سامر حجازي
يوم الجمعة ٢٨ نوفمبر الماضي أطلقت شرطة ديترويت النار وقتلت مشتبهاً به فـي محل «ميسي للتنظيف والكوي» فـي مدينة ديربورن، كان مطلوباً بسبب جريمة قتل ارتكبها فـي ديترويت فـي وقت سابق من ذلك اليوم. ووُصف المشتبه به، ويدعى سام، بأنه من أصل اسباني فـي أواخر الخمسينات من عمره، حسب شهود عيان كانوا فـي مكان الحادث. وكان المشتبه به قد عمل فـي التنظيف والكوي فـي فترة من الوقت على مدى عشر سنوات مضت، وكان يتردد بشكل روتيني إلى محل «ميسي» وبقي على اتصال مع المالك. وفـي حوالي الساعة الواحدة ظهراً من ذلك اليوم، كان سام قد هاجم بوحشية وقتل جارته البالغة من العمر ٦٤ عاماً المقيمة فـي شارع «سانت لورانس» باستخدام مطرقة وقد ساد الاعتقاد أنها كانت صديقته، ثم فر من مكان الحادث قبل أنْ تتصل ابنته بالشرطة للإبلاغ عن القتل. وكان قد ذكر لها أنه ذاهب للقيام بزيارة إلى «محل الكوي والتنظيف». وقالت هبة فرج (٢٤ عاماً)، التي تعمل فـي محل «ميسي» منذ أكثر من سبع سنوات، فـي حديثٍ لـ «صدى الوطن» إنها واثنين من زميلاتها الموظفات كن وراء العداد عندما جاء سام إلى المحل حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، ولم يعلمنَ إلاَّ لاحقاً أنه كان مسلحاً بمسدسين محشوين بالرصاص.
وأضافت «كان يتجول ويتصرف كأن كل شيء طبيعي ويدور حول الجزء الخلفـي من المحل ويقف وراء الآلات وكنا نظن أن هذا التصرف كان غريباً بعض الشيء، لكننا لم نفكر كثيراً فـي الأمر لأنه فـي كل الأحوال يبدو دائماً غريب الأطوار بعض الشيء». وبعد انتهاء الحادثة تتكهَّن الموظفات الآن أن سام كان قد أتى إلى المحل بنية جرمية لقتل مالك المحل بسبب حرمانه من فرصة استعادة وظيفته. ولحسن الحظ، كان مالك المكوى قد خرج من المحل قبل دقائق معدودة فقط من وصول الجاني.
وأفادت فرج ان أحد عناصر شرطة ديترويت، الذي كان أيضاً أحد الزبائن لفترة طويلة، دخل المحل بعد فترة وجيزة من دخول سام. وأحضر الشرطي معه صورة لسام وسأل الموظفات إذا كن قد رأينه فـي أي وقت خلال النهار. ولكن ما إنْ اقترب الشرطي من الموظفات، حتى أدرك أن الرجل الموجود أمامه هو سام بالفعل. وحاول الشرطي الأول بسرعة مرافقة الموظفات الثلاث للخروج من المبنى فـي حين اقترب الشرطي الثاني ليحاصر المتهم. ووفقاً لفرج كان المتهم يحاول انتزاع سلاحه لإطلاق النار على واحد من عناصر الشرطة. «سمعنا الشرطي يصيح «ضع المسدس من يدك» عدة مرات لكنه لم يكن يصغي» أضافت فرج، وتابعت قائلةً «سمعنا بعد ذلك صوت طلقتي رصاص فلذنا فوراً بالفرار جميعاً. وقد تبيَّن أنَّ الشرطي قد أطلق النار عليه لأنه كان ممسكاً به بشكلٍ كان على وشك اطلاق النار على رفيقه».
وإثر إطلاق النار تركت الموظفات محل «ميسي للتنظيف والكوي» وهن يحاولن تحليل لغز ما جرى معاً. وعادة ما تكون الصدمة قوية فـي هكذا محل مشغول فـي ديربورن يعج بالموظفـين والزبائن، ويبقى لوقت طويل يتعافى من تبعات الحادث الذي جرى يوم الجمعة الماضي.
وفـي هذا الصدد أعربت فرج عن صدمتها بالقول «أنا لا يمكن أبداً أن أتصور شيئاً من هذا القبيل يحدث هنا. اننا لم نتعامل من قبل مع أي شيء خطير على هذا النحو، وهذا المكان هو كبير جداً وشعبي لذلك، الكثير من الناس يأتون لمحلنا ويغادرون، ولكن لم يخطر فـي بالي قط ولو طيلة حياتي بأني سأشهد شيئاً من هذا القبيل». وفـي حين أن الشرطة فـي ديربورن تسلمت القضية الآن بسبب وقوع إطلاق النار فـي نطاق المدينة، أرادت فرج التوضيح أن عناصر شرطة ديترويت هم الذين كانوا ابطالاً فـي ذلك اليوم.
وأوضحت «ان شرطة ديربورن تحصل على الكثير من المديح غير المبرر فـي هذه الحادثة، وأنا لا اود السكوت عن هذا الأمر. لقد حافظت شرطة ديترويت على حياتنا وأريد أن يعرف الناس حقيقة ذلك. ثم إن الشرطي الذي جاء إلى المكوى لم يكن حتى على علاقة بالقضية، ولكن سمع باسم محل «ميسي» خلال الاتصال الداخلي وكان يعرف بالضبط أين يقع المكان فحضر على الفور وخاطر بحياته من أجلنا. الذي أنقذ حياتنا كان شرطياً من ديترويت».
حادث إطلاق النار هذا هو الثالث فـي مدينة ديربورن فـي أقل من أسبوعين. ففـي تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، استجابت الشرطة لنداءات عاجلة من رجل من مدينة «أوك بارك» كان قد أُطلق عليه النار وقُتل على طريق فورد، بين أوكمان واويومنغ. وبعد يومين فقط من تلك الحادثة، وقع اطلاق نار أيضاً فـي موقف للسيارات فـي مركز مدينة فـيرلين، لكن لم تقع اصابات.
Leave a Reply