتهى النعومة والذي تجلد سريعا وبات الوقوف على التقاطعات ومن ثم الانطلاق أشبه بمعجزة.
لقد بدأ موسم الثلج وبدأت معه الحوادث المرورية الناتجة عن الإنزلاقات ولعل أكثر السيارات التي تضررت أو انزلقت هي من السيارات الحديثة والآمنه وماحدث ليس بسبب السيارة نفسها وإنما بسبب استهتار السائق وعدم تخفـيف سرعته ظنا منه أن السيارة المجهزة
بـ «أي بي اس» وغيرها من التجهيزات الأخرى تمنعها من الانزلاق والتصادم ويكون حرصه أقل من غيره على الانتباه لسرعته وطريقة قيادته وهذا ما يسبب معظم الحوادث والتي تحول حياتنا إلى جحيم إذا ماأصيب أحدنا إصابة جسدية ألزمته الفراش، وربما تحول إلى مقعد فـي غفلة عين ، نأمل السلامة للجميع فـي المدينة التي تتحول سياراتها الى «زحليقة على الثلج» فـي أقل من ثانية.
Leave a Reply